الجيش يوسع هجومه في ريف اللاذقية ويقتل القائد العسكري لـ«أنصار الشام» الملقب بملقب بالجزار

29-04-2014

الجيش يوسع هجومه في ريف اللاذقية ويقتل القائد العسكري لـ«أنصار الشام» الملقب بملقب بالجزار

كانت المعطيات المتوفرة تشير إلى أن الجيش السوري سيطلق معركة استعادة كسب بالتزامن مع الذكرى السنوية لمجزرة الأرمن، التي ارتكبها العثمانيون قبل 99 سنة، لإعطاء زخم معنوي لإنجاز استعادتها، على نحو ما حدث مع استعادة معلولا في بداية أسبوع آلام المسيح، لكن أسباباً عديدة حالت دون تحقيق ذلك بالنسبة لمعركة كسب، فتقرر تأجيل إطلاق العملية العسكرية لعدة أيام، لتنطلق قبل يومين، عبر عملية الإنزال البحري الأولى من نوعها، التي تمكن خلالها الجيش السوري من السيطرة على مخفر قرية السمرا وحرمان الفصائل «الجهادية» من المنفذ البحري الوحيد الذي استطاعت الوصول إليه منذ بدء الأزمة السورية.
ويؤكد مصدر ميداني، مقرب من الفصائل الإسلامية المتشددة، أن القيادة الشيشانية لـ«غرفة معركة الأنفال»، متمثلة بالقائد العسكري لـ«أنصار الشام» أبي موسى الشيشاني وقائد «جنود الشام» مسلم الشيشاني ونائبه أبو تراب الشيشاني، فوجئت بالهجوم الذي شنّه الجيش السوري على قرية السمرا، حيث كان القادة الشيشانيون طوال الشهر الماضي منذ اقتحامهم مدينة كسب ومحيطها، منهمكين في معارك واشتباكات مستمرة للسيطرة على المرصد 45 أو قمة جبل تشالما، فلم يكن في حسبانهم أن يأتي الهجوم المباغت عبر البحر، لاسيما وأن الجيش السوري لم يسبق أن استخدم سلاح البحرية قبل ذلك.مسلحان يستعدان لاستهداف القوات السورية خلال المعارك في ريف اللاذقية امس الاول (رويترز)
وإضافة إلى أن حالة المراوحة في المكان التي سبغت معارك كسب خلال الأسبوعين الماضيين، شجعت بعض الفصائل، وعلى رأسها «جبهة النصرة» و«جنود الشام»، إلى التخلي عن عدد من عناصرها، حيث أرسلت «النصرة» عشرات من عناصرها إلى مدينة حمص، كما أرسل «جنود الشام» تعزيزات إلى أصدقائه في الكتائب الشيشانية الأخرى التي تخوض معارك شرسة في مدينة حلب.
وبعد سيطرته على مخفر السمرا المشرف على البحر، استمر الجيش السوري في تنفيذ عمليته العسكرية الواسعة، حيث شن صباح أمس هجوماً مكثفاً من ثلاثة محاور محور تشالما ومحور الـ 45 ومحور قرية السمرا، وترافق الهجوم مع غارات جوية، خصوصاً على السفوح الشرقية لجبل الـ 45 والتي تسيطر عليها الفصائل الإسلامية المتشددة، وكذلك غطاء ناري كثيف فوق جبل النسر ومنطقة النبعين قامت بتأمينه، بحسب المصدر الميداني المقرب من الفصائل الإسلامية، المدفعية المتمركز على تل الحرامية ورأس البسيط.
وذكر المصدر أن الفصائل اعتمدت في صد الهجوم على نشر الكمائن بأعداد كبيرة على محاور الاشتباك ومحاور تقدم الجيش المتوقعة، مستفيدة من الطبيعة الجبلية الوعرة ومن الغطاء النباتي الذي يسهّل على عناصرها عملية الاختباء والتمويه، ولكن مع اشتداد المعركة وتقدم عناصر الجيش السوري على أكثر من محور، وإن بشكل بطيء، قامت الفصائل بمحاولة إطلاق صليات كثيفة وعشوائية من صواريخ «غراد» وقذائف الهاون على مواقع مفترضة للجيش السوري للحدّ من تقدمه، ولإعطاء نفسها فرصة لالتقاط أنفاسها التي سلبتها صدمة الهجوم غير المتوقع.
