ثمن وغايات مشاركة إيران في العراق

11-12-2006

ثمن وغايات مشاركة إيران في العراق

الجمل: نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ورقة سياسية، أعدها بيتر كلاوسن، المحلل المختص في الشؤون الإيرانية، وقد حملت الورقة عنوان (إشراك إيران في العراق: ما هو الثمن، وما هي الغاية والهدف؟).
يقول المحلل بيتر كلاوسن: إن لجنة بيكر- هاملتون أوصت بإشراك إيران في عملية تحقيق الاستقرار في العراق، ولكي يتم تقييم ذلك كما يقول كلاوسن، من المفيد استعراض الجهود السابقة التي تعلقت بالتباحث والتشاور مع الإيرانيين، من أجل التعرف على الكيفية التي ينظر بها الإيرانيون للتطورات الجارية في العراق.
يتعرض كاتب الورقة لأربعة نقاط أساسية تتعلق بطبيعة المواقف الإيرانية إزاء أمريكا، ويمكن استعراض هذه النقاط على النحو الآتي:
• المواقف الأمريكية والإيرانية إزاء محادثات العراق:
يشير الكاتب إلى التجارب السابقة العديدة للحوار الإيراني الأمريكي في بعض الملفات، وعلى سبيل المثال يشير الى التفاهم الإيراني الأمريكي الذي تم في الماضي حول موضوع طالبان، وأيضاً التفاهم الذي تم بعد ذلك حول أفغانستان وتنظيم القاعدة، ويقول الكاتب: برغم الغطاء الرسمي من جانب الإيرانيين والأمريكيين، ومزاعم المسؤولين من كلا الطرفين بأن هذه التفاهمات لم تكن تأخذ الطابع الثنائي الرسمي بين البلدين، فإن هناك تفاهماً إيرانياً- أمريكياً، تم إجراؤه بين الطرفين في فترة الغزو الأمريكي للعراق.. ويشير الكاتب إلى حدوث ثلاثة تفاهمات إيرانية- أمريكية على الأقل خلال فترة غزو العراق: في أشهر كانون الثاني- آذار اللذين سبقا عملية الغزو، وفي شهر أيار عام 2003 بعد اكتمال غزو القوات الأمريكية واحتلالها للعراق.
• وجهات النظر الإيرانية حول الموقف من الأمريكي من العراق:
وأشار كلاوسن إلى الكثير من الاقتباسات المأخودة من تصريحات الزعماء الإيرانيين، ويمكن التعرض لاثنين من هذه الاقتباسات على النحو الآتي:
- منظور المعتدلين: ويقتبس كلاوسن تصريح رفسنجاني الزعيم الإيراني الإصلاحي المعارض الذي قال فيه انه ليس هناك سبباً كافياً لإيران لكي تساعد الولايات المتحدة في العراق (إنهم –أي الأمريكيين- يغرقون تدريجياً في هذا المستنقع، والآن أصبح بمقدورهم إذا حاولنا أن نجرهم ونخرجهم من أسفل قاع هذا المستنقعِ).
- منظور المتطرفين: ويقتبس كلاوسن تصريح مهدي محمدي رئيس تحرير صحيفة كيهان الإيرانية، والذي قال فيه: (لقد أضاع الأمريكيون ليس فقد قدرتهم على العض واللدغ والقرص، وإنما ايضاً –قدرتهم- على النباح والعواء.. ويجب أن يفهموا أنه سوف يفرض عليهم التعرض لهذه الحالة في إيران أيضاً.. –إيران المؤهلة تاريخياً لهزيمة الأمريكيين- والتي يعتقدون بأنها لا تشكل تهديداً ضدهم، وإيران باعتبارها الخصم الإقليمي الأكبر للولايات المتحدة قد قوّت وعززت نفسها فيما يتعلق بالخطط الحربية وموثوقية ومصداقية الروح المعنوية، وحالياً استطاعت أن تضع كل التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة تحت أنظارها، وتعرف إيران جيداً الآن أن هذه التحركات من الممكن أن تتحول إلى مرحلة المواجهة الفعلية.
• قدرة إيران المحدودة في تثبيت استقرار العراق:
يقول كلاوسن بأن المسؤولين الأمريكيين تتملكهم قناعة كبيرة بأن لإيران دوراً رئيسياً مباشراً في مشاكل العراق، ويشير كلاوسن إلى تقارير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي ظلت تؤكد أن الإيرانيين قد دربوا آلاف العراقيين على العمليات العسكرية، وزودوهم بالعتاد اللازم لإجراء التفجيرات والاغتيالات وتنفيذ الهجمات، وبعد ذلك يحاول كلاوسن إثبات أطروحته القائلة بفرضية محدودية قدرة الدور الإيراني في التأثير على العراق، بالاستدلال عن طريق إشارته إلى ان العراقيين ظلوا برغم الدعم والإسناد الإيراني غير المحدود، يرفضون تلقي الأوامر من طهران، وبالتالي يقول كلاوسن، إن على الإدارة الأمريكية أن لا تقول كثيراً على قدرة إيران، لأن القرار سوف يكون حصراً في يد العراقيين.
وأخيراً نقول: لقد هدف الباحث كلاوسن إلى التقليل من أهمية الدور الإيراني في العراق، وعلى ما يبدو فإن هدف كلاوسن ليس التقليل من شأن الإيرانيين ورفع قدر العراقيين، بل هو قطع الطريق أمام توصيات لجنة بيكر- هاميلتون وإفقاد أطروحاتها المصداقية والموثوقية، وهذا هو هدف معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي يشرف عليه الإيباك، وذلك من أجل إبقاء القرار بشأن العراق في يد جماعة المحافظين الجدد التي يقودها حالياً ديك تشيني ومن ورائه جورج دبليو بوش.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...