اتحدوا ضد الإمبريالية
الجمل- آندريه فلتشيك- ترجمة: د. مالك سلمان:
في مقابلات كثيرة، ورسائل شخصية، ونقاشات مباشرة، أخذت الأسئلة التي توجه إلي باستمرار تصبح متشابهة جداً: "بعد أن أصبح جلياً أن الغرب جاهز ومستعد لتدمير كل شيء يقف في وجهه بهدف الهيمنة الشاملة على الكوكب، ماالذي يمكن فعله الآن؟"
يقول البعض: "لا شيء". هناك الكثير من الأصوات المهزومة الخائفة لأشخاص استسلموا بشكل نهائي ووصلوا إلى نتيجة مفادها أن الإمبراطورية قوية جداً، ومصممة جداً، ولذلك لا يمكن إيقافها.
هناك آخرون يصلون. وهناك أيضاً البعض الذي وضع ثقته كلها في أولئك الشجعان القلائل الذين "لا يزالون يقاتلون".
اليأس، والخوف، والانهزامية – هذا ما تريد الإمبراطورية منكم أن تشعروا به.
إياكم وذلك! فالهزيمة مشفرة بشكل متعمد في الدعاية التي ينشرها الغرب. أما في الواقع، فلم ينته شيء بعد.
في الحقيقة، ونتيجة عملي حول العالم، أشعر بالتفاؤل بشكل متزايد. فالناس في الشرق الأوسط، وفي أفريقيا، وفي عدة أجزاء من آسيا، ينهضون الآن. أما شعوب أمريكا اللاتينية فقد استيقظت من رقادها منذ وقت طويل – وهي حذرة، ومتيقظة!
هذه بحق لحظات تحبس الأنفاس في تاريخنا الإنساني. ولكن لا شيء يأتي مجاناً. فمن أجل إنقاذ العالم، لا يزال علينا أن نقف بصلابة ضد الكولونيالية الجديدة، وضد كل تلك الدعاية المجنونة التي لا يزال الغرب ينشرها باستمرار. لا يزال علينا أن نكون مصممين وأقوياء. فإن فعلنا ذلك، فإن هذه لن تكون النهاية، بل ستكون البداية!
أما إذا اكتفينا بالنواح والندب، فكل شيء سيذهب إلى الجحيم، وسوف ينتهي في أحضان حكام العالم.
***
أنا في الحقيقة أفكر، وقد قلت ذلك وكتبته في عدة مناسبات، أنه ليس هناك أي سبب الآن يدعو إلى النهلستية.
تلك الأيام المظلمة، قبل حوالي عقدين من الزمن، المليئة بالخيبة والمرارة، قد انتهت. حقبة الوحوش من أمثال ريغان وثاتشر، وعقود ما بعد ريغان وثاتشر، وسنوات بوش، وسنوات يلتسين، وسنوات ما قبل تشافيز، وسنوات ما قبل موراليس: كلها انتهت!
هذا واقع جديد، وفي أجزاء عديدة من الكوكب، وهو واقع في غاية الجمال!
بالطبع لا يزال معظم العالم في غاية القبح، حيث يعاني من الألم ويرزح تحت وطأة مجرمين قساة، ومنافقين، وسفاحين حتى. وبالطبع لم يقم الغرب بإصلاح نفسه، كما أنه لم يتخلَ قط عن طموحه في الهيمنة على الكوكب. بالطبع هناك الملايين من الناس الأبرياء الذين يموتون، كما أن الكوكب يتعرض للنهب على يد حفنة من المعاتيه المتخلفين الذين ينتمون إلى الدين الجديد المسمى "أصولية السوق" ... في الوقت الذي أكتب هذه الكلمات.
بالطبع تشتد حملات الدعاية وغسيل الأدمغة القادمة من أمريكا الشمالية وأوروبا بشكل خطير. بالطبع إنها ليست "نهاية التاريخ"، بل "نهاية الديمقراطية" كما فهمناها وتصورناها دائماً ...
تم اختطاف الديمقراطية بشكل كامل، وحرفها وإذلالها نتيجة ألاعيب واشنطن ولندن وباريس القذرة. إذ لا علاقة لها بما يسمى "حكم الشعب"، ولا بإسقاط قطعة من الورق في صندوق كرتوني، بهدف تشريع نظام "متعدد الأحزاب" (هل هو تعددي فعلاً؟).
وبالطبع، إن لم يكن هناك مقاومة قوية، أو دفاع عن القيم الأساسية التي تقوم عليها الإنسانية، فقريباً لن يبقى هناك شيء سوى العبودية المطلقة، وأصولية السوق؛ أي باختصار، مجتمع أكثر رعباً مما كان بمقدور أورويل أو هكسلي أن يتخيلا.
***
الخبر السارهو وجود المقاومة!
وهناك أناس صامدون ويقاتلون من أجل إنقاذ البشرية.
والأهم من هذا ربما حقيقة أن هناك الآن عدة بلدان مصممة تماماً على منع هذا النظام الأوروبي وشمال الأمريكي النازي الجديد من خنق العالم.
هذه البلدان ليست "مثالية"، كما كل شيء على هذه الأرض. لكنها مسالمة تاريخياً، على الرغم من تشويه سمعتها بواسطة حملة التضليل المستمرة التي يشنها الإعلام الجماهيري الكوني. وهي كلها، بلا استثناء، مهتمة بخير البشرية أكثر من تلك المفاهيم الدينية المرتبطة بعقائد "البزنس" أو الهيمنة العالمية.
تختلف هذه البلدان في تاريخها وأنظمتها الاقتصادية والسياسية، لكنها جميعاً ضد الكولونيالية والإمبريالية الغربية بشكل أساسي. وليس هناك داع للقول إنها كلها عانت بشكل كبير منها في الماضي، ولذلك فإنها تعرف تماماً ما تحارب ضده.
أتحدث على كوبا وفنزويلا، بوليفيا والإكوادور، والأوروغواي، والصين، وروسيا، وإريتريا، وفيتنام، وزيمبابوي، وإيران، والعديد من الأمم الأخرى في عالمنا الجميل والمتنوع.
فكل واحدة من هذه البلدان تعرضت للهجوم في الماضي، إما من قبل أوروبا أو الولايات المتحدة، أو كليهما معاً.
تعرضت الصين، وهي واحدة من أقدم وأعظم أمم الأرض، للخديعة والاحتلال والتقسيم ... والنهب. فقد قامت الوحوش الفرنسية البربرية بنهب كنوزها الثقافية، بينما قام البريطانيون باستعمار مدنها، بل مناطق بأكملها في الحقيقة.
من الناحية الرمزية، كما هو موثق، قام الغزاة بنهب الكنوز الثقافية الصينية. وكما هو مكتوب في "التلغراف": هناك أعمال فنية صينية، "مليون ونصف قطعة ... في متاحف ومجموعات في أوروبا وأمريكا، بما في ذلك ’المتحف البريطاني‘ و ’متحف فكتوريا وآلبرت‘ في لندن."
طالما تدخل الغرب في الشؤون الصينية الداخلية، حيث يقوم بتمويل وتدريب وحتى تسليح "المعارضة". فقد تعرضت مسألة التيبت للاختطاف والتشويه على يد ملوك الدعاية في لندن وواشنطن، وكذلك المقاربة الأممية لأفريقيا (أجريت مقابلات مع مئات الأفارقة على الأرض، في أكثر من عشرين بلداً، وقد عبر معظمهم عن قلقهم الشديد من السرد الغربي المعادي للصين). تعرضت هذه البلاد للاستفزاز في عدة مناسبات، حيث تم تحريض جيرانها ضدها مرة بعد أخرى.
إن الأعمال العسكرية العدوانية الاستفزازية التي تقوم بها الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية ضد الصين وكوريا الشمالية تجر العالم بشكل حثيث نحو الحرب العالمية الثالثة، كما قال لي معظم الأكاديميين المتخصصين في تلك المنطقة، بما في ذلك الغربيين منهم. ولا يمكن لأوروبا أو الولايات المتحدة أن تتحملا حتى واحد بالمئة مما تفعلانه بالصين وروسيا وبعض البلدان الأخرى، وبوتيرة قاتلة.
