الوهابية السعودية والإسلام الشامي (5) بلاد السودان
كان الفراعنة يطلقون على السودان «بلاد الأرواح» و «أرض الله» إذ لا يوجد شعب أكثر هوساً بأديانهم من السودانيين على اختلاف قومياتهم (120 قومية و100 لغة ولهجة) وكان اسم السودان يطلق على سكان المناطق الممتدة من البحر الأحمر شرقاً وحتى المحيط الأطلسي غرباً قبل أن يقسهما الاستعمار الأوروبي..
قبل مجيء العرب المسلمين كانت تسود السودان مملكتان مسيحيتان، وبعد استلام عمرو بن العاص الحكم في مصر، وجه حملة إلى بلاد النوبة وفشلت بسبب بسالة السودانيين وبراعتهم في رمي السهام حتى لقبهم العرب «رماة الحدق» لمقدرتهم الفائفة في التصويب لدرجة إصابة عدوهم في حدقة عينه.. وفي عام 652م أرسل عبد الله بن أبي السرح، الذي خلف عمرو بن العاص على مصر، حملة ثانية باتجاه السودان، وقد نجحت الحملة بسبب تفوقها بسلاح المنجنيق، إذ طلبت النوبة الصلح ودخلت في معاهدة «البقط» مع العرب المسلمين والتي تسمح بدخول كل طرف إلى بلاد الآخر (مجتازين غير مقيمين فيها).. غير أن العرب شرعوا في شراء الأراضي من النوبيين ونشر الإسلام بينهم، حيث أقبل السودان على الدين الجديد ليتخلصوا من عبودية الملوك، إذ كان يقضي العرف بأن الأرض وسكانها عبيداً للملك، بينما المسلمون كانوا يدعون لتحرير الرقيق.. وعندما نشب النزاع بين الطرفين حول عدم أحقية المسلمين- حسب المعاهدة - بشراء الأراضي، حسم حاكم أسوان الأمر لصالح العرب بسبب رفض النوبيين الإقرار بعبوديتهم للملك بعدما كسبوا حقوق المواطنة في الإسلام.. كما أن إقامة العرب بين النوبيين وتزاوجهم معهم كان له أثراً كبيراً في أسلمة السودان فيما بعد، حيث صاهروا الأسر النوبية الحاكمة بدنقلا بعدما منحهم ثراؤهم ومكانتهم وثقافتهم موقعاً منافساً جعلهم طبقة مرغوبة في التزاوج مع الأسر السودانية القائدة، وباعتبار أن العرب لم يصحبوا نساءهم معهم في غزوهم للسودان، وأن الإسلام يسمح بالزواج من عدة نساء في الوقت الذي يمنع المسلمة الزواج من غير المسلم، فقد كان التزاوج لصالحهم، إذ أفادوا من نظام الإرث الأمومي المعتمد بين النوبيين، وانتقل الحكم إليهم بهذه الطريقة، فكان عبد الله برشيمو أول ملك مسلم يجلس على عرش النوبة سنة 1316هـ وصار النظام إرثاً أبوياً منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا..
***
بسبب رطوبة المناخ وانتشار الحشرات والحيوانات الاستوائية المفترسة، لم يرغب المسلمون القادمون من بيئة صحراوية مختلفة بالتوغل جنوباً، فبقي الإقليم الجنوبي مسيحياً ووثنياً مختلطاً، وكان المبشرون البريطانيون يعملون بجد في أرض بكر لتنصير القبائل ومنافسة دعاة المسلمين شمالاً، وبالتالي فقد أسس المستعمرون البريطانيون للصراع المستقبلي بين السودانيين، وكانوا السبب البعيد لتقسيم البلاد والعباد، بينما السبب المباشر أو القريب يكمن في أطماع الوهابية السعودية على أرض السودان كما سيأتي في السياق..
