أردوغان يكتفي بالصراخ على الحدود والإبراهيمي مازال يفتش عن الحل
اعتبرت طهران أن «اندلاع الحرب بين تركيا وسوريا لا يخدم الإسلام والمسلمين»، وأن «هذه الحرب مطلب أميركي، وعلى مسؤولي البلدين السعي إلى إحلال الهدوء على الحدود وعدم التدخل في شؤون البلد الآخر».
وفي خطوة تعد تنازلاً لصالح الروس، أصدر مجلس الأمن الدولي بياناً يدين التفجيرات الانتحارية في حلب الأربعاء الماضي، وذلك بعد يوم من إصداره بياناً يدين القذيفة السورية التي سقطت على قرية اكجاكالي التركية، وأدت إلى مقتل خمسة أشخاص، مطالباً الطرفين بضبط النفس.
وأدان مجلس الأمن بـ«أشد العبارات الاعتداءات الإرهابية» التي خلفت 33 قتيلاً، وإصابة 122، في حلب الأربعاء الماضي. وقال المجلس، في بيان، إن هذه الاعتداءات تبنتها «جماعة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة»، مقدماً «تعازيه الصادقة الى عائلات ضحايا هذه الأعمال الشنيعة وإلى شعب سوريا». وكرر «إدانة الارهاب بكل أشكاله وعزم (دول المجلس) على مكافحته». وأكد المجلس أن «الارهاب يشكل» أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين»، موضحاً ان «أي عمل إرهابي يتصف بالإجرام ولا يمكن تبريره مهما كانت ظروفه». وكرر أن «التدابير المتخذة لمحاربة الارهاب ينبغي ان تحترم القوانين الدولية، وخصوصاً تلك المتعلقة بحقوق الإنسان». وقال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن روسيا أصرت على البيان بشأن تفجيرات حلب مقابل دعمها للبيان بشأن سقوط قذيفة سورية على تركيا.
وذكرت قناة «إن تي في» التركية ووكالة «الأناضول» أن الجيش التركي رد على قصف مدفعي جديد مصدره سوريا للأراضي التركية، وتحديداً لمحافظة هاتاي في جنوب شرق البلاد.
ونقلت «الأناضول» عن مكتب محافظ هاتاي قوله إن قذيفة هاون مصدرها سوريا سقطت في منطقة جبلية داخل الأراضي التركية على مسافة 50 متراً من الحدود، من دون وقوع إصابات، موضحاً أن القوات التركية ردت فوراً على سقوط القذيفة.
ويأتي هذا الحادث الجديد بعد يومين من سقوط قذيفة سورية في قرية اكجاكالي التركية الحدودية، أسفرت عن مقتل خمسة أتراك، ورد الجيش التركي على دفعتين على القذيفة.
وكانت وكالة «اسوشييتد برس» نقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية التركية قوله إن سوريا سحبت دبابات ومعدات عسكرية أخرى بعيداً عن الحدود التركية، بعد القصف المدفعي التركي أمس الأول. وأوضح أن عملية سحب سوريا للقطعات العسكرية تهدف إلى «إزالة أي فعل تهديدي».
وعزز الجيش التركي وجوده على الحدود مع سوريا، وانتشرت دبابات وقطع مدفعية ، كما جابت آليات عسكرية شوارع البلدة المقابلة لمعبر تل ابيض الحدودي، الذي يسيطر مسلحون على الجانب السوري منه منذ منتصف أيلول الماضي.
ووجه اردوغان تحذيراً جديداً لسوريا من مغبة تكرار قصف الأراضي التركية. وقال، في خطاب في اسطنبول، «نحن لا نريد حرباً لكننا لسنا بعيدين عنها أيضاً. هذه الأمة وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم بعد خوضها حروباً عبر القارات».
وأضاف «أقول لمن يحاولون اختبار قدرة تركيا على الردع والحسم وقدراتها، من هنا إنهم يرتكبون خطأ قاتلا. وعندما أقول إن من يريد السلام عليه أن يستعد للحرب فإن ذلك يعني أنه عندما يحين الوقت تصبح الحرب مفتاح السلام».
وتابع «أقولها مجدداً لنظام (الرئيس بشار) الأسد ولأنصاره: لا تغامروا باختبار صبر تركيا. تركيا ستخرج من هذا الحادث منتصرة من دون أي خدش وستواصل طريقها، أما انتم فستسحقون تحته، ستدفعون ثمناً باهظاً جداً».
وكررت موسكو دعوة أنقرة إلى التحلي بضبط النفس وتجنب أي تحرك من شأنه تصعيد التوتر مع دمشق. وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «نعبر عن أملنا في أن يتحلى الجانب التركي بضبط النفس وعدم الإقدام على أي خطــوات تؤدي إلى مزيد من تدهور الوضع في المنطقــة». وكرر البيان «تمسّك روسيا بضرورة حل الأزمة السورية من قبل السوريين أنفسهم وفق قراري مجلس الأمن 2042 و2043 وبيان جنيف».
وقال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروز آبادي، في طهران، إن «اندلاع الحرب بين تركيا وسوريا لا يخدم الإسلام والمسلمين»، مضيفاً إن «هذه الحرب مطلب أميركي، وعلى مسؤولي البلدين السعي إلى إحلال الهدوء على الحدود وعدم التدخل في شؤون البلد الآخر».
وتابع «من الواضح أن أخطاء حدثت، ولكن الحرب لا تعالج هذه الأخطاء، وستجعل هذين البلدين الإسلاميين يواجهان تحديات صعبة». وأكد «ضرورة إنهاء التحديات الراهنة بين تركيا وسوريا وضرورة إيلاء مسؤولي البلدين اهتمامهم بهذا الموضوع»، معرباً عن أمله أن «يتجاوز المسؤولون السوريون والأتراك هذه المرحلة الحساسة من خلال اعتماد اليقظة والالتزام بالقيم الدينية وضبط النفس». وقال «استناداً إلى العقل والدين فإن أي شخــص لا يقبل بوقوع حرب بين الدولتــين المسلمتين، لذا يجب وقف هذه الاشتباكات الحدودية والتدخلات الخارجية بأسرع وقت ممكن».
وكرر المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في مقابلة مع قناة «سي إن إن» بثت امس، أنه «ليس لديه خطة محددة لوقف أعمال العنف التي تشهدها سوريا»، مشيراً إلى أن «الحل يحتاج إلى خطة تلقى قبولا من قبل جميع الفصائل السورية من ناحية ومن الدول التي لها مصالح أو نفوذ (أو كليهما) داخل سوريا من جهة أخرى».
وأعرب الإبراهيمي عن أمله «ألا يتم تصعيد الموقف الملتهب حالياً بين سوريا وتركيا»، مشيراً إلى أنه «تحــدث إلى مســؤولين من كلا الطرفين في محاولة منه لتــهدئة مشاعر كل منــهما، وأن الجانب السوري حمله رسالة إلى تركيا مفــادها أن الحادث وقع عن طريق الخطــأ، وأن دمشق تأسف لسقوط هؤلاء القتــلى وتتمنى ألا يتــكرر ذلك، بينــما الجانب التركي طلب ضمانات لعدم حدوث ذلك مجدداً».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد