تركيا تنتقد إسرائيل وتعزز التعاون معها

اختتم وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أمس، زيارته إلى أنقرة بلقاء الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الأركان يشار بويوك انيت، في وقت ذكرت مصادر دبلوماسية أنّ أنقرة أكدت للوزير الإسرائيلي رفضها استخدام أراضيها لشن هجمات إسرائيلية على إيران وسوريا، رغم تعزيز علاقاتها الأمنية والعسكرية مع الدولة العبرية.
وفيما لم تصدر بيانات رسمية عن فحوى المحادثات التي أجراها باراك في أنقرة على مدى يومين، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن المسؤولين الأتراك أعربوا عن اهتمامهم باستمرار العلاقات الأمنية الوثيقة بين تركيا وإسرائيل، مشيرة إلى أن «طواقم تابعة لسلاح البحرية تتدرب هنا (في تركيا)، وبموجب التخطيط ستتجدد قريباً تدريبات الطيارين القتاليين من سلاح الجو (الإسرائيلي) في سماء تركيا».
رغم ذلك ذكرت «يديعوت» أن «باراك استمع إلى انتقادات قاسية من جانب القيادة التركية بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، وبسبب سياستها في الموضوع الفلسطيني، كما استمع لانتقادات ضد السياسة الإسرائيلية تجاه إيران».
وتابعت الصحيفة أنّ باراك استعرض خلال محادثات مغلقة مع المسؤولين الأتراك تفاصيل الادعاءات الإسرائيلية ضد إيران في ما يتعلق ببرنامجها النووي، كما طرح مسألة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليت، خصوصاً أنّ أنقرة كانت قد أعربت في الماضي عن رغبتها في التوسط بين إسرائيل وحركة حماس بخصوص صفقة تبادل أسرى، لكنها انسحبت من هذه القضية بعدما تبين للأتراك أن إسرائيل تفضل وساطة مصرية. وأعرب باراك أمام المسؤولين الأتراك عن أسفه لسقوط خزانات وقود طائرات حربية إسرائيلية في الأراضي التركية لدى اختراقها الأجواء السورية في السادس من أيلول الماضي، لكنه امتنع عن الإفصاح عن تفاصيل الغارة ضد سوريا.
وقال مسؤول إسرائيلي رافق باراك في زيارته إنّ الدولة العبرية لا تريد أن تكون انقرة «نقطة انطلاق متوقعة وعملية» لشن هجمات عسكرية على دول في المنطقة. وأوضح أنّ المسؤولين الأتراك أثاروا خلال لقائهم مع باراك مسألة الغارة الجوية على سوريا مضيفاً «وجدنا وسيلة لنعبر عن أسفنا من دون أن نخوض في التفاصيل».
وقال دبلوماسي تركي إن القيادة العسكرية التركية اشتكت بشأن الهجوم، مشيراً إلى أنّ «إسرائيل تعلم أن تركيا لا تريد أن تواجه إيران أو سوريا». وأضاف «إننا نقوم بدور تسهيلي بين سوريا وإسرائيل، ونحن مستعدون لعمل كل ما في وسعنا من اجل تهدئة المشكلة».

المصدر: وكالات