علماء أهل السنة والجماعة يردون على فتوى ضد الرئيس بشار الأسد

02-03-2012

علماء أهل السنة والجماعة يردون على فتوى ضد الرئيس بشار الأسد

اثارت  مزاعم هيئة وهابية في مصر أصدرت ما أسمته " الفتوى  التي تهدر دم الرئيس السوري بشار الأسد  "  إستنكاراً  واسعا من قبل علماء أهل السنة والجماعة  في عدد من الدول العربية التي رأى بعضهم أنها " لا تستحق أن تسمى فتوى لأنها بيان مخابراتي صادر عن خدم إسرائيل وأميركا ، فكيف يفتون بقتل وتكفير رئيس وضع حكمه وشخصه في حالة خطر شديد نتيجة عدائه المطلق لأميركا ومحاربته لها ولإسرائيل خدمة للعرب والمسلمين وعلى رأسهم أهل السنة ؟ "
وتسائل  علماء الدين من أهل السنة عن الهيئة   " التي تريد أن تهدر دم الرئيس الأسد ولم نسمعها تهدر دم من حاصروا غزة والعراق وقتلوا أطفال غزة والعراق وشاركوا الأميركيين والإسرائيليين في قتل الشعبين العراقي والفلسطيني وكلاهما تلقيا دعما لا ثاني له عربيا من الرئيس بشار الأسد الذي لو باع سنة فلسطين وسنة العراق لما كانت أميركا تعاديه وتدعم معارضيه ."
علماء آخرين من أهل السنة والجماعة رأوا في  " الفتوى المزعومة  إعلان ولاء لأميركا وإسرائيل لأن ما يجري في سورية هو فتنة فيها طرفان يستعملان السلاح وكلاهما مسلم  وكلاهما مخطيء في حمل السلاح بوجه أخيه " وبالتالي هما مصداق لقول الله تعالى  في كتابه الكريم :
 
" وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا  بينهما " صدق الله العظيم
 
وأضاف علماء من أهل السنة والجماعة :  "  إن البيان - الفتوى  اصدرتها هيئة دينية معروف عنها أنها أحدى الهيئات التي أنشأتها إستخبارات الرئيس المصري السابق حسني مبارك  بهدف تبرير مشاركة مصر لإسرائيل في حربها على حركة حماس وفي حصار قطاع غزة ، وهي الهيئة  التي يعتقد أن السعوديين والقطريين يمولون نشاطاتها حاليا لإختراق الأوساط الدينية في مصر لصالح الأميركيين) وهي   تطلق على نفسها إسم  "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" ، أثارت  استنكارا واسعا من قبل  من علماء دين ومشايخ ينتمون الى الطائفة السنية في سورية والعراق ولبنان والأردن والجزائر والعديد من البلدان العربية ،  وقد قابلنا مجموعة  من هؤلاء العلماء وسألناهم عن الفتوى تلك وعمن أصدرها وقد أجمع علماء السنة والجماعة على القول ان توقيت إصدار هذه الفتوى ومن هيئة معروفة  بولائها السابق لحسني مبارك شريك إسرائيل في حصار غزة إنما يهدف الى صب الزيت على النار وهو مساهمة من رجال إستخبارات يلبسون ثياب علماء السلطان ولا  يخدم  تصريحهم سوى المشروع الصهيو-اميركي."
 
وكان الشيخ الدكتورنصر فريد واصل   قد فضح في يوليو - تموز 2011  عبر صحيفة اليوم السابع هذه الهيئة وأعلن عن خداعها له لأنها لم تعلن عن سلفيتها (وهابيتها )  وسعت من خلال خداعها له إلى تنصيب نفسها بديلا عن الأزهر وهو البيان الذي حظي بدعم الأزهر الذي أدان مشايخ ما يسمى بالهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح  زقد أصدر الأزهر  بيانا ساند فيه  الشيخ فريد واصل .

إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود رأى أن هذه الفتوى مسيسة وهنا لابد أن نسال من هم هؤلاء المفتين ومن عينهم وماذا يمثلون"
الشيخ حمود اشار الى ان الداعين لتسليح المعارضة الم يروا إحتصانها ودعمها من الأميركيين والأوروبيين وملوك الخليج الذين لا يتحركون إلا بأوامر أميركية، وألا ينظرون الى الإصطفاف السياسي العالمي الحاصل والذي لا يمكن أن يكون في خدمة الإسلام والشعب السوري".
الشيخ حمود اكد أن هذه الفتوى حرام أن يطلق عليها صفة فتوى مضيفاً" هؤلاء الذين يصدرون الفتاوى اليوم عندما نسألهم كيف تقيمون المقاومة في لبنان ، لا يعترفون لها بأي فضل فقط لأنها شيعية، فمن اجاز لهم حجب أعمال الناس من أجل المذاهب" متابعاً" هناك حملة مذهبية مسعورة ممولة من مركز المؤامرات العالمي، وموجهة ضد إيران تحديداً لأنها أصبحت تمتلك قدرات تكنولوجية هائلة وتتحدث عن ضرورة إزالة إسرائيل من الوجود".
 
الأمين العام لهيئة علماء لبنان الشيخ يوسف الغوش رأى أن فتوى الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح مردودة على أصحابها، مشيراً" الى ان الرئيس بشار الأسد محق بما يقدم عليه في سورية، وأن من يخرج عليه يكون قد خرج على فلسطين والقضية الفلسطينية، ومن لا يتبنى حكم الخروج على الحاكم يكون عميلاً لأميركا وإسرائيل".
الشيخ الغوش اكد ان ما يحدث في بعض المناطق السورية هو خروج على الحاكم وقد يؤدي إلى ضياع القضية الفلسطينية، والرئيس الأسد يدفع اليوم ثمن وقوفه إلى جانب القضية الفلسطينية والمقاومة ضد إسرائيل".
الشيخ الغوش أكد بطلانية هذه الفتوى واصفاً إياها ب"فتوى الدولار الأخضر التي تشبه مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو"مضيفاً" ومغطاة من يوسف القرضاوي الذي إرتضى على نفسه العيش في الظل الوارف للعميل الأول للأميركيين في قطر وعلى مقربة من اكبر قاعدة أميركية في العالم العربي في الدوحة - قاعدة السيلية في العيديد والتي تضم مئات الطائرات التي شاركت في قتل ملايين العراقين والاف الأفغان ولا تزال تقصف مسلمين في اليمن وفي الصومال بحجة أنتمائهم للقاعدة والقرضاوي وأمثاله من عملاء اللواء عمر سليمان في مصر (الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح )  نسوا  الآية الشريفة  " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما العبد المأمور".
وهنا أسال يقول الشيخ غوش : من هي الفئة الباغية في سورية ؟
الم يقبل الرئيس الأسد بكل مطالب المتظاهرين ؟ فلماذا حملوا السلاح ولما لم يقبلوا بالحوار مع الرئيس الأسد ومع حكومته بينما إرتموا في أحضان حلف الناتو عدو المسلمين وعدو الله والحليف الوحيد الذي يضمن لإسرائيل وجودها وبقاء ظلمها ضد المسلمين والعرب؟ فمن هو بربكم الباغي في سورية ؟
من أصلح الدولة وغير الدستور ووضع الإسلام والشريعة في متن الدستور الجديد كمصدر للتشريع ، ومن بنى عشرة ألاف مسجد في سورية وفتح اراضيها لمجاهدي المقاومة السنية في العراق والمقاومة السنية في فلسطين أم أولئك المرتمين في أحضان أميركا وإسرائيل وحلفائهما في العالم العربي ؟
وختم الغوش قائلا :
الفئة الباغية هم المعارضة السورية التي تطلب دعم الكافرين في حلف الناتو  وتلح على أعداء المسلمين وعلى قتلتهم من أعداء الله ليساعدوها بغزو سوريا وبقتل شعبها فهل من فئة باغية تستحق القتال إلى أن تفيء إلى أمر الله أكثر من هؤلاء المعارضين السوريين ؟
 
 بدوه لفت منسق "جبهة العمل الاسلامي" في لبنان الشيخ زهير جعيد إلى ان من يصدر فتاوى يجب عليه ان يتمتع بالدراية والعلم الكافي لذلك فكيف بفتوى تدعو إلى إراقة دماء وتتطلب شروطا معقدة للعمل بها.
الشيخ جعيد اشار الى ان الفتاوى اليوم اصبحت تصدر بناء لأهواء سياسية وليس طبقاً لأحكام شرعية، وكنا نتمنى على اللجان التي تصدر الفتاوى ان تصدر فتوى بحق من انتهك كتاب الله في افغانستان، ومنتهكي حرمة المسجد الأقصى الشريف، وأعراض النساء اللواتي كن موجودات في المسجد على يد اليهود.
الشيخ جعيد أعرب عن إمتعاضه من تأثر معظم العلماء العاملين في الحقل الشرعي والديني بما تنقله وسائل إعلام موجهة ومأجورة للمشروع الصهيو أميركي، متسائلاً" لماذا لا يفتون بحرمة استقبال واحتضان وتقبيل وزيرة الخارجية الأميركية التي تبجحت بلادها بالوقوف الى جانب اسرائيل ودعمها في العدوان التي تشنه على دول عربية".
الشيخ جعيد شدد على ان من يحق له إصدار الفتاوى هم المجتهدين والأئمة ك" الإمامين الشافعي ومالك" واولئك ارادتهم الأمة الإسلامية، فمطلقو الفتاوى يعينوا ولا ينتخبوا او يشكلوا هيئات لا أحد يسمع بها.

رئيس "جمعية الأخوة للإنماء والتربية الإسلامية" في طرابلس الشيخ صفوان الزعبي كشف أن الفتاوى المعتبرة والمعمول بها تصدر ما عن الأزهر الشريف في مصر أو عن هيئة كبار العلماء في السعودية، أما فتوى "الحقوق والإصلاح" فتندرج في سياق المعركة القائمة بين المعارضة والنظام في سوريةوالتي حسب رأينا يخطا فيها الطرفين".
الشيخ الزعبي اعرب عن اعتقاده أن هذه الفتوى تساهم في تسعير الفتنة بين السنة والشيعة وبين السنة أنفسهم و يعمل على ترويجها الأميركيون.

واعتبر الأمين العام لحركة "التوحيد الإسلامي" الشيخ بلال سعيد شعبان ان الأزمة السورية لا تحل بقتل وقتل مضاد، ففي سورية يوجد شيئان: حراك شعبي له مطالب محقة يجب أن تلبى والشعب السوري جدير بالإحترام لأنه احتضن حركات المقاومة في العالم العربي عملياً وليس نظرياً، ومحاولة دخول أميركية غربية لتغيير الموقع الجيو سياسي لسورية قيادة وشعبا، وهذا مرفوض بشكل كلي".
الشيخ شعبان طالب السوريين بعدم الإنزلاق إلى المكان الذي انزلق ‘ليه اللبنانييون وما زالوا حتى اليوم يدفعون فاتورة الحرب الأهلية التي لم يستطع أحد فيها إلغاء الآخر وعادوا واجتمعوا على طاولة واحدة".

المصدر: عربي برس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...