شغب : نبيل صالح

04-02-2024

هنا دمشق :

بالعودة إلى تاريخ الإذاعة السورية فإن إعادة جمع أرشيفها المهمل واستقراء محطاتها الزمنية ودورها في تشكيل بنية خطاب السوريين يعد أمرا فائق الأهمية لقراءة حركة التاريخ فوق الجغرافية السورية، ومعرفة مكامن القوة والضعف التي مرت بها البلاد والشعب السوري، كون ذلك يشكل جزءا من هوية المواطنة التي اشتغلت النخب الوطنية عليها منذ انتهاء الاحتلال العثماني سنة 1918 حتى عودته سنة 2016 فعدنا إلى البداية وصرنا بحاجة إلى لملمة أشلاء الوطن السوري وتجاوز الفراغات التي حالت بين حلم آباء الإستقلال وعملهم على أرض الواقع لتحقيقه خلال ثمانية عقود انتقلنا فيها من احتلال إلى احتلالات دون أن ندرك تضاريس الحياة التي مشينا فيها ونحن نظن تقدمنا إلى الأمام بينما في الواقع كنا نسير في دائرة أعادتنا إلى النقطة الأولى !؟ 
02-02-2024

أطوار البرغي والعزقة

الهامش: غالبا ما أصادف برغياً كان فاعلا في آلة الحكومة ثم تم الإستغناء عنه ورميه كعزقة لايحتاجها أحد فيذكرني ببطل قصتي " حارس الليل" التي تتحدث عن عنصر أمني يمثل سلطة سيده فيرهب الناس ويظلمهم خلال ساعات دوامه، وبعد الدوام يغدو مظلوما مثلهم من آلة السلطة.. الخبر: من دون إعلام المشتركين وقع وزير الاتصالات مساء أمس قرار رفع أسعار باقات الإنترنيت بشكل مبالغ فيه، وهذا يذكرني بالعديد من العزقات التي كانت براغ في وزارة الاتصالات بالأمس وهي اليوم تنتقد سياسات الآلة التي رمتهم بلا رحمة في غرفة الكراكيب !؟
21-01-2024

ولاعزاء لليرة وفقراءها

قرأت أن قيمة الدولار الكافر اليوم وصلت 15000 ليرة في السوق المتوحشة وتذكرت أن سعره قبل أن تتناطح القوى (التقدمية والرجعية) على كرسي السلطة كان 45 ليرة ، حيث بات عموم الشعب الصامد تحت خط الفقر وخارج الحياة الكريمة، سوى أولاد السلطة في الداخل وصبيان المعارضة في الخارج، فقد غدوا في عداد الأثرياء الذين يعبدون الدينار و الدولار، وتذكرت شعاري على موقعي "الجمل" منذ إطلاقه قبل 18 عاما : "ضد الجميع بالتساوي"، ولم يتغير موقفي بعد، رغم دعمي لمؤسسة الجيش كونها تمثل كافة أطياف السوريين..
19-01-2024

قراقوشيات سورية

في الهند لا تستطيع قتل الفأر الا بعد طلب الاذن من الحكومة! في اليابان تعتبر زيادة وزنك جريمة يعاقبك عليها القانون!  في كوريا الشمالية عليك الاستئذان من وزارة الداخلية إذا أردت أن تصبغ شعرك! في بورما كرة القدم و كرة السلة والسينما ممنوعين!  في جميع أنحاء تايلاند، يجب أن يتوقف الناس مرتين يومياً؛ الأولى في الثامنة صباحاً والثانية في السادسة مساءً لتحية العلم!  في اسكتلندا يمكن أن تحصل على غرامة لركوب البقرة في حالة سُكْر لأن قانون القيادة في حالة سكر يشمل الأبقار والثيران والخيول!  في ميلانو قانون يجبر الناس على الابتسام في جميع الأوقات مع التهديد بالغرامة عند المخالفة ، باستثناء الجنازات أو المستشفيات. في سورية صدر اليوم قانون يلزم المواطنين بالحصول على موافقة خطية من قسم الشرطة قبل 48 ساعة من إقامة حفلة أو تعزية مع تقديم بيان بأسماء المشاركين بما فيهم المغفور له (قبل يومين من وفاته) .. إذا رغب أن تفتح له تعزية طبعا  ! قريبا سوف نقرأ : تقبل التعازي والتبريكات .على الفيسبوك ولكم الأجر والثواب....
17-01-2024

حزب البعث: مراجعة واقتراحات

قل لي من تعادي، أقلْ لك من أنت.. فنحن نكبر بالتَّحدي أكثرَ مما يفعله الإطراء والمديح، وماحصل مع حزب البعث، أنه فقد التحدي الداخلي بعد تطويع الأحزاب السُّورية ضمن تركيبة "الجبهة الوطنية التقدمية"، فاسترخى البعثيون، كما استرخت أحزاب الجبهة، بعدما توازعوا مقاعد الحكومة ومجلس الشعب، وكان هذا جيداً في حينه لاستقرار سورية قبل نصف قرن، لكن الزمان يمرُّ على الأشياء المخلوقة وإذا لم نتداركها بالتجديد فسوف تشيخ وتغدو عبئاً على أهلها وأصحابها، وهذا ما حصل لأحزابنا الوطنية، والبعث في مقدمتها. حيث بات الأفق خلفها بدل أن يكون أمامها، والواقع أن الجملة الإبداعية في النظام الداخلي للبعث كانت تقول بأنه (حزب انقلابي)، ولا أعلم متى تم حذفها لارتباط الجملة ظاهرياً بالانقلابات العسكرية، بينما كان القصد منها أنَّ الزمن هو التحدي الأول والمستمر أمام حزب ثوري علماني صاحب رؤية تقدمية، فإذا لم ينقلب على نفسه ويجدد في منطلقاته النظرية وثقافته الحزبية فسوف يتجمد ويتصنَّم مع الزمن بينما يقتضي عملُ
05-01-2024

