150إجازة صحية مزورة لعشرات المعلمات بحلب خلال عامين دراسيين
تم كشف حوالي /150/ إجازة صحية مزورة منحت لعشرات المعلمات في عدة مدارس بمدينة حلب إحداهن حصلت على إجازات مزورة لمدة عام دراسي كامل ؟!. وقامت بمنح تلك الإجازات مديرة إحدى المدارس بالمشاركة مع موظفة في دائرة الصحة المدرسية لقاء مبالغ مالية تم تقاضيها من المعلمات .
الخيوط الأولى لكشف عملية التزوير بدأت منذ حوالي شهرين ونصف الشهر عندما قامت مديرة مدرسة عصام النادري للبنات / أمل حلاق/ بإعلام دائرة الرقابة الداخلية في مديرية التربية بأنها أعطت إحالة صحية إلى إحدى المعلمات بالمدرسة لكن وبعد /5/ دقائق فقط عادت المعلمة بالإشعار على منحها إجازة صحية لمدة /9/ أيام رغم أن منح تلك الإجازة هو من اختصاص دائرة الصحة المدرسية وإن المسافة بين المدرسة التي تقع في محلة جورة عواد والدائرة تستغرق ذهاباً وإياباً حوالي ساعة كاملة في سيارة أجرة ؟.
بعد ذلك تم اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في الموضوع حيث قام مراقبان داخليان في دائرة الرقابة الداخلية بالمديرية بجمع إشعارات في الإجازات الصحية من عدة مدارس بمدينة حلب لكن ولدى العودة إلى دائرة الصحة المدرسية والتأكد من ثبوتيات هذه الإشعارات تبين أن غالبية الإشعارات لايوجد أي مستند لها في الدائرة ، عندها تم التحقيق مع المعلمات الحاصلات على تلك الإشعارات حيث تبين أن مديرة مدرسة الكفاح / ف .ص/ لديها دفتر بالإشعارات الصحية المختومة بخاتم دائرة الصحة المدرسية وقد حصلت عليه من موظفة بتلك الدائرة تدعى /إ . ص/ كانت تعمل على آلة كاتبة .
كما بينت التحقيقات أن المديرة /ف/ منحت إجازات مزورة خلال العامين الدراسيين 2007 ـ 2008 و 2008 ـ 2009 لمعلمات في المدرسة التي تعمل فيها كمديرة إضافة إلى معلمات في مدارس مجاورة لقاء منفعة مادية (كل 9 أيام بـ 1000 ل.س ، و/5/ أيام بـ 500 ل.س حيث ، بلغ عدد المعلمات اللواتي حصلن على تلك الإجازات حوالي /25/ معلمة في حين بلغ عدد الإجازات المزورة التي تم ضبطها حوالي /150/ إجازة تتراوح مدة كل منها بين /5 ـ 9/ أيام حيث حصلت بعض المعلمات على أكثر من إجازة إلا أن المعلمة / ف. ح/ من مدرسة الكفاح حصلت على إجازات مزورة متواصلة بلغ مجموعها /236/ يوماً أي ما يعادل عاماً دراسياً كاملاً وهو 2008 ـ 2009 ؟؟! .
كما بينت التحقيقات أنه لايوجد أشخاص آخرون في دائرة الصحة المدرسية غيرالعاملة /إ/ متواطئون في منح الإجازات المزورة للمعلمات اللواتي جميعهن معلمات صف حلقة أولى باختصاصات متعددة حيث تم تغطية غيابهن خلال الإجازات بمعلمين وكلاء .
وقد خلص تقرير الرقابة الداخلية الى عدة مقترحات تنظيمية وإدارية ومسلكية هي :
ـ إحالة الأشخاص الذين قاموا بتزوير الشهادات إلى القضاء
ـ تغريم المديرة التي منحت الإجازات بالمبالغ التي حصلت عليها جراء ذلك حيث بلغت حوالي /100/ ألف ل.س بالتكافل والتضامن مع المسؤولين عن إعطائها تلك الإشعارات .
ـ سحب الأختام من بقية الشعب الموجودة في دائرة الصحة المدرسية وحصرها عند رئيس الدائرة بخاتم واحد فقط .
ـ تغيير نموذج الإشعارات بحيث أصبح لها أورمة في دائرة الصحة المدرسية متضمنة اسم الطبيب المعالج وتوقيعه (سابقاً لم يكن هناك أرومة واسم وتوقيع الطبيب) .
ـ إلغاء كافة الإجازات التي منحت للمعلمات بشكل غير نظامي واعتبارها إجازة خاصة بلا أجر ، أما الإجازات التي تجاوزت /30/ يوماً فقد تم اقتراح اعتبار أصحابها بحكم المستقيل .
السيد موسى فرفور رئيس دائرة الرقابة الداخلية في مديرية التربية أوضح أنه تم إلغاء جميع الإجازات المزورة واعتبارها إجازات بلا أجر, كما تم استرداد الأموال التي دفعت لقاء الحصول على تلك الإجازات مؤكداً أن تنفيذ هذه المقترحات يكفل عدم وقوع حالات تزوير للإجازات الصحية في المستقبل .
ولإلقاء المزيد من الضوء على هذا الموضوع التقينا د. حسين لولك معاون رئيس دائرة الصحة المدرسية حيث أوضح أن إجراءات الحصول على إجازة صحية تتضمن قيام صاحب العلاقة بمراجعة الدائرة مصطحباً معه البطاقة الشخصية وإحالة من المدرسة التي يعمل فيها حيث يراجع بداية الأرشيف فيأخذ بطاقة الأرشيف قبل أن يدخل إلى الطبيب المناوب الذي في حال ارتأى أن المعلم بحاجة إلى إجازة يوافق على منح الإجازة بعدها تحال إلى الديوان لتسجيلها في السجلات الخاصة سواء كانت إجازة قصيرة 1ـ5 ، 1 ـ 9 ، 1ـ30 يوماً / أو الأمومات /120 ـ 90 ـ 75/ يوماً بعدها يتم إعطاء المعلم إشعاراً من الديوان عليه ختم الأخير إلى المدرسة ثم تقوم الدائرة بتنظيم جداول بالموافقات على الإجازات الصحية ورفعها إلى مديرية التربية لاتخاذ قرار جماعي بشأنها مع العلم أن منح إجازة من /1ـ9/ أيام هي من اختصاص وصلاحية دائرة الصحة المدرسية أما من /10/ أيام وما فوق فهي من صلاحية لجنة فحص العاملين التابعة لمديرية الصحة.
وأوضح د. لولك أن الدائرة تمنح سنوياً ما بين /12ـ13/ ألف إجازة متعددة الأنواع وهذا الرقم يشكل حوالي /2%/ من إجمالي العاملين في سلك التربية .
وعن تلك الإجازات المزورة التي تم ضبطها قال إنها غير مسجلة في سجلات دائرة الصحة المدرسية وغير مأخوذ بها أي قرار من قبل مديرية التربية مفسراً آلية حصول عملية التزوير أن الدائرة كانت سابقاً تقوم بوضع الأختام وتصديق دفتر الإجازات بشكل كامل حيث يضم كل دفتر /100/ إجازة مما دفع /إ .ص/ الى سرقة أكثر من دفتر دون علم أحد في الدائرة وإعطائها إلى مديرة مدرسة الكفاح التي قامت بإعطاء الإجازات للعديد من المعلمات.
ولفت إلى أن /إ/ بدأت العمل في الدائرة منذ حوالي /5/ سنوات عاملة على آلة كاتبة وقد تم نقلها منذ حوالي سنة خارج الدائرة _أي قبل كشف الاجازات الصحية المزورة _ بسبب عقوبة فرضت بحقها جراء قيامها بالتلاعب وتسريب معلومات كانت مخزنة على كمبيوتر الدائرة .
وعن الإجراءات التي اتبعتها الدائرة لمنع وقوع حالات تزوير إجازات صحية قال : إنه يتم حالياً ختم كل إشعار لمفرده بخاتم ديوان الدائرة ، كما تم اعتماد خاتمين الأول مركزي بيد المشرف الإداري وهو خاص بكل مايتعلق بالمعاملات عدا الإجازات ، والثاني في الديوان الخاص بالإجازات .
ورداً على سؤال قال معاون رئيس الدائرة إنه لا يتم تعليل إشعارات الإجازات الصحية الموجهة إلى المدارس حفاظاً على سرية المعلومات للمعلم أو المعلمة بينما يتم تدوين اسم المرض في سجل الدائرة .
مانود الإشارة إليه في الختام الى أن عدد الإجازات الصحية المزورة التي تم ضبطها لايعني أنه لا توجد إجازات أخرى مزورة لم يتم كشفها والدليل أن العدد الذي تم كشفه هو /150/ إجازة وهو يمثل /1.5/ دفتر إجازات لكن وبما أن الدائرة كانت سابقاً تقوم بختم وتصديق كل دفتر بشكل كامل فإنه فمن المحتمل أنه قد تمت سرقة أكثر من دفتر لاسيما أن مدة منح تلك الإجازات استغرقت عامين دراسيين ، مما يتطلب المزيد من التحقيق والتدقيق واتخاذ العقوبات المناسبة والرادعة بحق المخالفين الذين وضعوا مصالحهم الضيقة والرخيصة أمام أعينهم دون أن يرف لهم جفن أو يستيقظ لهم ضمير إزاء التمادي في التفريط والتهاون بمستقبل أطفالنا عدة الحاضر وأمل المستقبل ؟!.
محمد الشيخ- الجماهير
إضافة تعليق جديد