الهجوم الأمريكي ونمذجة دمشق كقوة شريرة
الجمل: شهدت الساحة السياسية الأمريكية صباح اليوم ظهور العديد من التقارير والتحليلات السياسية التي تطرقت لملف الحدث السوري، فما هي المعلومات الجديدة التي تطرقت إليها هذه التحليلات، وما هي طبيعة حقيقة النوايا الأمريكية المحفزة لها؟
* الحدث السوري في المسرح الأمريكي: توصيف المعلومات الجارية
حفلت وسائط الإعلام السياسي التابعة لجماعة المحافظين الجدد وجماعات اللوبي الإسرائيلي بالعديد من المواد الصحفية الوصفية والتحليلية السياسية التي سعت إلى التعامل مع معطيات الحدث السوري، وفي هذا الخصوص نشير إلى المعطيات الآتية:
• مقاربات اليهود الأمريكيين: وتضمنت الآتي:
ـ إيليوت أبراهام: عاد مرة رابعة على الموقع الالكتروني التابع لمجلس العلاقات الخارجية ضمن تحليل سياسي حمل عنوان (سوريا: العد التنازلي ليوم الجمعة القادم)، إضافة إلى تحليل سياسي آخر حمل عنوان (القيادة من الخلف)، وركزت مقاربة إيليوت أبراهام في هذين التحليلين على: توجيه المزيد من الانتقادات ضد إدارة أوباما تحت مزاعم عدم جدية تعامل البيت الأبيض الأمريكي مع الحدث السوري، إضافة إلى التأكيد على استمرارية تزايد زخم الاحتجاجات السورية خلال الفترات القادمة.
ـ بيتر غودسبيت: أعدّ تحليلاً نشرته صحيفة ناشونال بوست الأمريكية. قال فيه بأن القوات المدرعة السورية قد تحركت باتجاه درعا والعديد من المناطق الأخرى، فيما يشبه إعلان حالة الحرب، وأضاف قائلا بأن هذه القوات قد أطلقت النيران ضد المواطنين.
ـ جيفري تي كونير: أعدّ تحليلاً نشرته صحيفة واشنطن تايمز اليمينية الأمريكية المتطرفة، وصف فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه قومي ـ اجتماعي أسود، ولهذا السبب فهو (بحسب تلميحاته) غير مؤهل لاتخاذ القرارات المصيرية الحاسمة ضد سوريا وإيران وحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.
ـ ستيفن براون: أعدّ تحليلاً نشرته مجلة فرونت ماغازين، متهماً دمشق بأنها قامت بشن هجوم عسكري استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة ضد السكان المدنيين في منطقة درعا وبعض المناطق الأخرى.
• مقاربات العرب الأمريكيين: وتضمنت الآتي:
ـ طوني بدران: كتب مقالاً مطولاً نشرته مجلة ويكلي ستاندارد، صب فيه جام غضبه على دمشق، وتحدث بإسهاب عن ما وصفه بالمظاهرات والمواكب الاحتجاجية الضخمة التي تملأ شوارع المدن والقرى السورية، إضافة إلى اتهامه للإعلام السوري بالسعي لبث الحقائق المغلوطة.
ـ فؤاد عجمي: كتب مقالاً تضمن قدراً كبيراً من الانطباعات الساعية لتنميط دمشق على غرار مواصفات نموذج "قوى الشر" الذي تحدثت عنه أدبيات جماعة المحافظين الجدد، وتجدر الإشارة إلى أن المقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية التابعة لجماعة المحافظين الجدد.
ـ محمد بزي: نشر العديد من التحليلات والمقالات والحوارات التي تحدثت عن تطورات الأحداث والوقائع الجارية في سوريا على أساس أنها تجري وفق وتائر ضخمة داخلية سريعة الإيقاع، ومؤكداً على الرهان القائل بأن زخم هذه الوقائع سوف يتزايد أكثر فأكثر خلال الأيام القادمة.
هذا، ونلاحظ أن التطابق بين مقاربات اليهود الأمريكيين ومقاربات العرب الأمريكيين، يتم ضمن سباق مثير للاهتمام، وفي الوقت الذي ركزت فيه مقاربات اليهود الأمريكيين على الاستخدام الوظيفي لمعطيات العلوم السياسية والقانونية من أجل تبرير استهداف دمشق، فإن مقاربات العرب الأمريكيين ركزت على استخدام مخزونات التعبئة النفسية السالبة الساعية لإثارة الكراهية ضد دمشق.
* إعادة إنتاج السياسة الخارجية الأمريكية: تأثير عامل الحدث السوري
تحدثت بعض التحليلات السياسية الأمريكية، عن أهمية الحدث السوري الجاري حالياً لجهة التأثير على توجهات السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية الجديدة، وفي هذا الخصوص نشير إلى النقاط الواردة في هذه التحليلات على النحو الآتي:
• انقسام الخبراء الأمريكيين حول فعاليات صنع قرار السياسة الخارجية الأمريكية، وذلك بين فريق يقول بضرورة إشراك الجميع في المشاورات المتعلقة بصنع القرار، وفريق آخر يقول بضرورة حصر هذه المشاورات المتعلقة بصنع القرار الشرق أوسطي داخل الإدارة الأمريكية.
• تزايد استخدام الحدث السوري في توجيه المزيد من النقد السياسي ضد الإدارة الأمريكية وعلى وجه الخصوص بواسطة خصوم الإدارة الديموقراطية الحالية، وتحديداً الجمهوريين المسيطرين على مجلس النواب الأمريكي.
هذا، وتشير التسريبات والتقارير الجارية إلى أن الإدارة الأمريكية ما تزال حتى الآن في حالة متابعة للتطورات الجارية في سوريا، وبالتالي، لا يوجد موقف أمريكي رسمي موحد، بخلاف التصريحات التي درجت الإدارة الأمريكية على إطلاقها ظهر كل يوم خميس، الأمر الذي يشير إلى أن واشنطن ما زالت حتى الآن غير قانعة بالحملات الصحفية والإعلامية الساعية إلى تضخيم الحدث السوري.
وبرغم ذلك، تشير المعطيات إلى أن واشنطن سوف تسعى لجهة الاستعانة ببعض الأطراف الأوروبية الغربية، مفضلة العمل من وراء الكواليس، وأضافت هذه التسريبات، بأن استراتيجية واشنطن الجديدة إزاء دمشق سوف تعتمد بقدر كبير على تحركات وتفاهمات واشنطن ضمن أطراف مثلث: أنقرا ـ الرياض ـ الاتحاد الأوروبي، وذلك بما يتيح لواشنطن من جهة الظهور بمظهر الطرف غير المتورط في أزمات الشرق الأوسط، ومن الجهة الأخرى، السعي لجهة القيام بدور السمسار الذكي الساعي في نهاية الأمر إلى حل المشاكل الشرق أوسطية إذا لم تنجح جهود أطراف مثلث أنقرا ـ الرياض ـ الاتحاد الأوروبي في حلها.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
التعليقات
هذه ترجمه اين هي الدراسات يا قسم الترجمه والدراسات !!!!!!!!!!!!
إضافة تعليق جديد