جدول أعمال خصوم دمشق الشرق أوسطيين لما بعد رمضان
الجمل: تشير معطيات الوقائع الجارية إلى قيام خصوم دمشق الشرق أوسطيين بالمزيد من التحركات الجديدة الساعية إلى المزيد من استهداف النظام في سوريا، فما هي تحركات خصوم دمشق الجديدة خلال مرحلة ما بعد المواجهات الرمضانية والتي نجحت دمشق في احتوائها مبكراً، وما هو هامش المناورة الجديدة المتاح أمام المعارضة السورية الخارجية وأطراف مثلث أنقرا ـ الرياض ـ الدوحة؟
* تحركات خصوم سوريا: توصيف المعلومات الجارية
تقول المعلومات والتسريبات، بأن خصوم دمشق قد سعوا بعد انتهاء عطلة عيد الفطر الأخيرة، لجهة الشروع فوراً في إنفاذ بنود جدول أعمال يتضمن البنود الآتية:
• المعارضة الخارجية السورية: السعي لجهة عقد لقاء جديد مع المسؤول الدبلوماسي الروسي مارجيلوف، الذي يتولى منصب المبعوث الروسي الخاص لإفريقيا، والذي تقول المعلومات والتسريبات بأنه يتميز بالقدرة الفائقة في إدارة فعاليات "العلاقات العامة" في داخل أروقة صنع واتخاذ قرار السياسة الخارجية الروسية. إضافة إلى علاقاته الوثيقة بحماعات اللوبي الإسرائيلي الروسية، والشركات الأمريكية ذات العلاقة بالأسواق الروسية، إضافة إلى روابطه الوثيقة مع وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي أفيغدور ليبرمان. وتشير التسريبات إلى أن لقاء المعارضة الخارجية السورية مع مارجيلوف سوف يركز هذه المرة على ضرورة أن تسعى موسكو لجهة التخلي عن مواقفها الحمائية الداعمة لدمشق في أوساط المجتمع الدولي.
• محور أنقرا ـ الرياض: تقول التسريبات بأن تفاهماً ثنائياً يجري حالياً على خط علاقات أنقرا ـ الرياض، وفي هذا الخصوص أشارت التسريبات، إلى أن أنقرا تمثل في هذا التفاهم جانب حلف الناتو، والرياض تمثل جانب مجلس التعاون الخليجي، وذلك على النحو الذي يجعل من هذا التفاهم بمثابة تفاهم بالوكالة لـ(حلف الناتو ـ مجلس التعاون الخليجي) وأضافت التسريبات بأن التطورات الجارية في ملف الحدث الاحتجاجي السوري، هي نقطة التركيز الأساسية.
• محور أنقرا ـ تل أبيب: على خلفية التطورات الجارية حالياً، تقول التسريبات بأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سوف يقوم بزيارة العاصمة المصرية القاهرة في التاسع من شهر أيلول (سبتمبر) 2011 الحالي، وذلك من أجل عقد صفقة شراكة استراتيجية تركية ـ مصرية.
هذا، وتقول المعلومات بأن هذه التحركات الجديدة، قد جاءت على خلفية فشل الأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في إقناع طهران بضرورة التخلي عن دمشق، الأمر الذي أبدت طهران رفضاً قاطعاً لقبوله، وبالتالي وعلى خلفية هذا الفشل الدبلوماسي، فقد سعت أطراف محور أنقرا ـ الرياض لجهة القيام بمحاولات تغيير الاتجاه بما يتيح إعداد وإنفاذ خارطة طريق جديدة ضد دمشق.
* جدول أعمال خصوم دمشق الجديد: ماذا يحمل؟
سعت التسريبات إلى إيضاح محتوى التحركات الجديدة، والتي بدأت في مطلع هذا الأسبوع، وفي هذا الخصوص أشارت التسريبات إلى الآتي:
• تضمنت تفاهمات أنقرا ـ الرياض، نفس البنود السابقة المتمثلة في: مدى إمكانية قيام القوات التركية بإقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، يتم استخدامها كقاعدة لانطلاق فعاليات المعارضة السورية، إضافة إلى القيام بتوصيل الإمدادات العسكرية واللوجيستية لها في هذه المنطقة، وما هو جديد في هذا الجانب تمثل في جنوب شرق سوريا، وتحديداً في المناطق المتاخمة للحدود السورية ـ الأردنية ـ العراقية، وذلك تحت إشراف وإدارة قوات درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجي.
• سوف يقوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بزيارة العاصمة المصرية القاهرة وذلك من أجل توقيع صفقة التعاون الاستراتيجي التركي ـ المصري، وتقول المعلومات بأن أردوغان سوف يصل القاهرة في يوم 12 أيلول (سبتمبر) 2011م، أي بعد حوالي 7 أيام، وأضافت التسريبات بأن أنقرا تعوّل كثيراً على تداعيات عقد مثل هذه الصفقة، وعلى وجه الخصوص في الاعتبارات المتعلقة بإعادة بناء وترميم علاقات خط القاهرة ـ أنقرا.
وإضافة لذلك، أكدت التسريبات، بأن زيارة أردوغان للعاصمة المصرية القاهرة، وتوقيع صفقة الشراكة الاستراتيجية، هو تحرك ينطوي على المعطيات الآتية:
• وقعت إسرائيل اتفاقية تعاون عسكري مع اليونان أول أمس الأحد الموافق 3 أيلول (سبتمبر) 2011م، الأمر الذي نظرت إليه أنقرا باعتباره يشكل نقطة تحول جديدة في معادلة توازن القوى الشرق أوسطية، وبالتالي، فإن توقيع أنقرا على صفقة الشراكة الاستراتيجية مع القاهرة هو أمرٌ يهدف أولاً إلى موازنة الصفقة الإسرائيلية ـ اليونانية، وثانياً إعطاء قوة دفع معنوي أكبر لحركة الإخوان المسلمين المصرية التي تواجه خوض الانتخابات العامة المصرية الجديدة.
• يخطط أردوغان لزيارة قطاع غزة، وذلك في إشارة واضحة لجهة رغبة أنقرا في القيام باحتواء حركة حماس الفلسطينية وتحويلها إلى وكيل تركي في المنطقة.
توجد العديد من النظريات التفسيرية الساعية لجهة محاولة فهم الأداء السلوكي الدبلوماسي التركي في المنطقة، وفي هذا الخصوص تشير الأبعاد غير المعلنة لهذه التحركات إلى أن محور أنقرا ـ الرياض، يسعى حالياً وبشكل حثيث لجهة الإمساك جيداً بحركة حماس الفلسطينية والتي تم تحقيق النجاح في اصطيادها بعد وقوعها في شباك الدبلوماسية القطرية، وبالنسبة لمصر، فإن محور أنقرا ـ الرياض سوف يظل يسعى بقوة لجهة استعادة مصر إلى معسكر حلفاء واشنطن في المنطقة، وبكلمات أخرى، إذا كانت القاهرة قد أبدت في الآونة الأخيرة المزيد من الكراهية وعدم الرغبة في مواصلة الارتباط بمحور واشنطن ـ تل أبيب فإن نفس هذا المحور يسعى حالياً لجهة استخدام خط أنقرا ـ الرياض لجهة القيام بدور الوكيل الإقليمي الحصري من أجل إدخال مصر ضمن معسكر أنقرا ـ الرياض، بما يتيح وبشكل غير مباشر إبقاء القاهرة ضمن حظيرة حلفاء أمريكا في المنطقة. هذا وأضافت التسريبات بأن الساحة السياسية المصرية أصبحت أكثر انقساماً في هذه الأيام بين رأي عام معادي لأمريكا وإسرائيل، ومجلس عسكري حاكم أصبح رموزه يتحدثون علناً عن عدم رغبة القاهرة في استدعاء سفيرها من إسرائيل، وأيضاً عن عدم رغبة القاهرة في التخلي عن التزاماتها إزاء اتفاقية السلام المصرية ـ الإسرائيلية!
الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة
التعليقات
ما حلهن يفهموا
سوريا بخير
الله حامي سوريا
إضافة تعليق جديد