نظرات وعبرات في صحراء الربيع السلفي
ـ الكلام حيرة الحيوانات الناطقة وتيهها الذي تضيع في معناه كل يوم ولا سبيل لنجاتها خارج طوق الوصايا الخمس المنقذة من الضلال: أكرم والديك، لا تقتل، لا تكذب، لا تسرق، لا تضاجع امرأة غيرك.. ثم أضافت الأديان خمساً أخرى لترسيخ سلطات وكلائها: الجهاد والحج والزكاة والصلاة وأكل نصف حقوق النساء وترك النصف الآخر لمشيئة أولي الأمر..
ـ ولد الإسلام السياسي تحت سقيفة بني ساعدة بينما كان علياً يغسل جسد رسول المسلمين المسجّى على مائدة القبائل التي أقبلت، بعد وفاته، على أكل أجساد إخوتها وشرب دمائهم بالمعنى الحرفي وليس المسيحي.. ذلك أن الأديان، كما الأحزاب، تنحرف بعد موت آبائها المؤسسين ليقوم الورثة بعدها بالنزاع والانشقاق الآيديولوجي بمساعدة فقهاء الظلام الذين يتلاعبون بشرح النصوص ومعاني الكلمات كما يتلاعب محاربوا كرة القدم بالكرة وأفئدة الجمهور المغفل الذي يعتقد دائماً أن الكافرين هم مشجعوا الفريق الآخر.. ولكن لماذا الآخرون هم الكافرين دائماً وليس نحن؟!
الجحيم هو الآخرون: كذا قال سارتر وكامو، ثم صدقهم السياسيين الفرنسيين بحسب تنويه مندوبنا للأمم غير المتحدة بشار الجعفري، سياسيو الفرنج نفسهم الذين يتفقون مع القرضاوي وسائر جماعة الإخوانجيين في تأويل كلام الرب ضد الأسد الرئيس وعموم المسلمين (مجوسا ومؤيدين) !!
ـ لقد أساء البشر كثيراً للرب القدير باسمه، غير أن الرب، كما نعلم، صبور غفور ، يسمح لذئاب حمص بالخروج من أوكارهم سالمين إلى زرائب أخرى لمتابعة قتل خرافه المغفلة التي ما فتئت تكرر دخولها إلى مصائدها وجوامعها لتستمع إلى عظات الثعالب التي توصلهم إلى أحضان الذئاب !؟ كذا فعل الصياصنة في الجامع العمري بدرعا من قبل .. فذهبت درعا ولم تعد بعد...
ـ وإذا أدرنا ظهرنا للغابة التي وسعت الجميع دون رحمة ربك بكائناتها، وذهبنا إلى الله عبر براق اللغة الإفتراضي، فإننا لن نصل أبداً، لأن اللغة في الكتب التي قيل أنها له سبحانه، حمالة أوجه.. ذلك أن الله موجود في الهندسة والرياضيات أكثر مما هو في اللغة، لهذا فإن شعوب الخيام والجمال والشعر مازالت هي الأبعد وغيرنا الأقرب، حيث قاربت التكنولوجيا قدرة الرب القدير وأعطت لشعوبها بعضاً من جنته في الأرض قبل السماء ولهذا غدت بلادهم قبلة المسلمين، الأنصار منهم والمهاجرين ..
ـ فالله المنظور وغير المنظور، كنقطة وهمية بلا أبعاد، ولا يمكننا أن نشكل أي شكل هندسي منظور دون الارتكاز إليها وعليها.. فكل ما في الكون هندسة المهندس الأعظم، انطلاقاً من جسد الإنسان مروراً بالمجرة وصولاً إلى الذرة، غير أن عقلنا المكتسب حتى اللحظة مازال قاصراً عن كشف كامل السر المنضوي في النقطة كما في جينوم النطفة الخالدة..
ـ أقول لكم أن الرب لم يتكلم بالعربية أو العبرية أو الآرامية.. ولو فعل لفهمنا ما يريده أكثر مما اختلفنا على ما لا يريده.. فاللغات نشأت في مجتمعات بدوية قديمة، وهي مخاتلة في إيحاءاتها بحيث تعطي معنى الشيء ونقيضه في أغلبها، وهذا ما أتاح لضباع السلفية أن تفترس طيور الحرية بأنياب الفقهاء والشراح غير المِلاح: جيش الإسلام والنصرة وصحابتها وقعقاعيها وداعشيها، وسوى ذلك من دوائر الغباء التي تدور حول نقطة الرب ولا تصل إليها أبداً فتعض ذيلها وتظن أنها أمسكت بحبل ربها.. إنه تيه اللغة الدائرية حيث تضيع الحدود بين الجهاد والإرهاب، والثورة والفورة، والنكاح لأجل الرب والزنا، والسرقة والغنيمة، والنصرة والخيانة، ودار الإيمان والكفر، والمجرم والأمير، والخريف والربيع ..وقس على ذلك من دون مسطرة للقياس !؟
ـ ولأجل ذا وماذا وذاذا وهاذا وذي وذو وفو الذي ما فض فوه، تقدمت علينا أمم الهندسة والرياضيات وبقينا نحن تحت صراط الرب وخط الزمان.. ضراط على بلاط هارون الرشيد الذي مازالت روائحه تشوش رؤيا الطوائف العابرة للأوطان.. قال ثورة قال..
نبيل صالح
التعليقات
أحلى صباح عندما أبدا بقراءه
شعب أضاع إمامه
عفوا
يبدو يا صديقي ان مصالحة حمص و
تعليق..
نظرات وعبرات
نظرات و عبرات
تساؤل
شكرا
تجليس .وتصويج ..وبروباغندا بدويّة ..وأشياء أخرى.
شكرا الى الاخ صياد جبلي
شكرا مرات ومرات
غريب ايها الاخوة
عذرا
قريش في مواجهة السّوريين..
تعقيب مع توافر الوقت
رد على البعض وإنتصار للبعض
إضافة تعليق جديد