خطوات إعادة إيران للعصر الزرادشتي

الجمل:  يمثل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى واحداً من أبرز الفعاليات الفكرية الموالية لإسرائيل، ودوره الوظيفي يركز على تدعيم عملية صنع واتخاذ القرار الأمريكي الداعم للتوجهات الإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط.
وقد قام اليهودي الأمريكي البارز مارتن أنديك بتأسيس هذا المعهد في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، بدعم لجنة الشؤون العامة الأمريكية- الإسرائيلية (الإيباك).
ومن يتابع فعاليات وأنشطة معهد واشنطن من جهة والقرارات التي تصدرها الإدارة الأمريكية من الجهة الأخرى يكتشف الدور الاستباقي الذي يمارسه معهد واشنطن، ومدى فعالية دوره في بناء النسق الفكري الأبستمولوجي المعرفي، الذي يشكل النسق القيمي، الذي يمهد المسرح ويشحذ أذهان صناع القرار في الإدارة الأمريكية لإصدار القرارات التي قد تأتي منسجمة تماماً مع منظور معهد واشنطن.
أتقن الباحثون والمحللون الذين يعملون في هذا المعهد مهنة الإيحاء بالأفكار للمسؤولين الأمريكيين.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
• موقف الإدارة الأمريكية الداعم لفرض العقوبات ضد سوريا والفلسطينيين، مهدت له سيمنارات معهد واشنطن.
• موقف الإدارة الأمريكية الداعم للعدوان الإسرائيلي الغاشم ضد لبنان، مهدت له أيضاً سيمنارات وفعاليات معهد واشنطن.
وحالياً/ يعمل معهد واشنطن بكل جهد ضمن سبعة محاور، هي:
- عزل حركة حماس.
- عزل حركة حزب الله.
- بناء تحالف (المعتدلين).
- بقاء القوات الأمريكية في العراق، وتقسيمه، وتحوي ثرواته إلى إسرائيل.
- القضاء على السعودية وتفكيكها إلى دويلات و(إمارات).
- توجيه ضربة عسكرية ضد إيران.
أبرز الوثائق التي  أصدرها معهد واشنطن مؤخراً حول إيران تتمثل في ورقتين:
- إيران: الحسابات المعقدة لتفادي الإجراء العسكري.
- التعامل مع الطموحات النووية الإيرانية، في مرحلة ما بعد لبنان.
تهدف الورقة الأولى إلى دفع الإدارة الأمريكية للقيام بعملية إغلاق كل الأبواب والمنافذ التي يمكن أن تستخدمها إيران من أجل الحيلولة دون توجيه ضربة عسكرية أمريكية ضدها، كذلك تحاول الورقة تقديم المبررات لإدارة الرئيس بوش بتجاوز وتخطي الكونغرس الأمريكي، والقيام منفرداً باتخاذ قرار الضربة ضد إيران.. كذلك تقترح الورقة على لإدارة الأمريكية القيام بدفع حلفاء إيران إلى التخلي عنها.. أما بالنسبة لتوقيت توجيه الضربة الأمريكية فتقترح الورقة ثلاثة مسارات عملية تساعد على تحديد أقرب وقت ممكن لضرب إيران، وطبعاً لم تغفل ورقة معهد واشنطن بالاقتراح على الإدارة الأمريكية ضرب الأهداف الإيرانية الفائقة الحساسية والتي تتمثل في المنشآت النووية الإيرانية، والبنى التحتية والاستراتيجية الأخرى، إضافة إلى كل ما من شأنه أن يعيد إيران  إلى العصر (الزرادشتي).
أما الورقة الثانية فتمثل مضمون الندوة التي قدمها كل من شاعرام شوبين، وغاري ساعموري، ضمن فعاليات المؤتمر اليهودي فاينبيرج السنوي (والذي شارك فيه من لبنان النائب مصباح الأحدب، والصحفي جميل مروه)، وقد ركزت على ضرورة تصدي الإدارة الأمريكية لتحمل مسؤوليتها في حماية (الأمن والسلام الدوليين) والتصدي حتى لو كان ذلك بالعمل المنفرد، لمواجهة إيران، وإزالة الخطر الماحق الذي تمثله لبقية العالم.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة