سيمور هيرش: معلومات جديدة تفند مزاعم النووي السوري

09-02-2008

سيمور هيرش: معلومات جديدة تفند مزاعم النووي السوري

الجمل: نشرت مجلة نيويوركر الأمريكية في عددها الأخير التقرير الذي أعده الصحفي الأمريكي الشهير سيمون هيرش والذي حمل عنوان «ضربة في الظلام: لماذا ألقت إسرائيل بالقنابل في سوريا؟».
* تساؤلات هيرش:
يقول الصحفي الأمريكي أن الطائرات الإسرائيلية قد انطلقت في الساعات الأولى من يوم 6 أيلول 2007م، وألقت بقنابلها في الظلام داخل الأراضي السورية وتحديداً على نقطة تبعد حوالي 90 ميلاً عن الحدود السورية – العراقية.
عندما قامت الطائرات الإسرائيلية عام 1981م بتدمير مفاعل أوزيراك النووي العراقي بالقرب من بغداد، تملك الإسرائيليين الكثير من مشاعر المجد والإحساس بالقوة، وسرعان ما قامت إسرائيل بنشر الصور الاستطلاعية وسمحت للطيارين بإجراء المقابلات والتصريحات، أما هذه المرة فقد كان لافتاً للنظر:
• التكتم الرسمي الإسرائيلي الشديد.
• الرفض الأمريكي الرسمي للتعليق حول الواقعة.
• المعلومات التي تداولتها أجهزة الإعلام والوكالات كانت جميعها منسوبة إلى مصادر امتنعت عن ذكر اسمها.
كذلك أشار هيرش إلى تدرج التوضيحات السورية المتعلقة بالحادثة التي بدأت بالإدانة السورية للتصرف الإسرائيلي وانتهت بالمقابلة التي أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية مع الرئيس السوري التي أوضح فيها المعلومات.
* لماذا قصفت إسرائيل الهدف السوري؟
تطرق هيرش إلى أسباب قيام إسرائيل بغارتها الجوية في مجلة نيويوركر وأيضاً في اللقاء الذي أجرته معه سارا براون ونشره الموقع الفضائي الإنجليزي لقناة الجزيرة الدولية.
• مقالة مجلة نيويوركر: أشار فيها هيرش إلى أن ضابطاً سابقاً في الجيش الإسرائيلي أطلعه على السردية التالية: حيث تتبعت المخابرات الإسرائيلية إحدى السفن منذ لحظة إبحارها من كوريا الشمالية وحتى وصولها إلى ميناء طرطوس السوري والتي نقلت الشاحنات حمولتها إلى الموقع الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية فيما بعد. وعلق هيرش على سردية الضابط الإسرائيلي السابق بأنها سردية تفتقر إلى الأدلة والبراهين.
• في مقابلة فضائية الجزيرة الإنجليزية: أشار هيرش إلى أن الإجابة المباشرة على أسباب الغارة الإسرائيلية ما تزال غير ممكنة، ولكن أفضل إجابة هي أن إسرائيل والولايات المتحدة قد اختارتا عدم قول أي شيء يتعلق بأسباب القيام بالغارة وهو موقف في حد ذاته يتضمن دلالة واضحة إلى أن هناك شيء هام للغاية هو ما دفعني إلى ضرورة البحث عنه.
* حقيقة الصور الفضائية:
يقول سيمور هيرش بأنه سأل ديفيد أولبرايت رئيس وصاحب معهد العلوم والأمن الدولي الأمريكي عن حقيقة الصور الفضائية التي قام بالتقاطها المعهد وتداولتها ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز وغيرها من الصحف الأمريكية والبريطانية والغربية. وقال هيرش بأن ديفيد أولبرايت قال بأن الصور التي أطلقها المعهد حصل عليها بالتنسيق مع شركة تجارية تحمل اسم ديجيتال غلوب مقرها في لونغمونت بولاية كولورادو الأمريكية، وتقول سردية ديفيد أولبرايت بأنه في العاشر من شهر آب 2007م قبل حوالي أربعة أسابيع من وقوع الغارة الإسرائيلية التقطت الأقمار الصناعية التابعة للشركة صورة فضائية لمبنى مربع يقع بقرب محطة لضخ المياه. وعند تحليل هذه الصور توصل خبراء معهد العلوم والأمن الدولي وخبراء شركة ديجيتال غلوب أن هذا المبنى يتطابق مع مبنى المفاعل النووي الرئيسي الكوري الشمالي. وأيضاً ينظر هؤلاء الخبراء أن المبنى السوري يهدف لاستضافة المفاعل النووي ومحطة ضخ المياه بجانبه لتزويده بمياه التبريد. قال هيرش معلقاً أنه لاحظ أن ديفيد كان يركز في سرديته ليس على المعلومات الملموسة وإنما على الجانب الموازي الآخر الذي يعتمد النغمة البلاغية والإكثار من الإشارة إلى روابط وعلاقات سوريا بكوريا الشمالية وإيران. وأشار هيرش إلى أن ديفيد أولبرايت تهرب متفادياً تحديد الحقائق المتعلقة بالتالي:
• كم كان عمر المبنى السوري عندما قصفته الطائرات الإسرائيلية؟ وهو سؤال يمكن الإجابة عليه بسهولة إذا تمت مراجعة تواريخ الصور الفضائية السابقة مع تاريخ الصورة الفضائية الأخيرة.
• ما هو نطاق المساعدات النووية التي حصلت عليها سوريا من كوريا الشمالية؟ وهو سؤال سهل أيضاً لأن حجم اليورانيوم الذي حصلت عليه كوريا الشمالية معروف وكمية اليورانيوم الذي خصبته كوريا الشمالية معروف أيضاً وحجم الوقود النووي المتاح لكوريا الشمالية معروف كذلك، إضافة إلى أن عدد أجهزة الطرد المركزي التي حصلت عليها كوريا الشمالية معروفة.
• ما هي قطع وأجزاء المفاعل النووي الذي حصلت عليه سوريا من كوريا الشمالية أو حتى من أي مكان آخر في العالم؟ وهو سؤال يمكن الإجابة عليه بكل سهولة لأن القطع والأجزاء المكونة للمفاعل النووي الكوري الشمالي معروفة إضافة إلى أن الشركات التي تقوم بتصنيع التكنولوجيا النووية معروف تفاصيل توزيع منتجاتها بدقة ليس بواسطة الولايات المتحدة وحسب بل بواسطة وكالة الطاقة الذرية أيضاً ودول المنشأ التي تعمل فيها هذه الشركات.
• ما هو مصير أجزاء وقطع المفاعل التي دمرتها الطائرات الإسرائيلية؟ وهو سؤال يمكن الإجابة عليه بكل سهولة طالما أن الأقمار الصناعية ظلت تقوم برصد موقع الغارة وحطام المبنى بدءاً من أربعة أسابيع قبلها (أي لحظة تفريغ الشحنات التي حملت محتويات السفينة إلى طرطوس من كوريا الشمالية حتى الآن).
وأضاف هيرش قائلاً بأنه عندما استفسر من ديفيد أولبرايت حول الكيفية التي توصل بها إلى أن الهدف الإسرائيلي داخل سوريا هو مبنى لمفاعل نووي أجاب أولبرايت قائلاً بأنه مع رفيقه بول برانتان قد قاما بعمل شاق توصلا بعده إلى الاستنتاج الذي أعلناه أمام الصحافة والإعلام.
* التسريبات الاستخبارية التي حصل عليها سيمور هيرش:
يقول هيرش بأن المسؤولين الاستخباريين الإسرائيليين والأمريكيين سربوا المعلومات الآتية:
• على الجانب الإسرائيلي: تحدث مسؤولون إسرائيليون ورفضوا التأكيد بشكل قاطع بأن الهدف كان مفاعلاً نووياً ومن المحتمل أن يكون موقعاً للصواريخ أو العتاد الحربي الكيميائي أو موقعاً للرادار.
