الدور الأوروبي في الشرق الأوسط من التعاون إلى التدخل السافر
الجمل: التفاعلات الفرعية دون الاقليمية في منطقة شرق المتوسط تغطي عدداً من الوحدات ابرزها مثلث المواجهات الحالية الذي يتكون من فلسطين، سورية، ولبنان.
كانت أمريكا وحلفائها الأوروبيين الغربيين يتعاونون من أجل بسط النفوذ الغربي الداعم للسياسات الإسرائيلية في هذه المنطقة ولكن بعد انتهاء فترة الحرب الباردة وتفشي الخلافات عبر الأطلسي بين أمريكا والأوروبيين الغربيين الذين أصبح بناء الاتحاد الأوروبي هدفهم الأول حدث أن تراجع الدور الأوروبي الغربي من ناحية على نحو تزامن مع صعود الدور الأمريكي من الناحية الأخرى.
بعد قيام أمريكا بغزو واحتلال العراق، بدا واضحاً أن القوى الأوروبية الغربية الرئيسية ممثلة في فرنسا، ألمانيا وايطاليا أصبحت أكثر رغبة في العودة إلى منطقة شرق المتوسط، ولكن هذه المره ليس وفق بوابة أوروبا المستقلة بل عن طريق نافذة الشراكة الإسرائيلية -الأمريكية.ومن ثم، فقد أصبح الدور الأوروبي الغربي الجديد (تدخلاً دولياً سافراً) أكثر منه تعاوناً وشراكة عربية – أوروبية هذا ويمكن استعراض المحطات الأتية في مسيرة الـ(تدخل) الأوروبي الغربي الجديد.
• مؤتمر باريس للمانحين حول لبنان والذي أرسى دعائم الخلاف بين القوى السياسية اللبنانية.
• التحقيق الدولي في اغتيال رفيق الحريري والذي هدف إلى التغطية على الدور الإسرائيلي من جهة ،وتركيب الأدلة بما يضع المسؤولية على عاتق سورية بنية استهداف قوامها الوطني والقومي العربي من جهة أخرى.
• تبني أجندة المخطط الإسرائيلي الهادفة إلى اضعاف لبنان عسكرياً عن طريق إخراج القوات السورية ونزع سلاح حزب الله والمقاومة اللبنانية.
• المساهمة في عرقلة إجراءات وقف أطلاق النار في لبنان والإشراف على صياغة وتبني القرارات الدولية الصادرة من مجلس الأمن الدولي خاصة القرار 1559 والقرار 1701.
• تهميش رئيس الجمهورية اللبنانية إيميل لحود وإجراء اتصالات مباشرة بين الحكومات الأوروبية وزعماء الفصائل اللبنانية المؤيدة للغرب.
• المشاركة بحجم كبير في القوات الدولية الحالية والتي أصبحت حالياً تغض النظر عن الانتهاكات الإسرائيلية من جهة، ومن الجهة الأخرى تتعامل بحزم وتشدد مع الأطراف اللبنانية المعارضة للمخططات الإسرائيلية – الأمريكية.
اخر المعلومات تشير إلى المزيد من التحركات الجديدة في مسيرة التدخل الأوروبي في المنطقة وفي هذا الصدد يمكن الاشارة إلى الآتي:
• عقد جولة جديدة لمؤتمر المانحين: وتشير كل التوقعات إلى أن المؤتمر يهدف إلى تعميق الخلافات في البنية السياسية اللبنانية وذلك لأنه يهدف إلى تجميع القوى اللبنانية الموالية لأمريكا واعطائهم المزيد من الوعود بدعم وتعمير لبنان وذلك على النحو الذي يرفع من شعبية تحالف تيار المستقبل، والتي انخفضت إلى أدنى مستوياتها.
• دور قوات اليونيفيل: تسعى الأطراف الأوروبية إلى توسيع صلاحيات ومهام قوات اليونيفيل بشكل مزدوج بحيث تسمح لإسرائيل القيام بتنفيذ انتهاكاتها من جهة ومن الجهة الأخرى تبني أجندة الحرب ضد الإرهاب وفقاً لخطة الحرب الأمريكية الحالية.
التحركات الأوروبية وأيضاً التحركات الأمريكية ازاء الملف اللبناني في حقيقة الأمر هي مجرد تحركات تكتيكية تعبوية من أجل تحقيق هدف استراتيجي هو بالاساس هدف إسرائيل الذي يتمثل في اضعاف لبنان عسكرياً ليسهل الضغط عليه من أجل أن يوقع إتفاقية سلام وتطبيع مع إسرائيل ثم القيام في مرحلة لاحقة بانعاش القوى اللبنانية التي كانت تطرح فكرة اتحاد لبنان مع إسرائيل ضمن (منطقة اتحادية كونفيدرالية واحدة) وهي فكرة- وإن كان انطوان لحد وسعد حداد، قد روجا وسوقا لها- فإن بريقها مازال يخلب لب الإسرائيلين وحالياً يتم التمهيد لاعادة هذه الفكرة ضمن مشروع جديد وعلى الأغلب أن تكون المخططات الخاصة بهذا المشروع تحت إشراف زعماء المحافظين الجدد من أمثال دانيال بييز رئيس منتدى الشرق الأوسط، وايليوت إبراهام مستشار مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض الأمريكي، إضافة الى زياد عبد النور رئيس لجنة تحرير لبنان، وديفيد رمز مستشار ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط.
قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد