حرّاس الضوء
رجال الضوء
هي ليست ابتسامة. وهي بالتأكيد ليست همسة في أذن. هي نفسها الحكاية، تلك التي قُصّت علينا منذ ولدنا والى حيث المصير: أنتم تشرحون دون كلل، يوماً بعد يوم، معنى أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة!
هي ليست غفوة أو غفلة من الزمن. هي برهة. لحظة واحدة كافية لنصّ رسالة أخيرة. لا مكان فيها للغلط. ولا لتوليف. فيها صورة نقية. واضحة. جلية. مباشرة، فيها الاسم الاول للحياة: أبناء على هيئة حقيقتهم، هم يشرحون لنا، كل يوم، معنى أن على هذه الارض ما يستحق الحياة!
هي ليست غلطة، ولا تشاطراً أو تضارباً مع الريح. هي فرصة التطلع الى الافق، الى حيث ترتسم الوجوه الآيلة الى الحياة كل وقت. هي نافذة لإعلان الحب لكل ما يليق بمن يعرف أن على هذه الارض ما يستحق الحياة!
في مكان ليس ببعيد. حيث يقف مجرمون لا هوية لهم سوى الدم المراق باسم إله لم يرد في خاطر البشر يوماً، وباسم خرافة لم ترد في كل الأساطير. هناك، سترتسم ابتسامة، عنوة، وستقلق كل من ينظر الى السماء، وتجعله يسأل عن معنى حياته، وعن معنى بقائه، لولا أن على هذه الارض ما يستحق الحياة!
لشهداء المنار اسم يمتد عقوداً الى الخلف، ويستمر قروناً الى ما بعد حياتنا جميعاً. اسم له لون الهواء النقي، الذي لا يعرف قيمته إلا من يعرف أن على هذه الارض ما يستحق الحياة!
رجال الضوء الذين سقطوا برصاص أحفاد الليل السحيق، هم أنفسهم الذين يجعلون الواحد منا مجرد قاصر، ينظر الى شموع لا معنى لاحتراقها، سوى بث النور، في طريق من لم يتعرّف بعد على حقيقة أن على هذه الارض ما يستحق الحياة!
لا معنى للنظر الى الخلف، ولا الى سؤال الذات أو الآخر أو الإله عن الذي يحصل. فقط، يمكن من يريد، النظر الى ذاته، الى تفاصيله اليومية، حتى يقرر، ما إذا كان يستحق البقاء على أرض، فيها ما يستحق الحياة!
إبراهيم الأمين
حمزة الحاج حسن: الامتحان الأصعب
ما أصعبها من مهمة. أصعب من كلّ الامتحانات التي خضعتَ لها في كلية الإعلام يا حمزة. أصعب من صف الماستر 2 الذي كنت تشكو منه: من مواده الكثيرة وواجباته المملّة وحضوره الإجباري. أصعب من الرسالة التي كنت تعدّ لها تحت عنوان القنوات التلفزيونية الدينية. مهمتي الآن أصعب من كلّ ما كنت تشكو منه ضاحكاً، ونحن واقفان على درج الكلية، تسأل: كيف التوفيق بين العمل الصحافي والدراسة؟
ما أسهل سؤالك، أمام الامتحان الذي تضعني أمامه الآن. وكأني أسمعك تقول ساخراً: اكتبي خبراً صحافياً، والغصّة في حلقك. اكتبي عني شهيداً، وقلبك يحترق عليّ.
كيف أكتب يا حمزة؟ لم يعلّمنا أحد كيف نكتب خبراً بهذا الشكل. كيف أكتب عنك، وقد رحلت باكراً جداً أيها الشاعر الجميل والمراسل المندفع والصديق الوفي والطالب المحترم والابن البارّ. لست أنا من يقول عنك هذا الكلام. إنهم أصدقاؤك وزملاؤك وأساتذتك. كلّهم كانوا يبكونك أمس. كلّهم فجعوا بخبر استشهادك مع زميليك حليم علّوه ومحمد منتش.
زملاؤك في القناة لم يصدّقوا التطمينات التي كانت تبّث عن إصابة خطرة تعرّض لها فريق عملكم. الإرباك الذي ساد بعد انقطاع التواصل معكم، فهمه الجميع. كان مخرج نشرة الأخبار سليمان زعيتر على موعد معكم، لكي تطلّ أنت في نشرة أخبار الثالثة والنصف من معلولا المحرّرة. غاب تقريرك عن النشرة، وأنت الذي كنت قد اقترحت على زملائك في القناة أن يعدّ كل منهم تقريراً احتياطياً يبثّ لدى استشهادهم. هذا ما قلته لزميلك، وجارك في العمل، حسن حمزة، بعد عودته سالماً من يبرود.
كان يخبرك عمّا تعرّض له من أخطار، وتعترف له ضاحكاً بأنك كنت تنتظر خبر استشهاده لكي تحجز مكتبه وترتاح من شجاركما المستمرّ حول شاحن الهاتف الذي تتقاسمانه. يومها قلت له: اكتب تقريراً مسبقاً، وعندما تستشهد نمنتجه ونبثّه.
كان الحديث عن الاستشهاد في سوريا متوقعاً إذاً، بسبب الخطر الذي خبره معظم من توجّه إلى هناك للتغطية. لذا، لم يفاجأ حسن بالخبر أمس، وهو الذي كلّف أكثر من مرة بالتغطية من سوريا. يشرح: «غالباً ما نكون أول وسيلة إعلامية تدخل بعد انتهاء الأعمال العسكرية، والخشية الأساسية هي من العبوات الناسفة التي يخلّفها المسلّحون. أتذكر أني نجوت منها في يبرود. لكن هذا جزء من العمل، وكنّا نعي خطورته، فلا نتقدّم إلا بعد التأكد قدر المستطاع». ما لم يكن متوقعاً التعرّض لكمين «إطلاق نار من بعد».
عند الساعة الرابعة إلا ربعاً، ورد خبر عن فقدان الاتصال معكم من أحد أعضاء الفريق، علي جهجاه، الذي نجا من الكمين. وكان الخبر الأول الذي تلقّاه زملاؤك استشهاد التقني حليم علّوه، وإصابتك في قدميك، إضافة إلى إصابة كل من محمد قصاص وجعفر حسن. ولاحقاً تلقوا خبر استشهاد محمد منتش.
وقع الخبر كان أليماً. عيون الجميع متورّمة من البكاء، وكلّ منهم يحاول أن يتذكر كلماتك الأخيرة لهم. كان حسن يرتدي قميصك أمس يا حمزة. خزانة ثيابكما المشتركة جعلته يختاره ويرتديه تحسّباً لتكليفه بمهمة غير متوقعة. «ما هذه الصدفة»، كان يكرّر لنفسه طيلة الوقت. يحكي عنك، يدلّ على أغراضك الموجودة على المكتب: أوراقك التي دوّنت عليها بعض المواعيد والعناوين، زجاجة العطر، الكاميرا.
على أحد دفاترك، نجد عبارة أحد شهداء ملحمة ميدون الشهيرة (أيار 1988)، زيد الموسوي التي يروى أنه خطّها على صخرة في ساحة المواجهة: «سقطنا شهداء ولم نركع، انظروا دماءنا وتابعوا الطريق».
كلّ من عرفك كان يعرف حبّك للشهداء. لكن أحداً منهم لم يكن يتوقع أن يسمع خبر استشهادك. يقول سليمان ببراءة تامة: «يمكن أن أصدق خبر استشهاد عباس فنيش، أو حسن حمزة، لجدّيتهما. لكن حمزة لا. صعب أن أصدّق أن صاحب هذا الوجه البشوش يمكنه أن يرحل باكراً... باكراً جداً».
بالنسبة إلى زملائك، أنت صاحب الوجه الذي لا تفارقه الابتسامة، الوجه الذي لم يعرف الحزن إلا في الفترة التي أصيبت فيها والدته بمرض خبيث.
