ذروة الحوادث المرورية في شهر آب وأعلى نسبة في حلب
تعتبر بريدجت درايسول البالغة من العمر /44/ عاماً، وهي أم لطفلين أول من لاقى حتفه في حادث سيارة، وذلك في 17 آب من عام 1896، فقد كانت في طريقها هي وابنها لمشاهدة عرض راقص في كريستال بالاس بلندن عندما دهمتهما سيارة أثناء عبورهما الطريق، وذكر شهود عيان آنذاك ان السيارة كانت تسير بسرعة هائلة، وقد كان السائق شاباً يستعرض امكانية الاختراع الجديد، أو كما ادعى البعض انه كان يحاول جذب انتباه فتاة من المارة، وقد ورد على لسان أحد المحققين أثناء الاستجواب ان هذا الحادث يجب ألا يتكرر.
إلا ان هذا الحادث تكرر وبشكل ملفت للنظر، حيث باتت الحوادث المرورية تحصد سنوياً آلاف الأرواح، وتتسبب بعاهات لملايين الأبرياء، ناهيك عن الأضرار المادية التي لا تعد ولا تحصى.
ففي سورية مثلاً البلد الذي لا يملك سوى مليون ومئتي ألف سيارة، ازدادت الحوادث المرورية فيه من /16985/ حادثاً عام 2004 إلى /20124/ حادثاً عام 2005، وازداد عدد الوفيات نتيجة الحوادث المرورية من /1653/ وفاة عام 2004 إلى /2197/ وفاة عام 2005، وازداد عدد الجرحى من /10661/ جريحاً عام 2004 إلى /12841/ جريحاً عام 2005.
وقد بلغ عدد الحوادث المرورية حسب احصائيات إدارة المرور بدمشق وحسب الدراسة التي أعدها العميد فاروق الموصللي، مدير إدارة المرور، لكل /100000/ مركبة /18868/ حادثاً، وبلغ عدد الوفيات والجرحى لكل /100000/ مركبة /2058/ وفاة و /1203/ جرحى، وبلغ عدد الحوادث المرورية لكل /100000/ نسمة /9597/ حادثاً، نتج عنهم /1047/ وفاة و /6120/ جريحاً.. وشكلت حوادث الصدم ما نسبته 76٪، وحوادث التدهور 15٪، وحوادث الدهس 8٪، وحوادث الحريق 1٪، من مجموع الحوادث الكلي.
ويوجد 23٪ من جرحى الحوادث المرورية هم من الأطفال دون الـ /15/ سنة، و77٪ من البالغين 15 سنة وما فوق، و24٪ من وفيات الحوادث المرورية هم من الأطفال دون الـ /15/ سنة، و76٪ من البالغين 15 سنة وما فوق، و67٪ من الحوادث المرورية وقعت أثناء النهار، و33٪ وقعت أثناء الليل، و75٪ من الحوادث المرورية وقعت داخل المدن، و25٪ وقعت خارج المدن، و57٪ من جرحى الحوادث المرورية كانت داخل المدن، و43٪ كانت خارج المدن، و33٪ من وفيات الحوادث المرورية كانت داخل المدن، و77٪ كانت خارج المدن.
وقد توزعت النسب بين المركبات المشتركة بالحوادث المرورية كما يلي:
السائحة العامة 22٪، السائحة الخاصة 16٪، الميكروباص 16٪، الشاحنات الصغيرة 14٪، الدراجات النارية 9٪، الشاحنات الكبيرة 8٪ الباصات 1٪، مركبة أشغال 1٪، مركبة زراعية 2٪، مركبة حكومية 7٪، دراجة هوائية 2٪.
أما أكثر المحافظات تعرضاً لحوادث المرور فهي محافظة حلب، حيث وصل عدد الحوادث فيها عام 2005 إلى /5080/ حادثاً، ثم دمشق /4489/ حادثاً، أما أقل المحافظات تعرضاً لحوادث المرور فهي ريف دمشق، حيث وقع فيها عام 2005 /346/ حادثاً فقط، ثم محافظة الرقة /363/ حادثاً، وباقي المحافظات تتراوح الحوادث المرورية فيها من /500/ إلى /2000/ حادث مروري.
وأيضاً أكثر المحافظات تعرضاً لوفيات وجرحى حوادث المرور فيها فهي محافظة حلب، حيث توفي عام 2005 /479/ شخصاً وجرح فيها /2464/ شخصاً نتيجة للحوادث المرورية، ثم محافظة دمشق ثم الحسكة ودرعا وحمص، وأقل محافظة دير الزور، حيث جرح فيها /324/ شخصاً وتوفي /20/ شخصاً فقط عام 2005، وأكثر الحوادث المرورية كانت تحصل في شهر آب، حيث وصل عدد الحوادث المرورية فيه إلى /2350/ حادثاً مرورياً، وباقي الأشهر متفاوتة من /1200/ إلى /1900/ حادث مروري.
وتشير آخر احصائيات إدارة المرور أيضاً انه كل 26 دقيقة يقع حادث مروري، وكل 41 دقيقة يسقط جريح في حادث مروري، وكل 6 ساعات يقتل ستة أشخاص في حادث مروري، أي كل أربع ساعات يقتل شخص في حادث مروري مروع ومؤسف.
أما عدد الضبوط فحدث ولا حرج، حيث وصل عدد الضبوط المنظمة بمخالفات السير في سورية عام 2005 إلى /2295101/ ضبط، ورغم ذلك يبقى السائق يخالف مرة وثانية وثالثة وبالمخالفة نفسها.. فما العمل..؟.
إن ضعف الوعي المروري لدى بعض السائقين جعل منهم الأداة الرئيسة للحوادث المرورية، ناهيك عن عدم تقيدهم بأنظمة المرور، خاصة السرعة الزائدة على الطرقات العامة السريعة، وتجاوز الإشارة الضوئية ضمن المدن، وعدم وضع حزام الأمان.. فإلى متى ينتظر البعض لتطبيق أنظمة السير والتقيد بآداب وقواعد المرور، سواء من السائقين أو المواطنين، ومتى يتم البدء بالعمل، هل ننتظر لأجيال وأجيال.. أم يجب علينا أن نبدأ من أنفسنا لنكون قدوة لغيرنا من الأجيال القادمة وخاصة في النظام..؟!.
أحمد زينة
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد