إعترافات و لعنات : إيميل سيوران:

05-11-2024

إعترافات و لعنات : إيميل سيوران:

- يقدم الكتاب إعترافات و لعنات عصارة فلسفة و فكر فيلسوف و أديب الروماني إيميل سيوران إذ سلك المؤلف أسلوب الكتابة المقطعي أو الشذرات صب فيها أراءه و فلسفته تجاه الحياة و الوجود و اللاهوت و قضايا عديدة قد إتسمت هذه الفلسفة بطابع عدمي تفكيكي نواته الغنوصية و الغنوصية المسيحية و جذوره فلسفات و أديان الشرق أسيا مثل البوذية و الهندوسية.

- العدم في نظر البوذية بل في نظر الشرق عموما لا يحمل تلك الدلالة الكارثية التي ننسبها إليه . إنّه جزء من تجربة التَّمَاس مع النُّور، أو هو إذا شئنا حالة أبدية من الغياب النوراني والفراغ المشع :
إنه الوجود وقد انتصر على كلّ صفاته، أو لنقل إنّه لا - وجود فائقُ الإيجابية، سخي بسعادة لا مادة لها ولا قوام ولا نقطة ارتكاز في أي عالم من العوالم .

- الفلسفة الهندوسية تبحث عن الخلاص. أما اليونانية باستثناء بيرون وإبيقور وبعض الذين يصعب تصنيفهم، فإنّها مخيبة للآمال: إنّها لا تبحث إلاّ عن . . . الحقيقة .

- أطلق المسيح على الشيطان اسم :
رئيس هذا العالم، وأراد بولس الرسول المزايدة فأحسن
التسديد : «إله هذا الدهر».
حين يُشير حُجّتان مثل هذين بالاسم إلى من يَحْكُمُنا، هل نملك نحن الحق في لعب دور المحرومين من الإرث؟

- انتَظَرَ كانط أرذل العمر كي يتبيّن عتمة الوجود ويعلن عن فشل كُلِّ عِلْمِ إلهيّاتٍ عقلاني . -آخرون أوفر حظا منه انتبهوا إلى ذلك قبل أن يشرعوا في التفلسف أصْلاً .
                                                
- كلما تقدّم الإنسان، قَلَّ ما يمكنه اعتناقه .

- أفضل طريقة للتخلّص من عدو أن تمدحه في كلّ مكان سيُنقَلُ إليه ذلك فيفقد القدرة على الإساءة إليك . هكذا تكون حطمت دافعه .
سيواصل التهجم عليك و لكن بلا حماسة و لا أدب ، لأنه كف لا شعوريا عن كراهيتك.إنه مهزوم يجهل هزيمته.

- القلق شكل من أشكال الحيرة فعلا ، لكنها حيرة مطهرة من الخوف. إذ أننا حين نقلق لا نخشى شيئا بإستثناء القلق نفسه.

- كان القدامى يحترزون من النجاح لا خوفا من غيرة الآلهة فحسب ، لأنهم أدركوا أيضا خطورة اللاتوازن الداخلي المرتبط بكل نجاح في ذاته. إدراكهم هذا الخطر ، يا له من تفوق علينا!

- حين يتحتم علينا اتخاذ القرار حاسم فإنّ من أخطر الأمور أن نستشير الغير. و ذلك لأنه بإستثناء بعض التائهين، لا أحد يريد لنا الخير بصدق.

- أولئك الأطفال الذين لم أرغب فيهم. لو يعملون بأي سعادة هم مدينون لي.

- الإستبداد يحطم الفرد أو يحصنه. الحرية توهنه و تصنع منه دمية. للإنسان فرص للخلاص عن طريق الجحيم أكثر مما له منها عن طريق الفردوس.

- حسب الكابالاه ، يسمح الرب بأن مجده ينقص كي يستطيع الملائكة و البشر أن يتحملوه. أي أن الخلق يتزامن مع ضعف في السطوع الإلهي ، مع جنوح إلى الظل يسمح به الخالق. من مزايا فرضية الإكفهرار الإرادي للرب أنها تفتحنا على ظلماتنا الخاصة ، المسؤولة عن عدم قابليتنا لنوع من النور.

- الأديان شأنها في ذلك شأن الإيديولوجيات التي ورثت عنها رذائلها ، لا تلبث أن تنتهي إلى حروب صليبية على الفكاهة.

- كل الفلاسفة الذين عرفتهم كانوا بلا استثناء إندفاعيين. هكذا عاهة الغرب قد أصابت تحديدا أولائك الذين كان ينبغي أن يسلموا منها.

- « هذا العالم لم يخلق وفق ما تتمناه الحياة » هكذا ورد في كنزا ( كتاب مقدس للمندائيين) ، النص الغنوصي لطائفة للمندائية في بلاد الرافدين. علينا أن نتذكر ذلك كلما إفتقرنا إلى حجة أفضل لدحر الخيبة.

- « لم يخلق الله شيئا أبغض إليه من هذا العالم. و بلغ من بغضه له أنه لم يلتفت إليه منذ أتم خلقه ». لا أعرف من كان المتصوف المسلم الذي كتب هذا الكلام. سأظل أجهل إسم هذا الصديق.

- إذا كان الإنسان ينسى بهذه السهولة أنه ملعون ، فلأنه كذلك منذ البداية.

- صمت حاد يقطع المحادثة ، فيعود بنا فجأة إلى ما هو جوهري ، يكشف لنا عن الثمن الذي علينا أن ندفع مقابل إختراع الكلام

- الإيمان بالإله يعفيك من الإيمان باي شيء آخر - و هي ميزة لا تقدر بثمن

- ليست الأمراض الحادة هي التي تؤثر فينا ، بل الأمراض الصامتة المحتملة التي تصبح جزءا من روتين اليومي ، و تقوضنا بعناية كما يفعل بنا الزمن.

- الوعي: حصيلة كل إحساس بالضيق منذ ولادتنا حتى الوضع الراهن. تبخر إحساسنا بالضيق و ظل الوعي إلا أنه خسر جذوره بل إنه بات يجهلها 

- عن طريق العذاب وحده ، و ليس عن طريق العبقرية ، نكف عن أن نكون دمى محركة ( بفتح الراء)

- الإنسان ليس راضيا بكونه إنسانا. لكنه لا يعرف في أي شيء يتسجد ، و لا يتقمص من جديد وضعا لم تعد له عنه أي ذكرى بينة. حنينه إلى ذلك الوضع هو جوهر كيانه ، و هو يتواصل بوساطته مع كل ما يترسب فيه من الأكثر قدما.

- كلما إزداد عذابنا قل إحتجاجنا. الإحتجاج علامة على أننا لم نعبر أي جحيم.

- الموسيقى وهم يكفر عن كل الأوهام الأخرى.

- النوم هن أفضل الترياق الشافي من الحزن. و هو في ذلك أفضل من الزمن.
الأرق في المقابل ينفخ في ادنى إنزعاج و يحوله الى نكبات. يسهر على جراحنا و يمنعها مت أن تتلف.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...