آخر حوداث مسلسل الانهيارات بحلب
حلب- محمد الشيخ: على ما يبدو إن مسلسل انهيارات الأبنية في مدينة حلب سيبقى ـ بكل أسف ـ متواصلاً يودي بحياة العديد من الأبرياء في وقت نرى فيه الجهات المعنية تتخذ إجراءات قاصرة ان لم نقل تقف مكتوفة اليدين لا تحرك ساكناً من أجل وقف هذا النزيف في الأرواح أو الحد منه على أقل تقدير ؟؟!
ساحة الموت هذه المرة في كرم الدعدع
بالأمس القريب كانت هناك حلقة دامية في بستان الباشا واليوم في كرم الدعدع حيث حصدت هذه المرة / 7 / ضحايا قضوا اختناقاً هم :
ـ نور بيبي ابنة كمال / 11 / سنة
ـ هبة بيبي ابنة كمال / 12 / سنة
ـ رامة بيبي ابنة كمال / 8 / سنوات
ـ كمال بيبي ابن محمد علي / 50 / سنة
ـ فاطمة بيبي ابنة أحمد / 10 سنوات
ـ محمد صالح محرم / 70 سنة
ـ حمود عبد العلي الحكيم / 22 / سنة
أما المصابون فهم :
ـ محمد ساطع بيبي / 14 / سنة
ـ عبد الملك بيبي / 9 / سنوات
ـ عائشة بيبي / 7 / سنوات
ـ عبد الرحمن بيبي / 13 / سنة
ـ مرح بيبي / 5 / سنوات
ـ عروبة محرم / 28 / سنة
ـ طفل صغير
وقد كانت إصابات هؤلاء بسيطة ماعدا عروبة محرم فأصابتها بليغة وهي لاتزال ترقد في المشفى بينما تم تخريج الآخرين .
وان هذا البناء المنهار مساحته 85 م2 وهو مؤلف من / 4 / طوابق + سطح مسيج غير مسقوف ويضم / 9 / شقق كان يقطنها حوالي / 65 / شخصاً .
وقد أوضح لنا عدد من الجوار الذين التقيناهم أن الانهيار وقع الساعة 12,15 من مساء الأربعاء الماضي وكان يوجد في البناء قبل الانهيار / 14 / شخصاً بينما أخلاه الباقون .
انسداد الصرف الصحي منذ بداية العام الحالي ؟!..
وعن السبب الذي دعاهم للإخلاء أشار الجوار إلى أن ذلك يعود الى انسداد الصرف الصحي في الشارع الملاصق للبناء وذلك منذ بداية العام الحالي وحتى الآن الأمر الذي أدى إلى تسرب مياه الصرف الى أساسات هذا البناء في وقت لم يقم القطاع المختص بمعالجة مشكلة انسداد الصرف الصحي رغم الشكاوى الكثيرة المقدمة اليه من الأهالي حيث ان أسلوب المماطلة والتطنيش هو المتبع من قبل القطاع تجاه معاناة القاطنين المريرة الى درجة ان رئيس قسم الصيانة في القطاع / م . ص / طلب من المواطنين الذين راجعوه من أجل تعزيل المجرور بأن يقوموا بجمع أموال لتعزيل المجرور على حسابهم ؟!
ورداً على سؤال بشأن مدى وجود علائم على البناء تدل على احتمال انهياره أكد الجوار أنه كانت هناك تشققات في جدران البناء من الجهة الغربية الشمالية وقد حدثت منذ / 20 / يوماً قام على إثرها كل من محمد عمر القاصر وأحمد الجمعة بتقديم شكوى الى لجنة السلامة العامة للكشف على دار » عربي « مجاورة للبناء المنهار وللكشف على الأخير أيضاً حيث حضرت اللجنة ولم تعط جواباً لا بالتدعيم ولابالاخلاء .
وأشار الجوار إلى أنه وقبل الانهيار بيومين انفجر أنبوب المياه العذبة المتاخم لهذه البناء قام على إثر ذلك بعض الجوار بالاتصال بمؤسسة المياه / 3 / مرات حتى جاء عناصر منها فقطعوا المياه عن تلك المنطقة حيث لايزال الانقطاع مستمراً حتى الآن .
كما أوضحوا أنه في سنة 2000 تم إخلاء هذا البناء لمدة شهرين عاد اليه القاطنون بعدها دون أن يتم إجراء أي تدعيم له ؟؟!
وبينوا أنه نتيجة الانهيار فقد تضررت / 4 / دور » عربي « تم إخلاء القاطنين في ثلاثة منها بينما كان القاطنون في الرابعة قد أخلوها قبل حدوث الانهيار .
رأي لجنة السلامة العامة
الدكتور محمد هندية رئيس لجنة السلامة العامة بحلب أوضح أنه بتاريخ 24 / 4 / 2007 حضر أعضاء اللجنة إلى تلك المنطقة بناء على شكوى مقدمة اليها وذلك للكشف على دار » عربي « من طابق واحد تقع بجوار البناء الذي انهار , وان التقرير الذي صدر عن اللجنة أشار إلى أنه بعد الكشف على الدار » العربي « لم تكن هناك أية علائم أو دلائل تشير إلى أن البناء آيل إلى السقوط كما تم خلال نفس الزيارة الكشف على البناء الذي انهار ولم تلحظ اللجنة أية خطورة فيه حيث إن ما لوحظ هو وجود تشققات بسيطة سطحية على واجهة الطابق الأرضي للبناء المنهار كما لوحظ وجود مياه متجمعة مصدرها انسداد الصرف الصحي في الشارع المجاور .
ويضيف رئيس لجنة السلامة العامة : أما المشاهدة الثانية للبناء المنهار فكانت ليلة حادث الانهيار حيث جاء في التقرير المنظم بهذا الشأن أن الانهيار حدث بشكل فوري وتقصفي حيث ان البناء مؤلف من / 4 / طوابق من البلوك المفرغ والبيتون السيئ مع ملاحظة انفجار انبوب المياه العذبة قبل يومين من حادث الانهيار حيث تدفقت المياه الى أساسات البناء كما لوحظ قبل الانهيار بيومين انقلاب جدار من البناء الى الجوار 0
وأكد الدكتور هندية أنه لم يكن لدى اللجنة علم بانقلاب الجدار وانفجار انبوب المياه ولم ترد اليها أية شكوى بهذا الخصوص .
وتابع قائلاً : وقد حصل الانهيار خلال دقيقتين دون أية مؤشرات علماً أن البناء المنهار - الذي تم تشييده سنة 1998 - هو شبيه تماماً لمجموعة الأبنية الموجودة في المنطقة حيث ان جميعها أبنية مخالفة تم بناؤها بدون أصول وقواعد هندسية وان الشكل الخارجي والداخلي للبناء المنهار يشابه تماماً مجموعة الأبنية بالكامل .
المحافظ يشدد على محاسبة المقصرين
وقد وجه السيد المحافظ بتأمين بيوت سكن للأهالي الذين تم إخلاؤهم وطلب من مجلس مدينة حلب ولجنة السلامة العامة اجراء جرود للكشف على الحالات الخطرة للأبنية والتي يجب إخلاؤها وتأمين الأراضي لتشييد الأبنية السكنية عليها وكذلك طلب التشدد في قمع المخالفات وعدم إهمالها لمنع تكرار حالات مماثلة موضحاً أنه ستتم محاسبة المقصرين وتطبيق العقوبات والاجراءات القانونية بحقهم .
الايواء خلال أيام
وقد علمنا من مصادر في مجلس المدينة انه قد صدر قرار من المكتب التنفيذي للمجلس بإيواء المتضررين حيث سيتم الايواء خلال أيام في منطقة هنانو مع العلم أن المجلس يقدم تلك الشقق للمتضررين بسعر الكلفة لافتة إلى أن تم البدء بجرد الأبنية الخطرة في المنطقة التي وقع فيها الانهيار , مؤكدةأنه لايوجد أي قرار إخلاء حديث للبناء الذي تعرض للانهيار .
وأكدت تلك المصادر أن هناك تقديرات أولية بشأن كلفة استبدال البنى التحتية في مناطق المخالفات بالمدينة بلغت / 5 / مليارات و / 300 / مليون ليرة مع العلم أن مجلس المدينة تلقى معونة من المحافظة قدرها / 25 / مليون ليرة .
وبينت أن البنى التحتية تشمل الصرف الصحي والأرصفة والزفت والحدائق والانارة بينما كلفة شبكات المياه والكهرباء والهاتف غير مشمولة بتلك التقديرات .
المعنيون يعترفون بخطورة الوضع ولكن ؟
وخلال حديثنا عن انهيار هذا البناء نشير الى أن هناك كتاباً موجهاً من مدير خدمات باب النيرب الى رئيس مجلس مدينة حلب بتاريخ 28 / 3 / 2007 جاء فيه » نظ¯راً لكثرة الشكاوى المقدمة من المواطنين وجريدة الجماهير والوضع السيئ لموقعين بحاجة الى استبدال وهما :
1 ¯ شارع الجرف بالشيخ سعيد وهو بطول / 950 / م . ط¯ وبأقطار 800 مم و 600 مم .
2 ¯ شارعان شمال جامع السلام وجنوبه بالصالحين وبطول 450 م.ط¯ وبأقطار 400 مم و500 مم وهما شارعان مخالفان للمخطط التنظيمي وجزء منهما يقع ضمن أراض مخصصة لمدرسة وحديقة حيث ان المنطقة المذكورة هي منطقة مخالفات جماعية منفذة منذ أكثر من عشر سنوات والمجرى الموجود هو عمل شعبي وقد تم تعزيل الموقعين المذكورين لكن دون جدوى ومن الضروري استبدالهما .
وقد لوحظ وجود تصدعات وهبوطات في جدران بعض الأبنية في شارعي جامع السلام نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي تحت الأساسات .
لذا يرجى الموافقة على تنظيم اضبارة مشروع للموقعين وحجز الاعتماد اللازم من خارج الموازنة المخصصة لمديرية خدمات باب النيرب عام 2007 علماً أن الكلفة التقديرية للمشروع هي / 9 / مليون ل س ).
وكما يقال الشيء بالشيء يذكر نبين أنه تم نشر تحقيق في جريدة الجماهير الحلبية المحلية بتاريخ 7 / 3 / 2007 حمل عناوين : "قبضة المعاناة تحكم الخناق على كرم الدعدع"
"حفر مكشوفة مليئة بمياه الصرف الصحي في شارعي جامع السلام هي أشبه بمصيدة للمارة لاسيما الأطفال" .
لكن قطاع باب النيرب لم يعالج أية مسألة تطرق اليها هذا التحقيق مع العلم أن البناء المنهار يقع في احد شارعي جامع السلام الذي شهد الكارثة و كان الصرف الصحي فيه مسدوداً منذ بداية العام الحالي حيث تسربت مياه الصرف الصحي إلى أساسات العديد من الأبنية وتسببت بوقوع تشققات واضحة فيها و من ضمنها البناء المنهار.
فلو اتخذ القطاع المختص هذا التحقيق بعين الاعتبار و الاهتمام ربما لم تقع هذه الكارثة؟!
وهل ستقوم الجهات المعنية بالتحقيق في هذا الأمر و وضع النقاط على الحروف .
كلمة لابد منها
ومانتمناه أن تتحرك الجهات المعنية المحلية والمركزية لوضع حد لمسلسل الانهيارات المفجعة في مدينة حلب وان تضع الحلول العاجلة التي أعتقد أنها معروفة للجميع لكن المطلوب الجدية والصدق والحزم الشديد للمحافظة على أرواح الأبرياء من أن تزهق بهكذا طريقة محزنة ومؤلمة مع العلم أن أي تعويض يمكن ان يقدم سواء أكان منزلاً أو مبلغاً من المال فإنه لن يعوض عن فقدان أب أو أم أو اولاد ؟؟0
لقطات
احتضن طفلتيه قبل أن يموت
قبل الانهيار بلحظات قام أب باحتضان طفلتيه حيث فارق هو الحياة بينما نجت الاثنتان كما كان من بين الناجين طفل رضيع كان في "القنداق" .
قلب ... دليلو !!
أحد الذين قضوا في الحادث قال رداً على دعوة البعض له بمغادرة البناء : "مارح ألاقي أحسن من هالقبر !!"
هل توارى عن الأنظار ؟ !
رفض مدير خدمات باب النيرب عندما اتصلت به مساء الخميس الماضي إعطاء أي تصريح حول انهيار البناء بحجة أنه لم يسمح له بذلك كما أخبرني أنه حالياً في الضيعة بعفرين مع العلم أنني كنت قد اتصلت قبل دقائق معدودة بمديرية خدمات باب النيرب حيث أخبرني أحدهم أن المدير خرج من المديرية منذ /5/ دقائق فقط ؟!!
عدة ساعات لرفع الأنقاض
استمرت عمليات رفع الأنقاض عدة ساعات وقد شارك فيها عناصر وآليات من الدفاع المدني والإطفاء ومجلس المدينة والخدمات الفنية .
المخالفات قنابل موقوتة
أكد أحد المعنيين أن مبلغ /20/ مليار ل.س كاف لإقامة /700/ ألف شقة سكنية في مدينة حلب وبالتالي الانتهاء من مشكلة مناطق المخالفات التي هي أشبه ما تكون بقنابل موقوتة كون الأبنية فيها لا يمكن تدعيمها والحل الأمثل يكون بهدمها .
هل يتوقف مسلسل الانهيارات ؟!
أشار أحدهم أنه إذا ما استمر غض الطرف على تشييد المخالفات مقابل تقاضي ما بين /100-500/ ألف ليرة سورية على كل بلاطة فإن مسلسل انهيارات الأبنية سيستمر ؟!!
بستان أم حقل رمي ؟!
أخبرنا أحدهم أن البستان العائد لمديرية الأوقاف والكائن في منطقة الانهيار يتحول ليلاً إلى مأوى لتجمع الذين يتعاطون الكحول والمخدرات ... كما أنه يتحول في كثير من الأحيان إلى ما يشبه حقل الرمي بسبب مجيء العديد من الأشخاص إليه لتجريب الأسلحة التي يشترونها "مسدس - بنبكشن" مما يسبب إزعاجاً وهلعاً كبيراً للجوار ؟!
ريجيم قسري
أحد القاطنين في تلك المنطقة أخبرني أنه ذهب ليستحم في منزل أحد أقاربه كون الصرف الصحي في الشارع الذي يقطن فيه مسدوداً كما قال لي آخر أنه لم يتناول أي طعام منذ مساء اليوم الماضي رغم أنه كان الوقت بعد الظهر فقلت له مازحاً : هذا الأمر لمصلحتك بكل تأكيد كونك بديناً وبحاجة إلى ريجيم ؟!!.
إضافة تعليق جديد