هل هناك أي سبب عقلاني أو تاريخي يبرر خوف العالم من الصين، أو كوريا الشمالية، أو فيتنام؟ بالطبع لا! باستثناء أن العالم يتعرض باستمرار لسيل من الديماغوجية "الدينية" التي يستحيل إثباتها، والتي تصف الصين (وليس الغرب!) على أنها المعتدي.
إن العنف التاريخي والراهن ضد روسيا أكثر شراسة. ففي التاريخ الحديث، قام الغرب بمهاجمة روسيا بشكل علني، وفي مناسبات عديدة. أقدم هنا بعضها، على سبيل المثال فقط: الحرب العالمية الأولى، إضافة إلى الهجمات العديدة ضد الدولة السوفييتية الفتية من قبل الفرنسيين والتشيك وآخرين. فتبعاً لبرنامج "صورة روسيا" التي قدمته "بي بي سي":
"في شمال روسيا، احتلت القوات البريطانية والفرنسية والأمريكية مورمانسك وآرتشإينجل حتى سنة 1919، بينما احتلوا فلاديفوستوك في الشرق الأقصى من روسيا."
أتت الحرب العالمية الثانية على حياة مليونين من السوفييت الذين تمكنوا، في النهاية، من هزيمة النازية وإنقاذ مئات الملايين من الناس في كافة أنحاء العالم من الإبادة المحتمة.
على الرغم من أن الاتحاد السوفييتي دعم معظم الحركات التحررية في نضالها ضد الاستعمار الغربي، إلا أنه لم يقم ابداً بمهاجمة أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة.
وفي النهاية، تم جر الاتحاد السوفييتي إلى النزاع الأفغاني في سنة 1979، وقد تعرض للاستنزاف المادي والذهني، وكل ذلك وفقاً للخطة التي تفتق عنها ذهن زبيجينيو بريجينسكي. وكما قال لي مؤخراً ألكساندر أولينيك في مدينة خاركوف، وهو محلل سياسي أوكراني:
"إن جوهر ما يحدث الآن مبني على عقيدة الولايات المتحدة التي ترتكز إلى هدف رئيس واحد: إبادة الاتحاد السوفييتي أولاً، ومن ثم روسيا، بغض النظر عن النظام القائم فيها؛ سواء كان إشتراكياً أو رأسمالياً ... فكما هو معروف، تم تحديد هذه الأهداف في بداية الثمانينيات من القرن الماضي من قبل زبيجينيو بريجينسكي في تقريره إلى وزارة الخارجية الأمريكية والمعنون: ’خطة اللعبة: إطار جيواستراتيجي لسير النزاع الأمريكي – السوفييتي".
لكن روسيا، وليس الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا، هي التي تظهر في الدعاية الغربية بصفتها كمعتد! لا يتم تقديم أية حقائق، باستثناء بعض المعلومات حول المجاعة الأوكرانية التي يعتزم هذا المؤلف التطرق إليها من جديد، إضافة إلى "الأعمدة الرئيسة للدعاية الغربية المعادية للشيوعية" – المجاعة الصينية وسفك الدماء في كمبوديا (وقد نتج كلاهما عن الإمبريالية الأمريكية واليابانية)، لكنني سأكتب عن هذه المواضيع لاحقاً هذه السنة.
هل من المحتمل أن يكون تدبيج هذه الأكاذيب السفيهة قد نتج عن مقارعة روسيا للإمبريالية الغربية؟
وماذا عن العالم؟ اسألوا الناس في الشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية [الجنوبية]، وأفريقيا: الكثيرون ينظرون إلى روسيا والصين كعملاقين، كبطلين، وليس بصفتهما "معتديين".
إيران: هل هناك أي بلد (باستثناء كوبا وروسيا ربما) عانت من الإرهاب الغربي أكثر من هذا المركز الثقافي القديم؟
تعرضت إيران للإنهاك بشكل مستمر! عملت "سي آي إيه" و "إن آي 6" على الإطاحة برئيس الوزراء المنتخب ديمقراطياً محمد مصدق في سنة 1953، وهو وطني حقيقي أدخل تغييرات اجتماعية كبيرة في بلده. حتى أن الغربيين لا ينكرون ذلك. فقد أتت "نيويورك تايمز" في سنة 2000 ("’سي آي إيه‘ في إيران") على ذكر هذه الحقيقة، ووسمت العملية بأنها "ناجحة"، على الرغم من بعض "الأخطاء":
"إن التاريخ السري لعمليات ’سي آي إيه‘ السرية للإطاحة بالحكومة الإيرانية في سنة 1953 يقدم رؤية داخلية للطريقة التي تعثرت بها الوكالة بالنجاح، على الرغم من سلسلة من الأخطاء التي حرفت خططها الأصلية عن مسارها."
ومن ثم عمل الغرب على تدليل ودعم صنيعتها المتوحشة، الشاه؛ بحجرات التعذيب، وعمليات الاغتصاب، والجرائم السياسية، والاختفاءات القسرية. كما قام بتسليح وتهيئة العراق، الذي كان يرزح تحت وطأة حليفه صدام حسين الذي غزا إيران في سنة 1987، مطلقاً شرارة حرب وحشية أودت بحياة 500 ألف إلى مليون ونصف إنساناً (لا يتفق المؤرخون حول الأرقام الدقيقة).
لم تقم إيران، بالطبع، بمهاجمة الولايات المتحدة، لكنهم يحذروننا من "قدرتها النووية المحتملة"! بالطبع فعلت شيئاً أكثر "فظاعة" في نظر الغرب: تجرأت، في فترة مصدق، على تأميم مخزونها النفطي. ومن أجل ذلك، توجب قتل الملايين من البشر.
لا أعرف ما يفكر فيه الآخرون، ولكن عندما أراجع تاريخ كوكبنا، كنت سأشعر بارتياح أكبر لو أن إيران كانت تمتلك السلاح النووي وليس بريطانيا أو الولايات المتحدة لأنهما من أكثر البلدان عدوانية على وجه الأرض.
و كوبا! محاولات اغتيال موجهة ضد رئيسها، وتفجير طائرة ركاب، وتفجير المطاعم والفنادق، والغزو المباشر، والحظر المجنون، وحتى محاولات لتوليد الجفاف وتسميم المحاصيل، هذا عدا عن التمويل المباشر لما يسمى "المعارضين"! الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة فعل كل ذلك بكوبا. وقد فعل ذلك كله بصفاقة مطلقة ودون أي محاسبة.
كل ذلك لأن كوبا تحارب، طيلة عقود طويلة، ضد الإمبريالية والكولونيالية في أفريقيا، لأنها ساعدت في تحرير ناميبيا وأنغولا، وحاولت تحرير الكونغو؛ لأنها ترسل أطباءها إلى المناطق الأفقر في العالم، ولأنها أصبحت رمزاً للمقاومة ضد الفاشية الغربية ...
هل كلنا خائفون من كوبا؟ من يخاف من كوبا فليرفع يده! أنا جدي فيما أقوله.
يمكنني أن أقول المزيد، عن فنزويلا وبوليفيا، وعن تشيلي، وحتى عن البرازيل. ولكن هذه المرة سأكتفي بإرسال رسالة قصيرة نسبياً: لمرة واحدة فقط، لبضع دقائق فقط، دعونا "نفرض رقابة" على عقولنا فيما يتعلق بالدعاية القادمة من الغرب. ودعونا، استناداً إلى التاريخ والحس السليم، نطرح سؤالاً منطقياً جداً: "أليس من الأفضل أن نعطي الفرصة لتلك البلدان التي تقف الآن في وجه الإمبراطورية؟"
تركنا أوروبا والولايات المتحدة وأصوليي السوق الدينيين يحكمون العالم لعدة قرون، ونتيجة لذلك تمت إبادة مئات الملايين من البشر. دعونا فقط نلقي نظرة سريعة على خارطة العالم كما بدت في بداية القرن العشرين. هل تفهمون ما أعني؟ تعرضت كل البلدان للاستعمار الأوروبي، وتم تقسيمها، وتخريبها، واستعبادها.
دعونا نجرب شيئاً آخر. دعونا ننضم جميعاً إلى القتال ضد النازية والإمبريالية. دعونا نحاول على الأقل!
***
ببطء وثبات تتكاتف البلدان غير الغربية: روسيا وأمريكا اللاتينية [الجنوبية]، الصين وأمريكا اللاتينية [الجنوبية] (نعم، فالصين هي التي أنقذت كوبا، عندما كان ذلك السكير الخائن يلتسين مشغولاً بتدمير بلده والعالم، وكان يتلقى الأوامر المباشرة من الغرب). هناك تقارب بين روسيا والصين، بينما أعلنت روسيا أنها ستدعم إيران وتدافع عنها إن اقتضت الضرورة. كما أن فنزويلا وإيران، على الرغم من الفوارق الثقافية والاجتماعية بينهما، أصبحتا متقاربتين قدر الإمكان، وكذلك بلدان مثل البرازيل والصين.
العالم يتغير.
ظهر إعلام جديد وقوي، يحمي العالم من التلقين الغربي أحادي الجانب، ويقدم خيارات عظيمة:
"تيلي سور" في فنزويلا (الذي نقدم له كل جهدنا واستطاعتنا!). "بريس تي في". "آر تي". وحتى هناك قناة "سي سي تي في" الصينية، مع أنها لم تتخلَ عن "خجلها" بعد.
الناس تقرأ وتشاهد وتعتمد على هذا الإعلام الجديد الفعال، عشرات الملايين من الناس المحرومين من الأخبار الصادقة والصحافة المعادية للإمبريالية! يقف هذا الإعلام الآن شامخاً وثابتاً، جنباً إلى جنب مع بعض المنشورات المعارضة العظيمة في الغرب (في أمريكا الشمالية بشكل رئيسي، وبدؤجة أقل في أوروبا) مثل "غلوبل ريسيرتش"، و "كاونتربنتش"، و "زد نيت".
***
من المؤكد أن العصيان الشعبي و "احتلوا وول ستريت" لن ينقذا العالم.
على بلدان بأكملها، البلدان الكبيرة والقوية، أن تشارك في هذه المواجهة.
يجب ألا تكون هناك أية هوادة. فإن تجرأت الإمبراطورية على نشر مدمراتها وقواعدها العسكرية بالقرب من روسيا، أو الصين، أو إيران، أو فنزويلا، على هذه البلدان أن تفعل الشيء نفسه. وهي تفعل ذلك، وسوف تفعل ذلك في المستقبل.
يتصرف الغرب بشكل متزايد بصفته كياناً نازياً، ومن غير المعقول أن ينظم الناس "الاحتجاجات السلمية" أمام "الرايخستاغ" في الوقت الذي يلتهم اللهب العالم، وفي الوقت الذي يتم فيه قتل الملايين!
سوف يحتملون مثل هذه الاحتجاجات طالما أنها غير فعالة، ولكن في اللحظة التي تصبح فيها خطرة على الإمبراطورية، فسوف يتم سحقها. كما حصل بالفعل!
وأؤمن أيضاً أن على المعارضة الداخلية في أوروبا والولايات المتحدة أن تتوقف عن تقييم الحركات الأخرى والمطالبة بالطهارة والكمال من البلدان التي تقاتل ضد حكامها النازيين، والنظام، والإمبراطورية. فهذا ليس بالوقت المناسب لهكذا أشياء.
قوى المقاومة متنوعة، وهي ليست مثالية دائماً ومناسبة لأذواق الجميع، لكنها تعمل على إنقاذ الملايين من البشر.
دعونا أولاً نوقف العدوان الغربي، والإمبريالية، والكولونيالية الجديدة، وعندها فقط يمكننا أن نتباحث حول اختلافاتنا ونحدد الطريقة الإيديولوجية المستقبلية الملائمة للقوى التقدمية على هذا الكوكب.
إلى أن يجيء ذلك الوقت، إلى المعسكرات، والبوارج الحربية، ومحطات التلفزة، والمجلات!
سوف نفوز بالطبع، لكن الأمر يحتاج إلى شجاعة فائقة من جميع الرجال والنساء على حد سواء.
http://www.counterpunch.org/2014/04/25/unite-against-imperialism/
("كاونتربنتش", 25 – 27 نيسان/إبريل 2014)
الجمل
التعليقات
شكرا على هذا المقال القيم،
إضافة تعليق جديد