18-04-2024
عن الحداثة العربية ومابعدها
شكل ثالوث الحداثة (العقل والحرية والعلمانية) عقيدةَ المثقف العربي ومنهجه منذ منتصف القرن العشرين، حتى بات خائفاً عليها من كل قديم فكان يصمه بالرجعية، مثلما رأينا من مواقف القوميين والماركسيين والليبراليين تجاه عموم المحافظين، غير أنَّ شدة إيمانهم بدين الحداثة، دفعهم لتبنِّي المدارس الأدبية والفلسفية التفكيكية كالبنيوية والألسنية، بعد مرحلة السُّوريالية والعبثية، دون أن يستشرفوا الفوضى التي ستخلقها هذه المدارس التي قتلت خالق النص، وعَزَلته عن بيئته، ومهَّدت لفوضى ما بعد الحداثة.. فقد كانت مجتمعاتنا، التي تنتمي شرائحها إلى عصور ثقافية متعددة، مؤهلة للعبة الفوضى السياسية التي استخدمتها الإمبريالية الأمريكية تحت عنوان "الفوضى الخلاقة" لتقويض المجتمعات العربية والإسلامية، حيث توقفت الأنظمة العربية التحريرية عن مناهضة إسرائيل وانتكصت نحو الداخل، بينما دخلت طوائفها وقومياتها في صراع مع نفسها في حروب عبثية بلا أهداف واقعية،