أنت كبير إخوتك الخمسة. ابن السابعة والعشرين، الذي كنت تساعد والدك أستاذ المدرسة. يصفك زملاؤك بالعصامي والحنون.
يروي الجميع كيف رافقت والدتك طيلة فترة علاجها، «كان حمزة حنوناً بشكل لافت. أهمل عمله وأصدقاءه وتفرّغ لخدمتها والاهتمام بها»، تقول منى طحيني. تذكر كيف كنت تستغرب عدم قيامها بزيارة أسبوعية لأهلها المقيمين في الجنوب، مع أنها تملك سيارة، في حين كنت تستخدم المواصلات العامة لتزور أهلك في شعث البقاعية، قبل أن تشتري السيارة.
شعث، هذه البلدة التي لا تميّزها عن جنيف كما قلت لزملائك بعد عودتك من تغطية مؤتمر جنيف الأخير، كما تفضّل فليطا السورية الباردة على الكويت وفندق الخمس نجوم الذي أقمت فيه هناك. تخبرهم عن انطباعاتك بسخرية، وبحسّ نكتة حاضر على الدوام. هذه الطلاقة جعلت مريم كرنيب تختار مرافقتك للتعرّف إلى العمل الميداني وتكتشف فيك شاباً مرحاً وطموحاً ورومانسياً. فأنت شاعر أيضاً، ولا تبخل بالشعر على محبيك، كما يقول زميلك في الجامعة منذ السنة الاولى محمد نسر الذي عرفك «بليغاً». كلما قال لك «سمّعنا شي»، تجيب طلبه بقصائد تنظمها سريعاً. وهذا ما جعل هلال ترمس يفكّر أمس في أن ينشر قصائدك في ديوان.
يروي رفاقك هذه الأخبار عنك، فيما نقرأ على شاشة أحد الأجهزة في استديو «المنار» العبارة الآتية: «إن من قتلك يا حمزة لا يمتّ إلى القوة بصلة... إنما يحتاج الظلم إلى الضعف».
حليم علّوه... يخجلنا دوماً
كثيرون في قناة المنار لا يعرفون حليم علّوه. التقني المسؤول عن الإرسال في منطقة البقاع منذ أكثر من عشرين عاماً قلّما كان يزور المركز بيروت. سليمان زعيتر وحسن حمزة يعرفانه جيداً، فهما من أبناء منطقته. يحتاران في اختيار الصفات الجميلة التي يمكن أن تطلق عليه، لكثرة ما كان محبّاً وخدوماً.
وممّا يذكره سليمان أن علّوه كان يحرص على حضور المناسبات التي تجمع الزملاء في المؤسسة لكي يلتقي بهم ويتعرّف إليهم. أما حسن فيذكر «هذا الرجل المتواضع الذي كان يخجلنا دوماً بخدماته لنا، يعمل بإخلاص لا يكلّ ولا يشكو».
مهى زراقط
سنعود بعد قليل
آخر مرة رأيت فيها حمزة الحاج حسن كانت قبل شهر ونصف شهر تقريباً. كان عائداً قبلها بيومٍ واحد من جنيف، بعد تغطيته وقائع المؤتمر الذي عُقد هناك عن الأزمة السوريّة. يومذاك، التقينا في السادسة صباحاً، أمام منزلي، ثم توجهنا معا إلى المطار، لاحضار «توأم» حمزة. شقيقي محمد، الذي هو، من باب المصادفة، زميلنا في هذه المهنة القاتلة أيضاً.
عاد محمد من مراكش على عجل، مرهقاً وممتلئاً بآلام الغياب، آنذاك أيضاً. كان يفترض أن نتوجه جميعاً إلى الجنوب، فقد حدث ذلك بعد وفاة جدتي بيومين بالضبط. وحمزة، الذي يعرف جدتي، لكونه فرداً من العائلة، كعادته، كان أول الواصلين. في الطريق إلى المطار، كعادتنا، دخلنا في سجال عن سوريا، ولم نتفق في شيء، كعادتنا، أيضاً. حاولنا أمس تكذيب الخبر، وتمسكنا بشائعة النجاة، حتى آخر لحظة. حتى إن الزميل حسن علّيق بذل مجهوداً مضاعفاً للتأكد من عدم صحة الخبر، وبدونا جميعاً، أثناء محاولاتنا الحثيثة لعدم التصديق، كمن يمسك خيطاً رفيعاً ليمنع سقوط مبنى عملاق معلّق به. في النهاية، انهار المبنى. تأكد الخبر، وجاء صوت الزميل حسن حزيناً وبطيئاً عبر الهاتف. بدوره، لم يجد شيئاً يقوله سوى «اكتُب».
لو كان الخيار عائداً لي لتركت هذه الصفحة فارغة. بيضاء كقلب حمزة. واسعة كجبينه العريض الذي تظهر فيه شقوق طويلة إذا ضحك. وهو كان كثير الضحك، وأعترف الآن بأنني كنت أحسده على ذلك. كان اختلافنا كبيراً، وتجمعنا صداقة متينة، تتجاوز الاختلاف تجاوزاً لافتاً. أمس، اكتشفت من الآخرين، أن هذا ليس تفصيلاً، وأن الرفيق حمزة، تمرّن جيداً على الود حتى أتقنه تماماً، لكنني مثله، كما اتفقنا في حوار سابق، أهرب إلى الكتابة. وكانت تلك من المرات القليلة التي نتفق فيها على شيء، وكان الأمر مضحكاً، بالنسبة إلى كلينا. والآن، في هذه اللحظة بالذات، أذكر ضحكة حمزة، كما لو أنه أمامي، يقول ممازحاً، كما في كل مرة، إني أبالغ في آرائي، وأتطرف أكثر من اللزوم. وأعاتبه الآن، كما في كل مرة. لست أبالغ أبداً. أخوض معه سجالاً هادئاً من جديد. السجال الأخير، وهذا أشد قسوةً من الرصاصتين اللتين وضعتا حداً لسهرة قريبة، وسهرات أخرى كثيرة. الرصاصتان المحفورتان في قلوبنا كما لو أنها منجل. لا أدري ماذا حدث بالضبط ولا جرأة لي على السؤال. طالما أنك ذهبت غير آبه بنصائحنا، لماذا لم تضع الخوذة الواقية؟ أين تركت الدرع المضاد للرصاص؟ كما تعلم ما أقوله الآن من أدوات الرثاء. الأسئلة والبكاء و«ما شاكل»، كما كنت تحب أن تقول. إنها أدوات معطلة أيها الصديق. أكرر الآن ما قلته لك، عندما وقفنا على تلال مارون الراس، قبل عامين بالضبط، ونظرنا إلى فلسطين بعيون مختلفة ومقاربات متباعدة: «لا جدوى من الحروب».
أظنه يضحك عليّ كعادته، ويقول إنني أبالغ، لكنني لا أبالغ حين أقول إن حمزة كان صحافياً أكثر مني بأشواط. ذلك برغم أنه لم يخفِ في حياته رأيه السياسي. تتطلب الصحافة أن يكون الصحافي شجاعاً، وأن يذهب بنفسه إلى الحدث حالما يتحتّم عليه ذلك. وأعترف الآن بأنني لم أطق هذا في حياتي، على عكس حمزة، الذي يؤكد من عرفوه من الأصدقاء عن قرب، أنه كان صحافياً أكثر مما كان أي شيء آخر. وطبعاً، لا شيء من هذا كله مجدياً. على تلال مارون الراس، كان حمزة واثقاً بالعبور إلى الضفة الأخرى من الحدود قريباً، ولا أشك لحظة واحدة في أنه كان صادقاً. ابتلعتنا الحرب ولن تتوقف عن ابتلاعنا، لكن لا شيء من هذا مجدياً. لا يمكننا أن نقول كل شيء دفعةً واحدة، هذا ليس لائقاً. الآن سيرثون حمزة، سيعلّقون صوره. ولن نجد ما نقوله. لا يسعنا أن نتمنى سوى أن تنتهي الحرب. مثلما يفعل الراثون بكيت طويلاً، لكنني لم أقو على رفع سماعة الهاتف. لم أجد شيئاً أقوله لشقيقنا محمد. لا أعرف من كان منا شقيقاً للآخر، أنا ومحمد، أم حمزة وهو. وكعادته، سيقول إنني أبالغ. كان حمزة يكتب الشِعر ويحب محمود درويش. قبل أن ينام بسلام، أساله سؤالاً أخيراً، مقتبساً من «جدارية» درويش. هل رأيت ملاكاً واحداً ليقول لك ماذا فعلت، هناك، في الدنيا؟ هل سمعت هُتاف الطيّبين، أو أنين الخاطئين؟ هل تشعر بأنك وحيدٌ في البياض؟ هل أنت وحيد يا حمزة؟ نحن كذلك يا رفيق. لا يمكنك الهرب هكذا. أعتقد أنك سترفع المايكروفون، ولمرة أخيرة، ستعلن: «سنعود بعد قليل».
أحمد محسن
أبو جعفر... الجندي المجهول!
«ما أجملها من أمنية، أمنية عم إسعالها وخايف إنها ما تصير»، قالها المصور محمد منتش الملقب بـ«أبو جعفر»، يوم السبت في حديث مع أحد أصدقائه. كانت يتحدّث عن الاستشهاد. لكن ماذا عن عائلتك وأحبائك؟ سيحزنون لوداعك، فالفراق صعب ومؤلم، قال له صديقه، فأجاب: «بالعكس بيفرحولي وبينبسطولي عليها»، ردّ «أبو جعفر» بكل طمأنينة وثقة. كان توّاقاً لرؤية عائلته وعزم على أن يعود الى لبنان اليوم الثلاثاء أو غداً. «والله مشتاق كتير، بس كمان ما إلي قلب اترك المجاهدين». قليلون من يعرفون منتش. هو ليس مصوراً فقط، «أنا بعمل كل شي»، قالها ضاحكاً، بلهجته الجنوبية، لأحد الصحافيين في القلمون. يركض هنا وهناك.
همّته أفضل بكثير من أي شاب آخر، على عكس ما توحي به التجاعيد التي حفرت يديه ووجهه. لا يظهر «أبو جعفر» على الشاشة، لكن فتّش عنه خلف كل حدث، وعند تحرير كل بلدة ومدينة في سوريا. هو الذي يتحمّس منذ ساعات الفجر الاولى، بعد الصلاة، لملاقاة المقاتلين والذهاب معهم الى الصفوف الأمامية. هو «الأب الحنون» للمقاتلين والاعلاميين على حدّ سواء. «ما أكلتوا؟ ما صليّتوا..» أسئلة كثيرة كان يطرحها للاطمئنان على كل واحد منهم. نجا مرات عدّة من القنص، وحوصر مرات أخرى. ينطبق عليه بكل صدق وأمانة وصف الجندي المجهول الذي أرسل بعدسته، لكل مشاهد، مئات الصور الحصرية من قلب الميدان. انطلق «أبو جعفر» أمس، عند ساعات الصباح الاولى. أرسل لأحد زملائه عند السابعة والنصف أول بشارة: «مبروك الصرخة»، مضيفاً: «ساحبين على معلولا...»، ثم «أنا فوق معلولا...»، قبل أن يختم كلامه: «نحنا بمعلولا». عاد من معلولا إلى إحدى البلدات القلمونية. كان ينتظر وصول رفقاء دربه في العمل والشهادة. وصلوا عند الثانية والنصف وتوجّهوا جميعاً الى معلولا. ودّع أحد زملائه قائلاً: «ادعيلنا». دعوا له فنال ما تمنّى في سوريا، التي لطالما أحبها. كان يقول: «بالشام أمان أكتر من بيروت، وخصوصاً عند السيدة زينب». اليوم «أبو جعفر» يشعر بالأمان ونال ما يتمنّاه.
رشا أبي حيدر
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد