وعود كبيرة في الدراما السورية
ـمع مطلع العام، بدأت المرحلة الأولى من الإنتاج الدرامي السوري ككل عام، والتي تنتهي في الشهر الثالث، لتبدأ بعدها المرحلة الثانية مع نيسان (ابريل)، بحيث ينتهي التسويق قبل بداية شهر رمضان المبارك. ولعل المؤشرات الأولى لأعمال هذه المرحلة تبشر بتجاوز قلة الإنتاج العام الفائت، رغم أن الأسباب المفترضة لتراجع الكمّ لم تزل قائمة، سواء التي أعيدت إلى الأزمة المالية العالمية، أو إلى أسباب أخرى، مثل تقدم الإنتاجات العربية وانتشار الدوبلاج التركي.
يبدو أن حركة الإنتاج الدرامي السوري، لا تزال قادرة على المفاجأة، ربما بحكم غياب ضوابط وتقاليد وأسس، خصوصا في جانب التسويق الذي يعتبر العصب الأساس لعملية الإنتاج، وفي هذا أيضا، خلط عجائبي تختص به الدراما السورية من دون غيرها من نتاجات العالم التلفزيونية والسينمائية، حيث ان المنتج السوري لا يباشر عمله من دون ضمانات وأحيانا عقود، لبثّ عمله كعرض أول في محطة تدفع جيدا، أو ضمان شريك إنتاجي، ناهيك بتمترس غالبية المنتجين في موقع المنتج المنفذ، وفي هذه الحالة، لا أهمية لأي تفصيل مادام الثمن قد قبض مسبقا، و"كفى رأس المال الخارجي المنتجين شر القتال"! مع ما يسببه ذلك من خروج للدراما السورية عن هويتها، وهو واقع قائم منذ وقت مبكر، قد يخترق أحيانا، لكن الأهمية وفق السائد لهوية رأس المال أولا، وللربح ثانيا وثالثا.
المخرج الليث حجو بدأ تصوير الجزء الثاني من مسلسل “ضيعة ضايعة”، من تأليف الدكتور ممدوح حمادة وبطولة نضال سيجري، باسم ياخور، زهير رمضان، جرجس جبارة، عبد الناصر مرقبي، تولاي هارون، وغيرهم. والعمل من إنتاج “شركة سامة”...
كما تحضر “شركة بانة” لتصوير الجزء الثاني من مسلسل “صبايا”، مع احتمال أن يغادره مخرج الجزء الأول ناجي طعمي، بينما تتولى ورشة كتابة جماعية إنجاز حلقاته، فيما البطولة ما زالت لمجموعة صبايا الجزء الأول: نسرين طافش، ديمة بياعة، ديمة الجندي وكندة حنا.
وفي سياق الكوميديا والأجزاء، يتولى الفنان أيمن رضا اختيار نصوص للجزء السابع من “بقعة ضوء”، من إنتاج “شركة سوريا الدولية”، مع الإشارة الى ان رضا يفضل أن يقوم العمل على مجموعة من المخرجين، وهي الصيغة التي طرحت مع بداية المشروع الذي يعتبر رضا أحد أركانه، مع الإشارة إلى بعض العثرات والخلافات التي طاولت العمل بعد جزئه الثاني.
وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر صحفية أن المخرج مأمون البني بصدد التحضير لجزء جديد من “مرايا” مع الفنان ياسر العظمة.
أما الفنان سامر المصري، فيحضر ايضا في سباق الانتاج الكوميدي وعبر شركته “ورد للإنتاج الفني”، لإنجاز مسلسل يدور حول شخصية سائق تكسي “أبو جانتي”، والمواقف الطريفة والغريبة التي يتعرض لها يوميا من خلال احتكاكه مع أنواع مختلفة من الناس، وأنماط مختلفة من الحوادث والأحداث، ومن المتوقع أن يتولى ادارة العمل المخرج سيف سبيعي الذي سيتولى هذا الموسم أيضا إخراج الجزء الثاني من الدراما الشامية أو البيئية “أهل الراية” من انتاج شركة سوريا الدولية ومن تأليف الكاتب أحمد حامد، وسيقوم ببطولته الفنان عباس النوري.