وأكد مصدر ميداني من قوات الدفاع الوطني أن الجيش حقق تقدماً على كافة محاور القتال، خصوصاً محور جبل النسر والنبعين، وبسط سيطرته على كامل قرية السمرا حيث يقوم بتمشيط الأحراش في أطرافها الشرقية والشمالية، مشيراً إلى نقطة مهمة، بحسب قوله، هي «سيطرة الجيش السوري على النقطة 724، وهي عبارة عن مرتفع جبلي يقع إلى الشمال من المرصد 45 كما يشرف على نبع المر»، ومن شأن السيطرة عليها حرمان عناصر المسلحين من الوصول إلى جبل النسر والنبعين إلا من جهة كسب، ما يعني محاصرتهم، لأن جهة كسب مكشوفة لنيران الجيش السوري المتمركزة على جبل تشالما، وبالتالي قطع الطريق الذي يصل بين المسلحين وبين معاقلهم في قريتي زاهية والكبير، التي يقوم الطيران السوري باستهداف مراكز المسلحين فيهما منذ ساعات الصباح باعتبارهما من أهم معاقل المسلحين في المنطقة وطريقهم الوحيد الممكن لهم أن يسلكوه.
ودارت أعنف الاشتباكات في منطقة النبعين من جهة السمرا وتشالما، حيث صرح مصدر عسكري أن «وحدات من الجيش السوري، بالتعاون مع الدفاع الوطني، تواصل تقدمها على اتجاه النبعين- كسب في ريف اللاذقية الشمالي، وتحكم سيطرتها على المرتفعين 1017 و959 وتوقع أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين».
ولم يذكر أي من المصادر معلومات تتعلق بأعداد القتلى والجرحى الذين سقطوا جراء هذه المعارك، لكن تأكد مقتل كل من فارس الشيشاني الملقب بـ«الجزار» وقائد «كتائب جند الملاحم» عبد السلام دلول، وأبو الأقصى المصري، وإصابة أعداد أخرى من العناصر الإسلامية المتشددة، عرف منهم قائد كتيبة «هندسة المجاهدين» والقائد العسكري لـ «كتيبة هرموش» أبو عبيدة الفلسطيني، وإعلامي باسم خطّاب جرى نقله مع عدد آخر من الجرحى إلى المستشفيات التركية.
وفي سياق مختلف، سادت حالة من الإحباط في صفوف الإعلاميين المرافقين للفصائل الإسلامية المتشددة، الذين لم يخفوا توقعاتهم بقرب «سقوط كسب» بعد أن شاهدوا الهجوم الذي يقوم به الجيش السوري من كافة المحاور، متوقعين أن يكون هدف الجيش هو الوصول إلى مشارف المدينة كخطوة أولى، ومن ثم يعمد إلى إسقاطها عبر إحكام الحصار عليها من خلال سيطرته على التلال المحيطة بها، كما حدث في مدينة يبرود قبل ذلك.
ودفعت هذه الحالة الإعلاميين إلى توجيه نداءات استغاثة إلى جميع الكتائب المسلحة في المنطقة لنصرة كسب، معتبرين «كل من يتخاذل عن نصرة كسب بمثابة خائن وعميل لسياسة النظام».
وكان الإعلامي المعارض ثائر الحجي أثار غضب زملائه عندما كشف في حوار متلفز عن معلومات يملكها تشير إلى وقوف كل من تركيا وقطر وراء الهجوم على كسب، مؤكداً «أن تركيا أمنت حاجات المهاجمين، وأن أمر مهاجمة معبر كسب كان تركياً» وهو ما دفع بزملائه إلى المطالبة بمحاكمته بذريعة إفشاء الأسرار. علماً أن ما كشفه الحجي سبقه إليه العديد من النشطاء، حتى أصبح الضلوع التركي في الهجوم على كسب لا يحتاج إلى دليل، فقد ذكر الناشط المقرب من «حركة أحرار الشام» عمار الزير أن أنقرة لم توافق على الهجوم على كسب إلا بعد تنفيذ شرطها بإخراج تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من ريف اللاذقية. كما أكد إعلامي من «كتيبة البتار» الليبية أن مجموعات «جبهة النصرة» التي شاركت في الهجوم على كسب «دخلت عبر الأراضي التركية بموافقة السلطات فيها وبالتنسيق مع جيشها المنتشر على الحدود».

عبد الله سليمان علي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...