عن الثورة والصداقة والإسلام وتلفزيون الأبيض والأسود

* ثورة تونس ليست ثورة ملونة، هي ثورة من زمن الأبيض والأسود، ثورة الفقراء المستمرة على الأغنياء، وقد هرب المرشد العام للأغنياء وبقي الأغنياء والثعالب والقطط وغرفة التجارة التي تحكم قوانين اللعبة السياسية في البلدان العربية، حيث الفقراء مازالوا يريدون الحياة بينما القدر يستجيب للأغنياء، وهذا ما غاب عن قصيدة الشاعر العظيم أبي القاسم الشابي.
فمنذ ثورة الشاب الفقير محمد بن عبد الله في مكة وحتى آخر شهيد في شوارع تونس، والفقراء يشعلون نار الثورات ليأتي الأغنياء ويتدفأون عليها، فقط لأننا شعوب لم تتجذر ثقافة الديمقراطية في علاقاتنا اليومية، لهذا نقول أن الديمقراطية قبل الخبز لأنها هي الضامن لاستمرار توزيعه بين الناس بالعدل، وإذا لم يفعل التوانسة فسيأتي طامح آخر يربض على صدروهم لثلاثين عاماً ميلادية قبل أن يفر بثروته إلى السعودية..

* إن لم تكن ذئباً مزقتك الكلاب، وإن لم تك جواداً ركلتك الحمير، وإن لم تكن ديكاً وطئتك الديوك، وإن لم تكن سلحفاةً ستقع تحت رحمة قروض المصارف السكنية.

* الصداقة أنواع: صداقة الدراسة، صداقة العمل، صداقة الشات، صداقة المقهى، صداقة الفيسبوك.. وكلها صداقات زائلة كثلج الربيع، وحتى لو صادقت نفسك ستكتشف أنك لست صديقك، وقد تكون أكثر من ضللك وخاتلك وأخرجك عن جادة الصواب، فلو كانت الصداقة شيئاً جيداً إذاً لاتخذ الرب صديقاً له.. اتبع غربتك وامضِ نحو قبرك الذي سيرافقك أضعاف عمرك الذي عشته.

* عندما أملّ آخذ فاصلاً ترفيهياً فأفتح التلفزيون وأتابع إبداعات الرفيقة المذيعة والرفيق المخرج والرفاق أعضاء القيادة والحكومة والمنظمات.. الشعبية، وأخبار الرفاق التجار والمستثمرين وزوجاتهم الرفيقات رئيسات الجمعيات.. الأهلية والإعلامية، ثم أتابع أخبار الرفاق الممثلين والرفاق المطربين وأختتم بدعاء الرفاق المواطنين لاستمرار حياتهم الرفاقية في جمهورية كوريا الشمالية.. وهكذا أخرج من مللي اعتماداً على وصفة أبي نواس: وداوها بالتي كانت هي الداء..

* إسلام آل البيت، إسلام الصحابة، إسلام سعودي، إسلام أفغاني، إسلام أهلي، إسلام حكومي، إسلام كلاسيكي، تجديدي، متطرف، معتدل، عسكري، تجاري، استثماري.. ترى هل هناك إسلام يتطابق مع ذاك الذي جاء به سيدنا محمد وهل نحن فعلاً مسلمون أم لعصبيتنا وعنصريتنا مستسلمين!!

نبيل صالح