تفاصيل عملية وحدة الموساد في لبنان أثناء أحداث 9 أيار

19-05-2008

تفاصيل عملية وحدة الموساد في لبنان أثناء أحداث 9 أيار

الجمل: خطط الموساد الإسرائيلي لتنفيذ عملية سرية كبيرة في المنطقة خلال أحداث 9 و10 أيار، وما هو جدير بالملاحظة أن عملية الموساد السرية كانت تتم تحت غطاء التيارات الرئيسية الثلاث التابعة لقوى 14 آذار: مليشيا تيار المستقبل، مليشيا القوات اللبنانية، مليشيا الحزب التقدمي الاشتراكي.
* ماذا تقول التسريبات:
عناصر الموساد الإسرائيلي المتغلغلة في الساحة اللبنانية انخرطت في التحركات الأمنية والعسكرية والسياسية التي هدفت إلى التصعيد والمواجهة ضد قوى 8 آذار بما يؤدي إلى إشعال الصراع والنزاع وكان المطلوب تحديداً هو:
• توسيع النطاق الجغرافي لدائرة الصراع بحيث لا يقتصر الأمر على بيروت فقط.
• استخدام الاغتيالات والمذابح كوسيلة لإعطاء ديناميات الصراع زخماً كبيراً.
• تبادل المعلومات والأوامر مع "خلية استخبارية" خاصة كونها الإسرائيليون لمتابعة وإدارة الأزمة اللبنانية، مهمتها استلام وتحليل المعلومات الاستخبارية القادمة من لبنان وإرسال الأوامر والتوجيهات للعناصر التي تم نشرها في سائر أنحاء لبنان.
* من هم عناصر الموساد الإسرائيلي؟
استطاع الموساد تجنيد قوة معروفة لدى الفلسطينيين تحمل اسم المستعربين وتتكون من العديد من الخلايا وقد نجحت في تنفيذ الكثير من عمليات الاختراق والتغلغل داخل الأراضي الفلسطينية وتجميع المعلومات ومتابعة تحركات الفصائل الفلسطينية وملاحقة الزعماء الفلسطينيين، ومن أبرز الإنجازات الأخيرة التي نفذتها قوة المستعربين عملية اغتيال زعيم حركة الجهاد الإسلامي شحادة وبعض رفقاءه في الحركة.
بحسب الاعتقاد السائد فقد تغلغلت وحدات المستعربين التابعة للموساد داخل لبنان ويجيد عناصرها الحديث باللغة العربية وتحديداً:
• اللهجة الفلسطينية وهؤلاء تم نشرهم في المدن والمناطق اللبنانية التي توجد فيها مخيمات الفلسطينيين.
• لهجات الأقليات: وهؤلاء تم نشرهم في مناطق الأقليات اللبنانية التي تتماثل معهم.
وإضافةً للمستعربين فهناك عناصر أصولية إسلامية "ظاهرياً" ولكنها مرتبطة بالموساد أيضاً، وتقول التسريبات بأن الموساد وبالتعاون مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قد قام بتجميع هذه العناصر في مناطق «إنبار» و«مشمش» اللبنانية وتوزيعهم فيما بعد في المناطق السنية من لبنان تحت غطاء مليشيا تيار المستقبل.
* محاولة استدراج الجيش اللبناني للمواجهة:
أشارت المعلومات إلى أنه وبالتعاون مع سعد الحريري قام مجموعة من ضباط الجيش:
• العميد توفيق يونس كان ينفذ الأوامر التي يقدمها له الحريري، وتقول المعلومات بأن العميد يونس الذي يتولى منصب قائد مخابرات الجيش في المنطقة الشمالية قد نفذ أوامر الحريري بفتح الطريق بما يسمح للمقاتلين التابعين للنائب خالد الضاهر وحلفاءه بالتحرك من طرابلس إلى منطقة حلبا وغيرها. وأصدر العميد يونس أوامره للجيش بإغلاق كل الطرق والمنافذ المؤدية إلى منطقة حلبا ومنع وصول المساعدات للقوميين السوريين الموجودين في المنطقة.
• اللواء شوقي المصري الذي يتولى حالياً منصب رئيس هيئة الأركان في الجيش، طلب من الضباط الموالين له والموالين للحريري أن يقدموا استقالاتهم لقائد الجيش العماد ميشيل سليمان احتجاجاً على وقوف الجيش موقف الحياد في أحداث بيروت. وتقول المعلومات بأن الضباط الموالين للواء المصري وسعد الحريري كانوا خلال الأزمة الأخيرة يتصرفون وكأنهم تابعون لقوى 14 آذار وليس لقيادة الجيش.
• الضابط غسان بلعا نائب مدير المخابرات الذي كان موجوداً في الشمال خلال الأزمة، حيث أشرف ولعب دوراً هاماً في عمليات القتل التي تورطت فيها مليشيا المستقبل التابعة للحريري.
* أين قاتلت عناصر المستعربين:
لم تقتصر أنشطة المستعربين على جمع المعلومات الاستخبارية الميدانية الجارية وإرسالها لإسرائيل بل وشاركت في القتال أيضاً فقد استطاعت العناصر الإسرائيلية الموجودة في لبنان التسلل والقيام بتصفية إبراهيم عيتاوي القائد الميداني التابع لحزب الله. وكانت مكونة من 20 عنصراً استطاعت رصد تحركات عيتاوي ونصبت له كميناً في منطقة الشويفات حيث أطلقت صاروخاً من طراز «لاو» على سيارة الرانج روفر التي كان يستقلها عيتاوي، الذي توفي هو وعنصران آخران كانا يرافقانه، عند خروجه من السيارة المحترقة حياً استطاع أحد قناصة المستعربين إصابته في رأسه برصاصة متفجرة أدت إلى مقتله، وقد كان هذا القناص يجلس على مسافة 800 متر، حيث درب الإسرائيليون الكثير من المستعربين الذين يستطيعون تنفيذ مثل هذه المهام. وقد استطاع الإسرائيليون ترتيب انسحاب عناصر القوة المستعربة (التي كانت متورطة في معركة الشويفات) عن طريق الدامور بحراً حيث تم نقلهم إلى بارجة إسرائيلية تنتظرهم في عرض البحر.
تقول المعلومات بأن إبراهيم عيتاوي الذي استهدفته قوة المستعربين هو من أبرز القادة الميدانيين لحزب الله وينظر الإسرائيليون إليه باعتباره المسؤول عن مجزرة الدبابات الإسرائيلية التي وقعت في معركة «برج قالووية» لأنه كان المسؤول عن قيادة قوات الحزب التي استدرجت القوات الإسرائيلية في كمين وادي الحجير، ونجحت في اقتناص سبعة دبابات إسرائيلية بما أدى إلى تعطيل حركة رتل دبابات الميركافا وعندما تدخلت المروحيات الإسرائيلية لإنقاذ الموقف تمكنت مجموعة إبراهيم عيتاوي من إسقاط إحدى الطائرات المروحية الإسرائيلية بصاروخ أرض – جو.
* الموساد وإغلاق معابر الحدود السورية – اللبنانية:
تحدثت أجهزة الإعلام عن قيام مليشيا المستقبل بإغلاق طريق نقطة المصنع الحدودية وغيرها من المعابر على الحدود السورية اللبنانية، وفي الواقع فقد لعبت عناصر الموساد الإسرائيلي، وعلى وجه الخصوص قوة المستعربين دوراً كبيراً عن طريق التواجد المكثف على الجانب اللبناني ورصد الحركة على الحدود السورية – اللبنانية وكان الهدف من ذلك:
• قطع الإمدادات القادمة من سوريا.
• الإنذار المبكر للقوات الإسرائيلية التي كان مخططاً لها دخول لبنان.
• اصطياد زعماء حزب الله إذا حاولوا تحت تأثير اندلاع الصراع الانسحاب إلى داخل الأراضي السورية.

 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...