مفهوم الاقتصاد في الشارع السوري
الجمل- استطلاع عامر مطر: كل السوريون مثقفون اقتصادياً ويناقشون في مواضيع اقتصادية شتى كالتضخم وانخفاض قيمة الدولار، ذلك ما يعتقده د.منذر عواد "مدرس في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق"، لكن نسرين وفرح كالكثير من طلاب كلية الاقتصاد، أجابوا عند سؤالهم عنه بـ "مابعرف".
الكلمة مُبهمة وأحياناً مزعجة ومُنفرة في الشارع السوري، بل كل حسب وضعه أجاب، عند السؤال -مّا تعرف كمواطن سوري عن كلمة "الاقتصاد"؟.
علم الحياة
محمد رائف كاظم "مهندس مدني" يرى أن الاقتصاد ركيزة أساسية وهامة في كل مجتمع، وهو دعم للقوة السياسية والعسكرية في الدولة، فيقول شارحاً: "الاقتصاد يعتمد على نظريات وأساسيات في تطوّره وتقدّم فعالياته سواء على الصعيد الداخلي أم الخارجي، ويجب أن تكون كفّة الصادرات أرجح من الواردات في الميزان التجاري للدولة، إضافة لأهمية الاكتفاء الذاتي".
أما رائد "24 سنة" يرى أن كل ما في الحياة يتعلق بالاقتصاد معتبره علماً للحياة.
تشارك كندة الحسين "طالبة أدب عربي" رائد في الرأي، لكن حسب نظريتها الخاصة: «هو مجموعة الشبان الباحثين عن جمع أكبر عدد ممكن من الفتيات "لتجارة المشاعر" بالعواطف الزائفة، وذلك لملء خزائن الخبث لديهم، فالميزانية عالية دوماً ولا يحتاجون للاستيراد بل للتصدير».
بيت الطبقة الوسطى
يتفق عمر الأسعد "طالب إعلام" وسعد، وفارس العثمان على أن الاقتصاد يعني الطبقة الوسطى أكثر من غيرها، فيقول الأسعد: "تعتبر تنمية الطبقة الوسطى من أهم الواجبات الاقتصادية للحكومات، وخاصة التي تنتهج النظام الاشتراكي"، ويكمل مُفسّراً: "الإنسان القلق اقتصادياً لا ينتج إلا القلق، لذلك يجب الاعتناء بالوضع الاقتصادي للمواطن ليتمكن من الإبداع في حياته".
يعتبر أبو عدنان "بائع متجوّل" أن سورية بلد الطبقة الوسطى، وأنه ابن هذه الطبقة لولا حظه العاثر في الفترة الأخيرة، والاقتصاد عنده هو "الشطارة" أي طريقة إقناع الزبون بما يحمله من بضائع جيدة، وبذلك يزداد البيع والربح، فيتطور الحال به إلى محل يؤمّن له استقراراً اقتصادياً وحياة كريمة لعائلته، على حين يرى نشوان المرزوك"مصوّر" أن لا طبقة وسطى في دول العالم الثالث، ليصيغ تعريف الاقتصاد في المنطقة، بـ "هو سلاح الأنظمة ضد مواطنيها".
أرسطو ولانكه
د. هزار جندي "مدرسة مادة الفكر الاقتصادي والسياسي بقسم الإعلام"، يرتبط مفهوم الاقتصاد عندها بما عرفه أرسطو أي "علم قوانين الاقتصاد المنزلي" فتقول الجندي: "يعرف أوسكار لانكه الاقتصاد أنه: دراسة القوانين الاقتصادية أي دراسة العلاقات وطبيعتها ومداها التاريخي، وأسلوب عملها، والعلاقات المتبادلة فيما بينها". وترى الجندي أن للاقتصاد تعاريف كثيرة تنطلق جميعاً من كونه علم القوانين التي تحكم العلاقات الاقتصادية، أي العلاقات الاجتماعية التي تنشأ بين أفراد المجتمع بواسطة الأشياء المادية والخدمات، وتتعلق بإنتاج وتوزيع واستهلاك وتبادل الأشياء التي تشبع حاجات الإنسان في المجتمع أي اللازمة لمعيشة الأفراد المادية والثقافية وبناء حضارته.
توفير لا تبذير
"كمفردة لغوية هي المصدر من فعل اقتصد الذي هو نقيض أسرف وبذّر، والاقتصاد يكون في كل شيء يمكن أن يهلك أو يُستهلك كالمال والطعام" كان تعريفاً لغوياً حسب تعبير إبراهيم حمزة "ماجستير أدب عربي".
يتفق مع تعريف إبراهيم الناقد المسرحي آلجي حسين، فيقول: "استغلال الوسائل بشكل جيد دون إسراف، وهو التنظيم وليس الفوضى، ممثلاً خيط الحياة لكل شيء، فحتى الثقافة لن تستطيع الاستمرار دون الاعتماد على موارد اقتصادية سواء كانت مالية أم غيرها".
أما سعاد خضر "ربة منزل" تعتقد أنه الراتب الشهري لأبي ناظم بحيث يكفي إلى نهاية الشهر، وتوزيع المصروفات بين الأطفال والطعام وضرورات الحياة، وحين أرادت أم ناظم توسيع شرح مفهومها أرجعت العنوسة وبقية المشكلات إلى سوء استخدام الموارد الاقتصادية، إذ قالت: "عدم التنظيم يؤدي إلى الفقر في المجتمع، لذلك نرى نسبة العنوسة تزداد، إضافة لازدياد حوادث القتل والسرقة، وانخفاض سقف الأخلاق عند شبابنا".
يمكن.. ما بعرف..؟!
محمد شاكر يقول: "الاقتصاد، الاقتصاد.. ما بعرف"، لكنه يعتقد أنه ركيزة لقيام الدولة وقوتها.
أما صالح الحمد "طالب معهد التقاني لإدارة الأعمال" يرجع جهله بمعنى الاقتصاد رغم دراسته، أن لا مناهج متطورة تكفي لإعطائه ثقافة اقتصادية.
الكثير ممن أجابوا بإشارات استفهام حول الموضوع، يعتقدون أن الجمود الاقتصادي أدى إلى صرف المواطن إلى مواضيع معلوماتها أكثر حضوراً في المجتمع السوري، إذ لا بورصة وحتى وسائل الإعلام تتناول المواضيع الاقتصادية – حسب تعبيرهم – بشكل معقّد لا يستطيع غير المختص فهمه.
أكاديمياً
"الاقتصاد هو توزيع الموارد المحددة على أوجه الاستخدام غير المحدود، بحيث تتمكن دولة أو مجتمع ما من تحقيق أقصى إشباع لحاجات الأفراد في المجتمع". هذا التعريف الأكاديمي لكلمة اقتصاد حسب تعبير د. عبد الرزاق قاسم "مدرس في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق".
يرى د. قاسم أن عدم معرفة المواطن بمعنى الاقتصاد حالة غير طبيعية، كونه يتماشى مع عمليات اقتصادية بشكل يومي من بيع وشراء وتعاملات مع بنوك، فيقول: "حين يفتح المواطن أية صحيفة لا يمر على الصفحة الاقتصادية، ذلك لندرة المحررين المهنيين في هذا المجال، فالقدرة على تبسيط المصطلحات مهمة ليست سهلة"، ويعتقد أن نفور الناس من هذه الصفحات ومن الاقتصاد بشكل عام هو قناعتهم أن تغيير أو تحسين الوضع الاقتصادي السوري لا يدخل ضمن قدراتهم.
يتفق معه د. العوّاد على أن الصحف الاقتصادية لا تلبي حاجات القراء في بناء ثقافة اقتصادية، فيقول: "لو فتحت صفحة متخصصة بالفيزياء، لن أقرأ مواد هذه الصفحة، كوني لن أفهم، بل غير مهتم بما فيها
إضافة تعليق جديد