• على الجانب الأمريكي: تحدث مسؤول استخباري أمريكي رفيع المستوى قائلاً بأنه ليس لدى المخابرات الأمريكية أي دليل على وجود مفاعل نووي فلا وجود لموجات ملتقطة استخبارياً ولا معلومات استخبارية بشرية زلا معلومات استخبارية فضائية.
أشار هيرش إلى أنه عندما زار إسرائيل في نهاية كانون الأول 2007م للتحقق من أمر الغارة الإسرائيلية وجد الحكومة الإسرائيلية ما تزال تفرض السردية الكاملة حول موضوع الغارة، ولكنه لاحظ أن بعض المسؤولين الإسرائيليين يرغبون في التحدث عن الموضوع ولكن دون أن يتم نسب المعلومات إليهم!! وقد لاحظ هيرش في أحاديثهم الآتي:
• تصلب المسؤولين الإسرائيليين بأن المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية كانت دقيقة.
• حدثني جنرال إسرائيلي متقاعد عمل مستشاراً أمنياً للجنرال إيهود باراك عندما كان رئيساً للوزراء قائلاً بأن التساؤل حول ما إذا كان المفاعل النووي موجوداً أو غير موجود وهو تساؤل ليس مناسباً ولا معنى له حالياً.
* سيمور هيرش وسردية السفينة:
أشار هيرش إلى أنه حصل على معلومات استخبارية من سجلات مخابرات مشاة البحرية الأمريكية تشير إلى أن السفينة التي تحمل اسم "الحامد"، والتي تحدث الإسرائيليون عن رحلتها من كوريا الشمالية إلى ميناء طرطوس السوري تقول معلومات مخابرات مشاة البحرية بأنه:
• تم بناؤها عام 1965م.
• تعمل بشكل منتظم في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأسود.
• لا توجد أي دلائل تؤكد بأنها قد قامت خلال الفترة الأخيرة برحلات إلى كوريا الشمالية.
• وصلت السفينة إلى ميناء طرطوس بتاريخ 3 أيلول 2007م، وهي الرحلة الخامسة لهذه السفينة إلى سوريا خلال خمسة أشهر.
• كانت سفينة الحامد واحدة من تسعة سفن وصلت إلى ميناء طرطوس ذلك اليوم.
• رفعت سفينة الحامد عدة أعلام وهو إجراء عادي بالنسبة للسفن، وتتم متابعته بواسطة شركات التأمين، وتقول معلومات شركة لويدز البريطانية للتأمين بأن السفينة في نفس يوم الغارة كانت ترفع علم الكاميرون.
• سفينة الحامد يملكها أربعة مواطنين سوريين.
• أكدت شركة لويدز البريطانية للتأمين بأن السفينة لم تقم بعبور قناة السويس مطلقاً منذ العام 1998م وحتى لحظة الغارة.
• أكد مارتيني غيتنزي وهو محترف عمل في البحر لفترة 41 عاماً بأن سفينة الحامد ليس باستطاعتها حمل الشحنات الثقيلة.
عموماً، ما هو هام في تحليل هيرش ليس نفيه للمزاعم الإسرائيلية، وإنما تعليق الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، واستمر الإسرائيليون في الصمت والتكتم ورفض الرئيس بوش أمام الصحفيين أن يجيب على الأسئلة حول الغارة الإسرائيلية. بكلمات أخرى، الجانب المهم في التحليل هو الجانب غير المباشر المتمثل في الإجابة عن سؤال: هل القصد من الغارة الإسرائيلية الحصول على شيء مهين لا يمكن الحديث عنه الآن لأنه يتعلق بعمل قادم لم يحن أوانه بعد

 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...