فبعد سقوط الدولة الأموية في دمشق سنة 750م فر قسم كبير من الأمويين إلى السودان وأسسوا مملكة سنار وتحالفوا مع مشيخات العرب في المنطقة، وكان شأنهم كشأن الشوام: إسلامهم معتدل غير متطرف،وأقرب إلى ثقافة التجار التي تميل إلى المصالحة مع الآخر، وبالتالي فقد مهدوا أرضاً خصبة لاستقطاب الصوفية المسالمة، حيث انتشرت طرقها بين مسلمي الشمال، كالقادرية والشاذلية التي ساهمت (بفضل فكرة وحدة الوجود الصوفية) بإضعاف العصبية القبلية وإذكاء روح التآخي والمساواة بين عموم السودان، إذ جمع الإسلام الصوفي بين بشر ينتمون إلى العديد من القبائل، وساهم أئمة الطرق الصوفية في حل النزاعات، فكان الإسلام الصوفي أهم مقومات الهوية السودانية وساعد على وحدة البلاد وأرسى دعائمها.. فقبل انتشار الوهابية المنظم في إفريقيا عبر بعثات السعودية إلى الصومال أولا – كما أسلفنا - كانت غالبية عائلات السودان تدين بالعقيدة السنية الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف الجنيدي، وقد وصل الرحالة المتصوفون إلى أراضٍ لم تطأها جيوش المسلمين العرب خلال القرون الخمسة الماضية، فأدخلوا الأفارقة الوثنيين في دين الإسلام حتى صارت الصوفية هي الغالبية على إسلام إفريقيا، في نيجيريا ومالي وزنجبار حتى جنوب إفريقيا.. ثم جاء المدّ السلفي الوهابي مدعوماً بالبترودولار الذي اعتمد سياسة العمل الخيري والسيطرة على التعليم، خصوصاً في مناطق النزاعات المسلحة.. فمنذ اندلاع النزاع المسلح بين حكومة الإخوان المسلمين في الخرطوم والمعارضة المسيحية، تحولت دارفور إلى مسرح للدعوة والنشاط الوهابي، مستغلين حاجة الناس وشح الموارد، فراحت الجمعيات الوهابية تشتريهم من بين اللاجئين في المخيمات الإنسانية عبر الأطباء الذين كانوا يعملون لصالح المؤسسة الوهابية السعودية، كما هوا لأمر في سوريا اليوم..
***
ولكن ، متى دخلت الوهابية السودان وكيف؟
الباحث في تاريخ نشأة السلفية في السودان، سيرى أن البداية كانت مع الشيخ عبد الرحمن بن حجر، وهو تاجر جزائري وفد إلى السودان واستقر بمدينة النهود غرب كردفان، حيث قام بتجنيد الشيخ أحمد حسون أفندي والقاضي أحمد أبو دقن لنشر السلفية في السودان.
وقبل ذلك، عن طريق مصر كانت قد وصلت دعوة «جماعة أنصار السنة» إلى السودان على يد الشيخ المصري محمد حامد الفقي إمام مسجد الهدارة بعابدين في عشرينيات القرن الماضي، وتلميذه أبو زيد محمد حمزة .. وقد أرسل الملك عبد العزيز آل سعود دعوة للشيخ عبد الرحمن بن حجر فانتقل إلى السعودية ليعمل مشرفاً على الحسبة، وعن طريقه تمت أيضاً دعوة الشيخ أحمد أفندي حسون إلى السعودية، ونظراً لإتقان الشيخ حسون الإنكليزية فقد تم تصديره إلى أمريكا لنشر الوهابية في أحياء السود الفقيرة، بعدما أسلم على يديه مالكولم إكس الزعيم الزنجي الشهير في موسم حج سنة 1960 حيث أسس (مالك شباز) وهذا اسمه الرسمي (جماعة أهل السنة)، وكان ثائراً عنيداً وخطيباً مفوهاً تبعه الكثير من السود إلى درجة بات معها يشكل خطراً بجنوحه نحو الثورة، في الوقت الذي كان يؤمل منه تعميق عقيدة الجهاد الوهابي داخل الجيش الأمريكي عبر المسلمين السود، لذلك تم توكيل صديقه اللايجا محمد بتصفيته بعد خمس سنوات على إسلامه ، وهذه لاحقة سنصل إليها عبر حلقة الوهابية في القارة الأمريكية..
