أوباما يعزف على أغنية الكيميائي والجيش يقصف الميليشيات في باب الهوى
اقتحم الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم أمس مجددا خط السجال «الكيميائي» في سوريا، بإعلانه أن لدى الولايات المتحدة دليلا على استخدام أسلحة كيميائية في الصراع، لكنه بدا أكثر حذراً في مقاربته عندما قال انه لا يريد التسرع في اتخاذ قرار في هذا الشأن قبل الحصول على اجوبة حول «كيف ومتى ومن» استخدم هذا السلاح، وهي أجوبة ربما تنتظر اللقاء المرتقب في موسكو الأسبوع المقبل بين وزير خارجيته جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، في وقت ردت دمشق على الاتهامات الغربية المتصاعدة باتهام المسلحين بـ«بفبركة» هجوم بمادة كيميائية في سراقب في ريف إدلب، بهدف استغلالها سياسيا، مطالبة الامم المتحدة بالحصول على ادلة عن استخدام «الكيميائي» في حمص قبل السماح لها باجراء تحقيق على الارض.
وبينما يرجّح استمرار السجال بشأن «الكيميائي» خلال الأيام المقبلة، وسط حديث عن مخططات خارجية لعمل عسكري ما ضد سوريا، هز تفجير إرهابي جديد حي المرجة وسط دمشق، فأدى إلى مقتل 13 شخصا، وإصابة حوالي 70، وذلك بعد يوم من نجاة رئيس الحكومة وائل الحلقي من محاولة اغتيال في المزة أمس الأول.
وقال معارضون عند الحدود مع تركيا ان الطيران السوري استهدف مقر مسلحين سلفيين عند معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة العشرات. وأوضحوا أن «الهجوم استهدف مباني تابعة لكتيبة "أحرار الشام" إحدى أقوى المجموعات المسلحة. وقال موظف مساعدات تركي إن الهجوم أصاب أيضا مستودعا لتخزين مواد لجماعات المعاونة العاملة في المنطقة.
وقال المعارض محمد «يبدو أن الهدف كتيبة أحرار الشام لكن معظم الكتائب المقاتلة لها وجود عند المعبر وحوله، ويستحيل الوصول إليها من دون إيذاء المدنيين». وأضاف «هذه أقرب غارة جوية إلى الحدود. كان ينظر إلى المعبر في السابق كملاذ آمن».
وأعلن أوباما، في مؤتمر صحافي لمناسبة 100 يوم على ولايته الثانية، انه يوجد دليل على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا «لكن الأسئلة ما زالت قائمة بشأن من استخدمها. يجب أن أكون متأكدا من وجود كل العناصر. وهو ما ينتظره الشعب الأميركي حاليا»، موضحا «لا اعرف كيف استخدمت هذه الأسلحة ولا متى أو من الذي استخدمها، ليس لدينا سجل للحيازة يحدد لنا ما حدث بالضبط».
وأعلن أن «التسرع في الحكم والقفز إلى الاستنتاجات بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا قد يجعل من الصعوبة علينا حشد المجتمع الدولي للتحرك لدعم ما نقوم به». وأضاف «إذا أمكنني التحقق من انه ليس الولايات المتحدة فقط وإنما المجتمع الدولي أيضا على ثقة بأنه تم استخدام أسلحة كيميائية من قبل نظام (الرئيس بشار) الأسد، فان ذلك سيغير قواعد اللعبة». وأوضح «عندما أقول إن ذلك سيغير قواعد اللعبة فأنا اعني انه سيكون علينا بحث الخيارات المتاحة».
وأشار إلى انه «منذ العام الماضي طلبت من البنتاغون ومن مسؤولينا العسكريين والاستخباراتيين دراسة الخيارات المتاحة في هذه الحالة لكنني لن أخوض في تفاصيل ما ستكون عليه» هذه الخيارات «لكن ذلك سيشكل بوضوح تصعيدا في رؤيتنا للمخاطر التي ستواجه المجتمع الدولي وحلفاءنا والولايات المتحدة. هذا يعني أن هناك بعض الخيارات التي لا ننوي استخدامها حاليا والتي ندرسها بجدية».
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان أن وزير الخارجية جون كيري سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو الأسبوع المقبل، وذلك بعد يوم من اتفاق أوباما وبوتين على تكليف كيري ولافروف العمل لإيجاد حل للازمة السورية.
وقال مصدر سوري مسؤول لوكالة الأنباء السورية (سانا) «استهدفت وحدة من قواتنا المسلحة المجموعات الإرهابية في بلدة سراقب بريف إدلب، ما أسفر عن مقتل وإصابة أعداد من الإرهابيين بينهم جنسيات غير سورية».
وأضاف ان «الإرهابيين قاموا على إثر ذلك بإحضار مادة بودرة غير معروفة مغلفة بأكياس، وجمعوا مواطنين في حي شابور ومدخل مدينة سراقب الجنوبي وأقدموا على فتح الأكياس ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق ورجفان وأعراض تنفسية». وتابع أن «الإرهابيين نقلوا المصابين بعد ذلك إلى المستشفيات التركية بهدف استغلال الحالة لاتهام القوات المسلحة السورية باستخدام أسلحة كيميائية».
وكانت مصادر تركية أعلنت أنها عزلت مجموعة من المصابين السوريين بعد دخولهم البلاد، بعد تحجج بعضهم بأنهم أصيبوا بمواد كيميائية، لكن مسؤولا تركيا عاد وأكد انه لم يتم العثور على أي استخدام للأسلحة الكيميائية.
وفي نيويورك، قال المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، في مؤتمر صحافي، إن استخدام الأسلحة الكيميائية ليس «خطا احمر فقط بل دم احمر» لا يمكن التساهل معه، مكررا مطالبة السلطات السورية للأمم المتحدة بإجراء تحقيق باتهامها المعارضة باستخدام «الكيميائي» في بلدة ريف العسل في حلب. وأعلن ان لدى السلطات السورية جثثا وإثباتات على انه تم استخدام أسلحة كيميائية في خان العسل. وأوضح أن دمشق تطالب بالحصول على أدلة بانه تم استخدام أسلحة كيميائية ضد المعارضة في حمص قبل السماح للأمم المتحدة بإجراء تحقيق فيها.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي أن طهران تعتبر الاستخدام المزعوم لأسلحة كيميائية في الصراع السوري «خطا أحمر»، لكنه أضاف ان مقاتلي المعارضة هم المتهم الرئيسي وليس الحكومة السورية.
وفي طهران، أكد مؤتمر «الصحوة الإسلامية»، في بيانه الختامي، أن «الأزمة السورية ناتجة من مخطط مرسوم»، مشددا على «رفض أي تدخل أجنبي في سوريا وضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي والسيادة السورية». وإذ حذّر المؤتمر في بيانه الختامي، من أن «الأزمة السورية تعرّض مصالح المنطقة والأمة الإسلامية للخطر»، دعا «الأطراف السورية والدولية والإقليمية لدعم الحوار السوري ـ السوري ووقف العنف»، مؤكدا أن «قتل الأبرياء وتخريب دور العبادة مخالفان لتعاليم القرآن والسنة».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد