الخطر يهدد أسماك القرش.. وليس الانسان في مياه المحيطات

18-01-2009

الخطر يهدد أسماك القرش.. وليس الانسان في مياه المحيطات

أثارت ثلاثة هجمات لأسماك القرش خلال يومين في استراليا في الأسبوع الماضي ضعامل يحمل أسماك قرش بعد صيدها في ميناء باندونيسيا.جة اعلامية عالمية غير ان المخاطر التي تهدد أسماك القرش في المحيطات أكبر مما يتعرض له الانسان الذي يقتل الملايين من هذه الاسماك كل عام.

وتتصدر أسماك القرش السلسلة الغذائية البحرية وهي من أكبر الاسماك المفترسة ولم يكن لها نظير في المياه حتى نافسها الانسان.

يقول معهد ابحاث اسماك القرش في استراليا ان عمليات الصيد لاغراض تجارية والاقبال على حساء زعانف اسماك القرش في اسيا يؤدي لذبح مئة مليون سمكة قرش حول العالم كل عام.

وعلى العكس يبدو ان اسماك القرش لا تستحسن مذاق لحم الانسان اذ ان عددا قليلا من الهجمات تنتهي بالتهام سمكة القرش لضحيتها من البشر على عكس الحال بالنسبة للحيوانات البرية المفترسة مثل الاسود والنمور.

وقال المعهد على موقعه على شبكة الانترنت www.auscyber.net "ليس لمعظم الحوادث في ملف هجمات اسماك القرش العالمية علاقة بغريزة الافتراس."

فعلى عكس الفقمة السمينة وهي الوجبة المفضلة لأسماك القرش وبصفة خاصة القرش الأبيض العملاق فان جسم الانسان مليء بالعظام ولا يحتوى على كميات كبيرة من الدهن.

ولدى اسماك القرش طرق استشعار مختلفة لصيد ضحيتها ويمكنها ان تحدد بقضمة سريعة ما اذا كانت عثرت على وجبة شهية من عدمه.

وعادة ما تعض سمكة القرش الانسان وتسبح مبتعدة لكن لسوء حظ الانسان ان اسماك القرش ضخمة بينما اجسامنا صغيرة الحجم لذا فان عضة سمكة قرش تعتبر من الضخامة بدرجة كافية لوفاة الضحية نتيجة فقدان كميات كبيرة من الدم سريعا.

وقال المحلل البحري جريج بيكرينح "تنتهز أسماك القرش الفرص للحصول على الغذاء. انها تسمع اصواتا في المياه تبدو مثل الاسماك او الحيوان ويكون رد فعلها غريزيا."

وحسب أحدث الأرقام الصادرة عن مؤسسة الملف الدولي لهجمات اسماك القرش لم يحدث سوى هجوم واحد فتاك لاسماك القرش في عام 2007 في كالدونيا الجديدة بجنوب المحيط الهادي وهذا يعني ان عدد القتلى بين عام 2000 و2007 خمسة كل عام.

ويقول جون وستمان من مؤسسة ملف هجمات القرش في استراليا بحديقة حيوان تارونجا في سيدني "احتمال الوفاة أكبر اثناء قيادة السيارة على الشاطيء."

وفي الواقع فان عدد الهجمات الفتاكة على مستوى العالم تراجع خلال القرن العشرين بسبب تطوير اجراءات الأمان على الشواطيء والعلاج الطبي ووعي الجمهور بالأماكن التي تعيش فيها اسماك القرش.

ومعظم الهجمات لا يقع في المياه الاسترالية رغم السمعة التي اكتسبتها ولكن في امريكا الشمالية. وتقع نصف هجمات أسماك القرش في العالم في الولايات المتحدة والثلث في فلوريدا.

وفي عام 2007 وقع 50 هجوما لاسماك القرش في المياه الأمريكية مقارنة مع 13 هجوما في استراليا في نفس العام ولم يسفر اي منها عن مقتل اشخاص.

والفرق بين فلوريدا واستراليا ان الأخيرة بها اسماك قرش اكبر وبالتالي فان الهجمات أكثر فتكا. وبين عام 1990 و2007 وقع 19 هجوما فتاكا في استراليا مقابل اربعة في فلوريدا.

وتقول مؤسسة ملف هجمات اسماك القرش في استراليا ان البلاد شهدت 56 هجوما فتاكا في السنوات الخمسين الماضية اي نحو هجوم واحد في المتوسط في كل عام.

ووقع اخر هجوم فتاك في ديسمبر كانون الاول 2008 حين هاجم قرش ابيض ضخم رجلا في الحادية والخمسين من عمره أثناء تزلجه على شاطيء جنوبي بيرث بغرب استراليا.

فهل العودة الى المياه آمنة؟

ويتزايد عدد هجمات اسماك القرش على مستوى العالم ولكن حسبما تقول مؤسسة الملف الدولي لهجمات اسماك القرش فان هذا لا يعني زيادة معدل هجمات اسماك القرش.

وقالت المؤسسة على موقعها على شبكة الانترنت www.flmnh.ufl.edu "مع تنامي عدد السكان على مستوى العالم والاهتمام بالرحلات البحرية فبات من الواقعي ان نتوقع تنامي اعداد هجمات اسماك القرش."

ومع تزايد عدد من ينزلون الى مياه المحيطات كل عام وتمضيتهم فترات اطول فيها تتراجع اعداد اسماك القرش مما يقلل من الناحية النظرية فرص حدوث مواجهة بين اسماك القرش والانسان.

وذكرت المؤسسة "نتيجة لذلك ينبغي النظر بحرص لاي اتجاه لتزايد هجمات أسماك القرش او تراجعها على المدى القصير."

ويقول بن بيرت من مجلس الحفاظ على الطبيعة في استراليا الذي شن حملة (انقذوا اسماك القرش) "تحتاج اسماك القرش الى مساعدتنا الآن ويجب الا نسمح لخوفنا بان يدفعها الى حافة الانقراض."

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...