في ذلك الوقت، جاءت التوجيهات لسفير السعودية في الخرطوم عبد الرحمن العبيكان بالتقرب من «جماعة أنصار السنة» واستقطابهم كونهم حاضنة سلفية جاهزة لتفقيس بيضة الوهابية.. وهكذا ذهب العبيكان للصلاة خلف الشيخ مصطفى أحمد ناجي إمام مسجد أنصار السنة بالسجانة، وبعد الصلاة اقترح عليهم بناء جامع كبير إكراماً للجماعة التي يتشابه منهجها وعقيدتها مع تعاليم ومبادئ المملكة السعودية.. وقد قام الملك فيصل شخصياً سنة 1967بتدشين المسجد وبناء مسجد آخر باسمه في أم درمان والذي باركه زعيم الجماعة الشيخ محمد الهدية المنخرط في صفوف أنصار السنة منذ عام 1946 وتدرج في وظائف الجماعة من محصل مالي فداعية فإمام مسجد فرئيس للجماعة وصولاً إلى عام 1992 حيث شاخ واسترخى في نعيمه فاستبدلته السعودية عملياً بنائب الأمين العام للجماعة الأستاذ كامل عمر البلال، بينما بقي الشيخ الهدية مجرد رمز يستحضر في المناسبات السلفية حتى وفاته عام 2007.
كذلك أصبحت «جماعة أنصار السنة» وهابية التوجه والتوجيه وحصان طروادة داخل المجتمع السوداني، وغذتها المملكة بالبعثات التي كانت قيادة الجماعة تختار أفرادها لإرسالهم إلى جامعات ومعاهد الوهابية في السعودية، ومن ثم تفريغهم، بعد تخرجهم، للعمل الدعوي، كمبعوثين تابعين لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد برعاية الملحق الديني في السفارة السعودية بالخرطوم. وقد تطورت العلاقة وتوثقت أيام مفتي السعودية عبد العزيز بن باز حيث صار ولاء الجماعة وأفرادها وبرامجها مرتبطة بآل سعود الذين دعموا مشاريع «أنصار السنة» الخيرية والدعوية وأغدقوا عليها بالدولارات والريالات، فاشتروا فقراء الصوفية عبر المؤسسات الصحية والمعاهد الشرعية لتعليم أولادهم وكفالة الأيتام وتزويج الأرامل وبناء المساجد وإرسال المعونات الخيرية من تبرعات الحجاج إلى بيت الله الحرام..
وكما حصل في مصر، فقد تقرب السعوديون من الإخوان المسلمين في السودان، لكن هؤلاء كانوا أصعب مراساً في التطويع والتكويع من جماعة أنصار السنة، خصوصاً أن الشيخ الداهية د. حسن الترابي كان هو الذي يقودهم.. فالترابي ولد في بيت صوفي سنة 1932 وتربى في كنف والد هو ذاته صاحب طريقة، ودرس في بريطانيا وفرنسا وليس في معاهد السعودية، فكان عقله متنوراً وأكثر انفتاحاً، بحيث أدرك بنية الإسلام الصوفي وصحة وصفته في السودان.. ومع أنه بحسه السياسي البراغماتي أدرك أن الوهابية السعودية وصفة ضارة بالإسلام المعاصر، فقد وجد أن التقرب من السعوديين مفيد لطموحاته المستقبلية في الوصول إلى سدة السلطة في السودان.. وهكذا تحالف مع الصادق المهدي، الزعيم الإسلامي التاريخي، بالزواج من أخته وصال، ومع الجنرال عمر البشير الذي كان منخرطاً بالجماعة، ليقوموا بانقلاب على جعفر النميري وينصب تلميذه البشير على كرسي الحكم، ويكون هو، كما كان الخميني في إيران، موجهاً روحياً للثورة الإسلامية في السودان، لكن البشير سرعان ماانقلب عليه بمساعدة السعوديين الذين اكتشفوا أنه لا يمكن الركون إلى أفكار الترابي التجديدية، وأن الصوفية ما زالت تجري في عروقه وتحكم خلفيته الآيديولوجية إلى درجة أنه زار الخميني وأيد دولة إيران الإسلامية قبل قيامها، كما اتصل ببابا الفاتيكان بهدف التنسيق لإقامة «جبهة نصرة الدين» لهداية العالم، وكان يهدف من خلف ذلك إلى كسب مسيحي السودان وإنهاء الحرب السودانية والوصول إلى سودان صوفي روحاني متصل بالسماء لتطهير البشر من الفساد.. غير أن براغميته السياسية وأفكاره الجريئة أثارت خوف السعوديين من فقدان قوة ركيزتهم ومخططاتهم السلفية في السودان، فتعاملوا مع البشير ضده، وسجنه الأخير زمناً ثم أطلق سراحه قيد الإقامة الجبرية.. ذلك أن خطأ الترابي وصوابه أيضاً أنه استضاف أسامة بن لادن على أرض السودان بهدف ضرب الوهابية السعودية بوهابية القاعدة، بينما راح البشير، وبالتعاون مع السعوديين، يرتب لاعتقال بن لادن وأنصاره، فما كان من الأخير إلا أن فرّ بقاعدته إلى أفغانستان ليحارب طواحين الهواء التي تحركها الرياح الأمريكية..
***
تعتبر الحركة الإسلامية السياسية في السودان امتداداً لحركة الإخوان المسلمين المصرية، وإن كانت أكثر انفتاحاً منها، غير أنها راحت تقع رويداً في حضن السلفية، وساعد ذلك الانقلابات التي جرت في السودان عامي 1985 و1989 وحاجة الإنقلابيين الإخونجيين إلى الدعم السعودي لترسيخ شرعيتهم..
فعلى الرغم من أن الحكومة السودانية، منذ أيام النميري، اعتمدت تطبيق الشريعة الإسلامية استرضاء للأكثرية السودانية، فإن المجموعات السلفية أخذت تتوسع في التكفير ومصادرة الحريات الاجتماعية والفكرية والدينية، خصوصاً بعد الانتشار الكثيف للوعاظ الذين تلقوا تعليماً مجانياً في معاهد وجامعات المملكة السعودية، فسيطروا على غالبية المساجد وبرامج الفتوى في الإذاعات والصحف وأشرطة الكاسيت والكتب السعودية السلفية المجانية، ترفدهم طبقة العمالة السودانية في السعودية والخليج (حوالي 600,000 ) من متوسطي التعليم والثقافة، إذ فرضوا شروطهم، بقوة ثرواتهم الجديدة، على المجتمع السوداني، فحجبوا نساءهم وبناتهم في بلد استوائي تصل الحرارة فيه 50 درجة مئوية ،وحرموا المصافحة والاختلاط والرقص والموسيقى والواقيات الذكرية، وإضافة إلى ذلك، فقد أدخلت حكومة الإنقاذ مواد إسلامية في مناهج التعليم الجامعية وأوكلت تعليمها للسلفيين، ثم زادت في أسلمة الاقتصاد بإنشاء مؤسسات شبه حكومية كهيئة التأصيل والفتوى والرقابة الشرعية داخل المصارف ومؤسسات التمويل، وتم رفدها بجيش سلفي ذي أقفال أغلق منافذ الاقتصاد كما أغلق بوابات المجتمع السوداني على الحداثة والتطوير..
