الأمم المتحدة ترمي كرة «المراقبين» في سوريا ولافروف يحذر من إعادة رسم خريطة المنطقة
كشفت الأمم المتحدة، أمس، أنها تعد خططاً لنشر قوة مراقبين في سوريا إذا توقف إطلاق النار ووافق مجلس الأمن الدولي على هذا الأمر، فيما أعلنت إيران أن «الحوار الوطني السوري سيعقد قريبا في إحدى دول المنطقة، أو ربما طهران، بمشاركة ممثلين من كل أبناء الشعب والطوائف والمجموعات السياسية والمعارضة وممثلي الحكومة السورية».
وفيما أعلنت موسكو دعمها لدعوة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى هدنة في عيد الأضحى الجمعة المقبل، أعربت الجامعة العربية عن تشكيكها في إمكانية حصول هذا الأمر، معتبرة أن «الأمل ضعيف» في تطبيقها. وشكك «قائد المجلس العسكري في حمص» قاسم سعد الدين في إمكانية تطبيقها أيضا، معتبراً أن «هذه الهدنة عبارة عن فقاعة إعلامية فقط». وقال «قائد» لمسلحين في دمشق «هذه الهدنة لن تتم. لن نقبل بها، لأنها ليست في مصلحتنا». وانفجرت عبوة في حي ركن الدين شرقي في شمال دمشق قرب مبنى إذاعة خاصة، وثانية «كانت موضوعة تحت سيارة رباعية الدفع أمام مفرزة الاستخبارات الجوية قرب المدخل الرئيس لحديقة التجارة» في شمال العاصمة. وأعلنت دمشق أن شركة «هوت بيرد» الفرنسية حجبت قناة «الفضائية السورية» و«الدراما» عن قمرها الاصطناعي.
وأعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو، في مؤتمر صحافي في نيويورك، «جاهزية الأمم المتحدة لإعادة نشر بعثة المراقبين الدوليين في سوريا بمجرد توقف أعمال العنف بين القوات الحكومية وقوات المعارضة المسلحة، وصدور تفويض من مجلس الأمن بهذا الخصوص».
وأضاف «إننا نفكر بعمق بشأن ماذا يمكن أن نفعل لحماية المدنيين في سوريا في حالة صدور تفويض من مجلس الأمن، لكن من السابق لأوانه الحديث عن أية أرقام لحجم القوة التي سيتم نشرها». وتابع «نحن مستعدون لمثل هذه الخطوة، والتركيز الآن على الجهود التي يقوم بها الإبراهيمي للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، والذي نتمنى أن يكون دائما».
وقال لافروف، في مقابلة مع صحيفة «روسيسكايا غازيتا» نشرت أمس، أن «بشار الأسد يعد شخصية تضمن أمن الأقليات التي تقطن سوريا، بما في ذلك الأقلية المسيحية. وحتى حسب أكثر التقديرات تحفظاً التي يوردها أصدقاؤنا الغربيون في اتصالات خاصة معنا، فإن ما لا يقل عن ثلث السكان لا يزالون يؤيدونه، باعتباره شخصية دعت إلى عدم السماح بأن تتحول سوريا إلى دولة لا يمكن للأقليات أن تعيش فيها».
وكرر ان «وصفات مفروضة من الخارج لن تؤدي أبدا إلى تحقيق نتائج قادرة على الاستمرار»، مضيفا انه «لا يمكن تحقيق مثل هذه النتائج إلا عن طريق الحوار». وتابع «نحن نأمل أن يحاول الإبراهيمي، الذي يجب أن يصل إلى موسكو بعد أسبوع لإجراء مشاورات، إضفاء بعد عملي على المبادئ التي يتضمنها بيان جنيف».
وقال لافروف «جعلوا منه (الأسد) فزاعة»، مضيفا «في حقيقة الأمر فإن كل الاتهامات التي تطلق بشكل قطعي، والقائلة انه يتحمل كل الذنوب، تستخدم كغطاء للعبة جيوسياسية كبيرة»، موضحا أنه «تجري الآن عملية جديدة لإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط، يحاول مختلف اللاعبين خلالها ضمان مواقفهم الجيوسياسية». وأضاف «ما يشغل بال الكثيرين ليس سوريا، بل إيران أساساً. وتجري أيضا أحاديث علنية، حول انه يجب حرمان إيران من حليفها الأقرب الذي يرونه في شخص بشار الأسد».
وأعلن لافروف أن «دعوة الإبراهيمي إلى هدنة في سوريا خلال أيام عيد الأضحى مسألة مهمة وجاءت في الوقت المناسب»، مؤكداً وقوف روسيا إلى جانب هذه الهدنة.
وفي طهران، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، خلال لقائه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن «إيران تسعي للتحرك علي أساس المبادئ الإنسانيّة والاضطلاع بمسؤوليتها في تقديم المساعدة من أجل عودة السلام والاستقرار المستديم إلى سوريا».
وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، بعد لقائه بوغدانوف، أن «الحوار الوطني السوري سيعقد قريبا في إحدي دول المنطقة، أو ربما طهران، بمشاركة ممثلين من كل أبناء الشعب والطوائف والمجموعات السياسية والمعارضة وممثلي الحكومة السورية». وأضاف ان «بعض مجموعات المعارضة رفضت هذا الموضوع، إلا أن المساعي مستمرة لإقناعها بالمشاركة».
وعبر عن اعتقاده بأن «اقتراح إيران، الذي قدم الأسبوع الماضي لإقرار الهدنة في سوريا وحظي بتأييد الإبراهيمي والعديد من الأطراف، يمثل الخطوة الأولى والأهم لإقرار الاستقرار والأمن ومنع تصدير الأزمة وانعدام الأمن إلى بعض دول الجوار».
وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي، على هامش مؤتمر دولي حول الطاقة في دبي، إن «الأمل ضعيف في تطبيق هدنة عيد الأضحى حتى الآن مع الأسف. لكن هناك جهودا تبذل على كل المستويات».
وبالرغم من تقليله من حجم الأمل بتطبيق الهدنة في عيد الأضحى، شدد بن حلي على أهمية هذه الخطوة.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد