كل شيء هادء على الجبهة السورية

19-07-2006

كل شيء هادء على الجبهة السورية

كان الاعلان عن عدم هبوط رحلة الخطوط الجوية البريطانية في دمشق يوم الأحد الماضي "لأسباب أمنية" مثار سخط من كانوا على متن الطائرة "وأنا منهم".

فقد كان معنى ذلك تحويل مسار الطائرة إلى العاصمة الأردنية عمان ثم الانتقال برا إلى سورية في رحلة طويلة مرهقة.

ولكن السوريين على الأرض كانوا أكثر قلقا إزاء هذا الاعلان حيث اعتبر البعض ذلك مؤشرا على قرب وقوع غارات جوية إسرائيلية تستهدف بنيتهم الأساسية كما حدث في لبنان.

وتتهم إسرائيل سورية بامداد ميليشا حزب الله بأجزاء من الصواريخ التي تستخدمها والتي باتت تصل إلى المزيد من العمق الاسرائيلي في الشمال.

وتساءل أحد الساهرين إلتيقناه في الصحراء "ألا تعتقد أنهم سيقدمون على نفس الشئ مع سورية؟".

وأضاف قائلا "إن الاسرائيليين لن يكونوا بهذا الغباء، أليس كذلك؟ لو ضربوا سورية فانها الحرب العالمية الثالثة".

نوايا غير معلومة
وتعهدت إيران بالاقدام على الرد "الانتقامي المناسب" إذا حولت إسرائيل أنظارها إلى سورية مع تصاعد نزاعها المسلح مع حزب الله.

وتشير التوقعات إلى أن إيران، أقرب حلفاء سورية، ستنضم إلى النزاع بما يضيف بعدا دوليا خطيرا للأزمة الراهنة.

ولم يجب وزير الخارجية الايراني الزائر لسورية منوشهر متكي، بعد لقائه نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، على أسئلة الصحفيين حول ما تعتزم بلاده القيام به.

وفي مكان آخر من الشارع كانت الحياة تمضي بشكل طبيعي، رغم مشاهدة عنصر إضافي في الأسواق وصالات الفنادق وهم المئات من عرب الخليج في أزيائهم التقليدية.

وكان هؤلاء يعتزمون قضاء أجازة صيف ممتعة في المحيط الجبلي ذي الهواء العليل حول العاصمة اللبنانية بيروت، ولكنهم وجدوا أنفسهم يدفع كل منهم ألف دولار لعربات الأجرة لمغادرة لبنان على عجل فيما تزأر فوق رؤوسهم الطائرات الحربية الاسرائيلية.

وقد أعرب الدمشقيون عن تعاطفهم مع اللبنانيين، بل وحتى أبدى البعض نوعا من التعاطف مع الاسرائيليين الذين يقتلون ويعانون من صواريخ حزب الله.

وقال أحدهم "إننا نريد السلام، لماذا يجب أن يعاني أحد، ولكن متى يكون السلام؟ عندما تتخلى إسرائيل عن الأرض التي احتلتها عام 1967؟". وذلك في إشارة إلى مرتفعات الجولان التي وضع الاسرائيليون أيديهم عليها في حرب عام 1967.

الكبرياء العربي
وفي الشوارع الخلفية لسوق الحميدية بالعاصمة السورية، حدثني إبن أحد التجار عن مدى الاثارة التي يشعر بها أصدقاؤه من الشباب الصغير السن إزاء هذه الجولة الأخيرة من النزاع العربي الاسرائيلي.

وأضاف قائلا "إنهم يشاهدون المقاومة اللبنانية، وهم يأملون أن تتاح لهم الفرصة لاثبات أنفسهم ضد العدو الاسرائيلي".
وقد ذكرته بظاهرة مماثلة وقعت خلال الأسابيع الثلاثة الأولى التي أعقبت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، عندما اعتبرت المقاومة هناك بمثابة استعادة للكبرياء العربي بعد العديد من المواقف المذلة، ثم ما أعقب ذلك.

ووافقني قائلا "إنهم فقط الشباب الصغير الذين يقولون ذلك، وأما كبار السن فانهم يعرفون معنى الحرب ولذلك فهم يريدون السلام".

وقد اعتاد السوريون التهديدات العسكرية من جانب إسرائيل التي تتفوق عسكريا على سورية رغم مساحتها المحدودة.

غير أن وجهة النظر السائدة حاليا تقول بأن سورية هدف أكبر من متناول إسرائيل، خاصة مع تورط حليفتها الولايات المتحدة في العراق المجاور.

وأكثر ما يثير القلق حاليا هو التأثير السلبي لما يحدث في الساحة اللبنانية على الاقتصاد السوري.

فعلى سبيل المثال، فان انهيار الليرة السورية قد يدفع بموظفي الحكومة إلى مشاكل خطيرة وهم يصارعون من أجل الحياة بـ 10 آلاف ليرة في الشهر (حوالي 200 دولار أمريكي).

المصدر: BBC
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...