تاريخ الهمج المقدس

الفكرة الإبراهيمية عن حياة ما بعد الموت جعلت غالبية المتدينين لايعبؤون بخراب العالم طالما هناك مكان آخر خارج كوكب الأرض سيستضيفهم بعد موتهم ككائنات خالدة، في النعيم أو الجحيم !؟ فالملاحظ أن غالبية المنخرطين في مجموعات دينية لايأبهون لتغير المناخ، ولا بثقب الأوزون أوالتلوث وانقراض بعض الكائنات الحية، ولا يناهضون انتشار السلاح النووي.. ونحن لم نسمع واعظاً أو خطيبا ًيحضُّ على حماية (دار الفناء) من الفناء طالما أن (دار البقاء) بانتظار أتباعه !؟ ففعلياً كل متتشدد لديه وطن افتراضي متخيل يحجب عنه الإخلاص الكامل لوطنه الحقيقي ودستور دولته فيما يخالف مذهبه الذي ينتمي غالبا إلى امتداداته خارج حدود الوطن ! وهذا لا يساعد كثيراً على الأنسنة والمواطنة والحفاظ على مصادر الحياة الأرضية، بالتالي فإنه لايساعد على الحد من الأفعال الهمجية التي تدمر الكوكب، هذا إذا لم يفاقمه،
22-12-2023

تحرير العلمانية من السلفية

يبدأ طريقُ العلمنة العربية بعقلنة المناهج الشرعية، وتقليص نسبة المحفوظات النَّقليَّة في التعليم المدرسي والجامعي التي يتفوَّقُ فيها أصحابُ الحافظة المرنة على الأذكياء، ويتم تقديمهم للوظائف العامة وإدارة الدولة؛ فيكون أداؤهم نقلياً لا إبداعياً، وغالباً ناقصاً وسيئاً، إذ لم تكن النمطية يوماً عاملاً للتقدم، حيث نحصل على حكومات "سلحفاتية" بائسة غير قادرة على اللحاق بمواكب الأمم المتقدمة.. ولا بأس من تقليص أو إلغاء كتب المحفوظات، والتعامل مع التلميذ على أنه هو الكتابُ واللوحُ المحفوظ، بحيث يكون دورُ المعلم مساعدته على قراءة نفسه ومعرفة مواهبه وقدراته وتحويله إلى الاختصاص في مجال إبداعه في سن مبكرة؛ إذ لا يوجد طفل ليست لديه موهبة في أمر م
13-12-2023

عمرك ثروتك

أخي السوري: عمرك هو ثروتك الحقيقية فاستثمره بعقلك وقلبك، وكل ماعدا ذلك من ثرواتك المنقولة وغير المنقولة مجرد وهم افتراضي ومتعة زائلة لن تنقذك من الحفرة التي  تبتلع كل الأحياء.. تخيل أنك مت ثم عدت فما هو أصدق ما يمكن أن تفعله ؟ كذلك يمكن أن تكون أنت وليس صدى النفاق العام الذي يتدفق فيه كل هذا الزحام .. مسالخير لكل الشجعان الصادقين الذاهبين نحو نهاياتهم مثل شمس المغيب حيث تبدو أجمل ماتكون
11-12-2023

لزوم مالايلزم

ادفع بالتي هي أحسن عبر الدفع الإلكتروني، حيث فرضت حكومتنا الذكية على كل سكان سورية وضع رصيد بنكي لاستجرار فواتير خدماتها، بما فيهم سكان الأرياف والبوادي الفقراء الذين ستتضاعف فواتيرهم بإضافة أجور المواصلات إلى المدن التي يتوفر فيها مصارف، عدا عن يومهم الضائع بلاعمل يقضونه على الطرقات ذهابا وإيابا كلما توفر لهم بضع ليرات لتغذية حساباتهم البنكية البائسة.. هكذا قررت حكومة المناضلين من أجل الحصول على عمولة مصارفها من فواتير الكادحين
06-12-2023

كلمة لجنة تحكيم مسابقة "هذي حكايتي" للدورة الخامسة

خلال آلاف السِّنين من الصِّراع البشري كان المنتصرون هم من يكتبون التاريخ، فكان تاريخاً يناسبُ هواهم ويُجَمِّلُ أعمالَهُم الخارقة، كما لو أنهم آلهة.  أما الآن فإن الشُّعوبَ هي من باتت تُدَوِّنُ تاريخَها، وتوثِّقُ حياتَها، بوساطة أفرادها الذين يشكِّلُون مادَّةَ الأحداث وشهودَهَا. فالشُّعوبُ فعلياً هي من تحاربُ وتدافع، وليس الملوكُ والقادة، وهم مَنْ يزرعُون ويبنُون ويخترعُون ويُشَكِّلُون مادةَ الأحداث ومحورَها؛ فهم الأكثرُ قدرةً على رؤيتها وروايتها، وإضافة مشاعرهم إليها، لكي يُعْطُوا التاريخَ الجامدَ نكهةً إنسانيةً لم تكن موجودةً في سِيَرِ السِّياسيِّين والقادة المنتصرين،