لقد كان تأثر الحركة الإسلامية السودانية بالوهابية السعودية كارثياً على الإسلام السني في السودان، الإسلام الذي لم يتمكن من حمايته زعماء الأسلمة الثلاثة في السودان: الصادق المهدي وحسن الترابي وعمر البشير، الذين كان يفترض بهم إنتاج إسلام ديمقراطي ذي هوية تناسب المجتمع السوداني المختلف في ثقافته المتنوعة عن المجتمع السعودي، لكنهم فشلوا حتى في العمل سوية، حيث أطاح الترابي بحكومة قريبه المهدي ليقع في براثن تلميذه البشير، العسكري المستبد الطامح بالسلطة كأي بونابرت صغير.. وقد أفادت التيارات الإسلامية المتشددة من هذه الخلافات وتغاضي السلطات عن سلوكها الوصائي حتى لا يثيروا استياء قادتها المرتبطين بالمؤسسات السعودية، الأمر الذي ولد عنصرية مذهبية تضرر منها المسيحيين والشيوعيين والمسلمين الطبيعيين والقوميات السودانية غير العربية .. ومنذ عام 2008 صعدت الجماعات السلفية من عنفها فراحت توزع منشورات تمنع احتفالات رأس السنة الميلادية باعتبارها بدعة مسيحية.. وبدأ مسلسل الجهاد الوهابي ضد (المشركين) فقتلوا دبلوماسياً أمريكياً وسائقه السوداني عشية احتفالات رأس السنة، وقبلها فتحت مجموعات تكفيرية النار على جموع المصلين في مسجد الثورة للصوفيين بأم درمان، تلاه هجوم بالسلاح على المصلين في مسجد الجرافة، وأخذ مسلسل القتل والتهديد يطال كل الشخصيات التي تكفرها هذه الجماعات، في الوقت الذي كان فيه عمر البشير يواصل حربه المقدسة ضد (جيش التحرير السوداني) الذي تجمعت أسباب قيامه منذ بداية أسلمة الدولة والقوانين على يد جعفر النميري الذي بويع (إماما للمسلمين) ثم جاءت حكومة الصادق المهدي الذي حاول تفكيك أسباب الحرب بمحادثات سلام ووقف للنار تبعه إلغاء قانون الشريعة وإلغاء حالة الطوارئ، الأمر الذي دفع بالترابي وتلميذه البشير للإنقلاب عليه واستلام السلطة وحل البرلمان والأحزاب والنقابات. وأعلنت السلطات الجديدة عن هويتها الإسلامية دون اعتبار للقوميات والأديان الأخرى وأعلن البشير، بتأييد سعودي، أن (ثورتهم) لا تعرف الفصل بين الدين والسياسة وأن الموضوع غير قابل للنقاش، كما اعتبرت الأحزاب سبباُ للكوارث والحزبية شرك بالله، وهكذا صار الطريق معبداً أمام المتربصين لتقسيم السودان بمساعدة دول الغرب وإسرائيل.. وقد شاع بعد انفصال الجنوب رأي عام بين السلفيين، بأن السودان، بعد انفصال الجنوب، قد صار أكثر نقاء من الناحية العنصرية إذ غدا أغلب سكانه مسلمين عرب، مما يتيح الفرصة لتطبيق إسلام نقي وشريعة صحيحة (ليس فيها دغمسة)..
***
واليوم يمكن القول أن الوهابية السعودية قد استكملت وسائل هيمنتها على المجتمع والدولة السودانبة التي يقودها طريد العدالة الدولية (أمير المؤمنين) عمر البشير، وليس له من مكان يدفئه سوى حضن آل سعود الذين حولوا ما تبقى من السودان إلى مزرعة خلفية لهم: ففي الشهر الماضي قدمت الحكومة السودانية مليوني فدان من الأراضي الخصبة في بورسودان القريبة من البحر الأحمر، و سيقوم السادة السعوديون باستثمارها كمنطقة حرة من دون شروط، لتغطية كامل حاجة السعودية من الخضراوات والحبوب، وستكون هذه الأراضي، كما أعلن رئيس غرفة تجارة جدة، ذات ملكية سعودية، ولن تعيقها أية قوانين سودانية، حتى بالنسبة لحقوق آلاف العمال السودانيين الذين سيتم استخدامهم في زراعتها كما لو أنهم عادوا عبيداً للملك من جديد...
نبيل صالح
مايشبه مجزرة الحولة وماسيليها من مجازر في سوريا: في 5 حزيران 1997 فاز الحزب الجزائري الجديد الذي شكله الأمين زروال بأغلبية 156 مقعدا من أصل 380 مقعد في البرلمان وبدأت الحكومة بإبداء مرونة أكثر مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ فتم نقل مؤسس الجبهة عباس مدني من السجن إلى الإقامة الجبرية في منزله ولكن عام 1997 شهد منعطفا خطيرا في الصراع حيث بدأت سلسلة من العمليات التي استهدفت المدنيين وكان الذبح الطريقة الشائعة في هذه المذابح وفيما يلي قائمة بهذه المذابح:
· مذبحة ثاليت في 3 نيسان 1997 في المدية وقتل فيها 52 شخص من مجموع 53 شخص من ساكني القرية .
· مذبحة حوش خميستي في 21 نيسان 1997 وقتل فيها 93 قروي في 3 ساعات.
· مذبحة دائرة لابقوير في 16 حزيران 1997 وقتل فيها 50 مدنيا.
· مذبحة سي زيروق في 27 تموز 1997 وقتل فيها حوالي 50 مدنيا.
· مذبحة قويد الحاد و مزوارة في 3 آب 1997 وقتل فيها ما يقارب 76 مدنيا.
· مذبحة سوهاني في 20 آب 1997 وقتل فيها 64 مدنيا.
· مذبحة بني علي في 26 آب 1997 وقتل فيها ما يقارب 100 مدنيا.
· مذبحة ريس في 29 آب 1997 وقتل فيها 400 شخص.
· مذبحة بني مسوس في 5 أيلول 1997 وقتل فيها 87 مدنيا.
· مذبحة جويلب الكبير في 19 أيلول 1997 وقتل فيها 53 مدنيا.
· مذبحة بن طلحة في 22 أيلول 1997 وقتل فيها 200 قرويا.
· مذبحة سيد العنتري في 23 كانون الأول 1997 وقتل فيها 117 مدنيا.
· مذبحة ولاية غليزان في 30 كانون الأول 1997 وقتل فيها 272 مدنيا.
· مذبحة سيدي حميد في 11كانون الثاني 1998 وقتل فيها 103 مدنيا.
· مذبحة قويد بواجة في 26 آذار 1998 وقتل فيها 52 مدنيا.
· مذبحة تاجينا في 8 كانون الأول 1998 وقتل فيها 81 مدنيا.
وكانت هذه المذابح التي استهدفت سكان هذه القرى لا تميز بين ذكر أو أنثى أو بين طفل رضيع أو شيخ طاعن في السن وكانت طرق القتل في غاية الوحشية وكانت أصابع الاتهام موجهة إلى الجماعة الإسلامية المسلحة التي اعترفت بنفسها عن مسؤوليتها عن مذبحتي ريس وبن طلحة, وكان التكفير هو المبرر الذي استعملته الجماعة فكل جزائري لا يقاتل الحكومة كان في نظرهم كافرا , وكان المبرر الآخر هو انضمام بعض ساكني تلك القرى إلى الميليشيات الموالية للحكومة .. يعني الشبيحة!!
التعليقات
نأسف لخدمتكم ... نعمل على إزعاجكم
مخيف
عرب الخسّة
سؤال
عيش يا نبيل
شكرا
أرجوك تحلى بالأمل
الوهابية السعودية
عفوا الله بت اكره اسمك
اذا كان ظاهر النص هو افضل
تشغيل العقول وكشف المجهول.
الحل على طريقة الإسكندر..
استاذ نبيل انت تقول حسب ماهو
أفكار مبعثرة
السيد القاضي
الحكومات ثم الحكومات
أستاذ نبيل : ما هي خطواتكم
ترهل الدفاع الفكري
العشرية الجزائرية و اوجه التشابه مع ما يجري في سوريا
شكرا لنبوخذ نصر على هذه
الحصاد
الأيام الماضية في حمص ,ماذا حدث بها ؟
حتى أنت يا بروتس
لازلت أذكر تفاصيل مذبحةبن
غبار المعارك.
اذا بيسمح معلمنا صياد جبلي
سيادة السيادة
انفصام شخصية
مجرد رأي
الى شادي
اسمع يا ايها الشيعي لا تتدخل
إضافة تعليق جديد