“باب الحارة” يواصل مسيرته العتيدة في جزء خامس، وهناك إشارات إلى احتمالات وجود أعمال شامية أخرى لم يعلن عنها بشكل نهائي بعد، فيما ذكر أن المخرج بسام الملا يحضّر لمسلسل بعنوان “النمس” يستند إلى شخصية “النمس” التي أداها الفنان مصطفى الخاني، وحققت شهرة كبيرة. في الأعمال التاريخية، بدأت “شركة المسار الدولية” تصويرها مبكرا لمسلسل تاريخي جديد بعنوان “رايات الحق”، تنتجه لمصلحة “قناة ساهور” التي سبق أن أنتجت “صدق وعده” و”قمر بني هاشم” خلال العامين الفائتين، والمسلسل الجديد، دراما تروي فترة من أهم فترات التاريخ العربي الإسلامي، بعد وفاة النبي العربي عليه السلام، وهي فترة الفتوحات الإسلامية، والتي تبدأ من حروب الردة الى نهاية خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويجسد شخصيات العمل قرابة مئة وعشرين ممثلا وممثلة من مختلف الدول لعربية منهم: أيمن زيدان، غسان مسعود، باسم ياخور، ياسر المصري، أسعد فضة، نجاح سفكوني، عبد الرحمن أبو القاسم، جيني أسبر، (من سوريا)، وبيار داغر (من لبنان) ومكي سنادة (من السودان) وعاكف نجم (من الأردن) وجواد شكرجي (من العراق) وسامية العياري (من تونس)، وغيرهم... والمسلسل من تأليف محمود عبد الكريم، وإخراج محمود الدوايمة.
وفي سياق التاريخي ايضا، بدأ المخرج المثنى صبح تصوير العمل التاريخي الضخم “القعقاع بن عمرو التميمي” للكاتب محمود الجعفوري الذي يتناول سيرة هذا الصحابي الذي كان له دور فعال في معركة اليرموك والقادسية، إلا أن التصوير تعرض لبعض المعوقات في المغرب. ويشارك في المسلسل عدد كبير من الفنانين، منهم سلوم حداد، منى واصف، نضال نجم، باسل خياط، محمد مفتاح ورفيق علي احمد وغيرهم.
المخرج باسل الخطيب يعود الموسم المقبل بعمل يتناول “القدس”، وهو مشروع مؤجل للمخرج الذي ارتبط اسمه بأعمال لا يمكن القفز عنها في تاريخ الدراما السورية، من “هوى بحري”، إلى “ذي قار” و”أيام الغضب” و”السيرة الهلالية” و”عائد إلى حيفا”، مرورا بـ”الخريف” و”نساء صغيرات” و”نزار قباني” و”عياش” وغيرها.
في الأعمال الاجتماعية، بدأت شركة عاج تصوير مسلسل “أسعد الوراق” الذي سبق الإعلان عن إنجازه العام الفائت، والعمل رؤية جديدة لمسلسل ذاع صيته في منتصف السبعينيات، من إنتاج التلفزيون السوري، أخرجه آنذاك المخرج علاء الدين كوكش، وقام ببطولته منى واصف وهاني الروماني... النص مأخوذ عن رواية صدقي اسماعيل “الله والفقر”، ويتولى سيناريو العمل الجديد هوزان عكو، أما الإخراج فتتولاه المخرجة رشا شربتجي، وفي البطولة تيم حسن وأمل عرفة.
وفي سياق الدراما الاجتماعية، بدأ المخرج أحمد إبراهيم أحمد تصوير مسلسله الجديد “لعنة الطين”، من تأليف سامر رضوان، ويتناول مرحلة الثمانينيات في سوريا كما يتطرق لقضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية، في قالب درامي، دون جنوح إلى التوثيق، ويجسد شخصيات العمل عدد كبير من نجوم الدراما السورية، منهم خالد تاجا، سمر سامي، عبد المنعم عمايري، كاريس بشار، قصي خولي، جيني اسبر، روعة ياسين وغيرهم.
وفي الدراما الاجتماعية أيضا، يأتي مسلسل “قيود عائلية” من تأليف وسيناريو وحوار يارا صبري وريما فليحان وإخراج الفنان ماهر صليبي وإنتاج شركة فردوس للإنتاج والتوزيع الفني.
يتمحور مسلسل “قيود عائلية” حول ثلاث عائلات مختلفة لا تعرف بعضها في بداية العمل، لكن الظروف والأقدار تجمع بينها لاحقا بأسلوب مشوق ولطيف.. ليسبر المسلسل التفاصيل الدقيقة والروابط الخفية لتلك الأسر، فيعرض لمناطق دمشق العريقة، ويظهر بالمقابل العشوائيات ومعاناة قاطنيها. يجسد شخصيات العمل: يارا صبري، جهاد سعد، سلافة معمار، إياد أبو الشامات، سليم صبري، مرح جبر، ديما الجندي، حسام تحسين بيك، وغيرهم.
المخرج نجدة أنزور يحضر للجزء الثاني من مسلسل «رجال الحسم»، فيما بدأ تصوير المسلسل الاجتماعي الجديد «ما ملكت أيمانكم» وهو دراما اجتماعية من تأليف هالة دياب ويتناول أحداثا راهنة في الشرق الأوسط والتحديات التي تواجهه، من خلال حكاية فتيات ثلاث (ندين-عليا-ليلى) تجمعهن دورة اللغة الإنكليزية في معهد بدمشق، ويغطي المسلسل التطورات التي تطرأ على هذه الشخصيات خلال عشر سنين من (2001 – 2004) ليقدم رؤية جديدة وتنبؤية درامية للمجتمع العربي، وصورة لدمشق خلال الفترة الزمنية للمسلسل.
في القطاع العام، يبدو أن التلفزيون السوري يتحضر لنقلة نوعية على صعيد الإنتاج، بعد إنشاء قناة «سوريا دراما»، وبعد تولي المخرج «فراس دهني» مديرية الإنتاج التلفزيوني، وظهور خطة طموحة للنهوض بالمديرية، والحديث عن تحويلها إلى هيئة مستقلة. أما عن هذا الموسم، فقد باشرت المديرية بتصوير مسلسلين اجتماعيين معاصرين: «البقعة السوداء» للكاتب خلدون قتلان ومن اخراج رضوان محاميد، ومسلسل «الهروب» للكاتب رامي الطويل ومن اخراج ثائر موسى، كما يتم التحضير لمسلسلين آخرين: «أقاصيص المسافر» للمخرج خالد الخالد، سيناريو منيف حسون عن قصص لزكريا تامر ، ومسلسل «زلزال»، تأليف بسام جنيد وإخراج محمد الشيخ نجيب. كان المخرج دهني قد أعلن أن المديرية بصدد دراسة ثلاثة مشروعات لأعمال تاريخية ضخمة، هي «جوليا دومنا» و»أبو خليل القباني» و»سوق عكاظ»، وقد تنتج بالتعاون مع شركات خاصة.
وهناك مشاريع أخرى عديدة قيد التحضير، ينتظر أن يعلن عنها وعن مخرجيها وأبطالها قريبا، فيما تتزايد مشاركات الفنانين السوريين في أعمال مصرية، فهناك أخبار عدة لم تؤكد بشكل نهائي بعد، إلا أن الصورة العامة تعد بإنتاج أكبر، ولو من ناحية الكمّ، عما أنتج العام الفائت، أما في النوع، فالوعود كبيرة والمؤشرات مؤجلة.
صبحي حليمة
المصدر: الكفاح العربي
إضافة تعليق جديد