نحن السوريون
نحن السوريون لا نعبد الله تعالى وإنما أسلافنا أربابنا نعبد الله فيهم وعبرهم كما اليابانيين، لولا أن اليابانيين أكثر صدقاً في إجهار ما نبطن من تقديس لأصنام السلف الصالح الافتراضية والسير على خطاها في بطلانها وهداها، تأخذنا العزة بالآباء والأجداد كما لو أننا لم نخرج من جاهلية جهلاء قضى الرسول وآل بيته حياتهم في سبيل تنظيف باطننا منها، قرناً هجرياً أول هجرناهم بعده وعدنا إلى ما كنا عليه: أسلافنا أصنامنا وحجابنا عن ماء الرب تمنعه من التدفق في أوردتنا وشراييننا، نحن سلالات العدوان والثأر، نصل سيوفنا بخطواتنا متقدمين نحو حقول الموت دون الحياة: خذها من يدي طعنةُ رصاصةٍ نجلاء وأنا ابن جلا وطلاع التنايا متى أنزع قناعي تعرفوني.. والحجاج مازال يفتك بابن الزبير وابن عربي والحلاج والسهروردي وأبو عبد الله الحروفي ومحمد ابن أبي بكر وعمار ابن ياسر وسارية بن الحسون، وكل ذرية مؤمنة يدركها بحد سيفه باسم الجهاد في سبيل الله والله منه بريء.. ومازال الرب ينادي «نون والقلم وما يسطرون» ونحن نعانده قائلين «السيف أصدق أنباء من الكتب»!؟
***
نحن السوريون غاضبون.. غاضبون على الأرض، غاضبون من السماء، وعلى أعدائنا وأصدقائنا وأنفسنا، نصكّ أسناننا في نومنا وأنيابنا في يقظتنا، أصواتنا عالية وضغط دمنا كذلك، إذا غضب عضو منا تداعي له سائر أعضاء الجسد، باستثناء قلة حقيرة لم يتكرم عليهم الديّان بقليل من الوجدان، لا هم َّ لهم سوى تجارتهم وليحترق الناس من بعدهم... ذهب ابن جيراننا محمود بن أحمد اسميعيل إلى دكان أسعد القط وقال له: عمي بو محمد، بييّ بيسلم عليك وبيقلك إذا فيه عندك شرف ابعتلو وقية !؟ رمق أبو محمد رفوف دكانه بنظرة شاملة وقال: سلملي عابيك وقلو كان بودي ابعتلو وقية شرف، بس هالسلعة مفقودة من زمان.. كذلك يتبارى ظرفاء ضيعتي بالإعلان عن اختفاء الشرف من بين السلع الأساسية التي يحتاجها السوريون، بعد ما غدا التجار الفجار أسوأ من ميليشيات المعارضة، يمصون دمنا فلا يتركونا نموت أو نشفى..
***
نحن السوريون لا يعجبنا العجب ونصوم رمضان في رجب، لكننا لن نسمح للأعراب الذين يرتدون براقع الإسلام ودشداشاته ولما يدخل الإيمان في قلوبهم من الركوب علينا باسم «إخوان» أو «نصرة» الإسلام بعد الذي شاهدناه منهم في مصر وتونس وليبيا حيث تقتصر برامجهم الاقتصادية على ركن الإحسان على الشعب مما يتسولونه من صناديق الغرب وفتات شيوخ بلاد العرب، بينما تعتمد عدالتهم على التعزيز و تقطيع الأوصال من خلاف كما الخنازير في المسلخ!؟ لهذا كتب علينا أن نخلص الإسلام من قمل لحاهم ونحرره من روائح جلابيبيهم ونعيده إلى بيت العروبة الأول طاهراً نقياً من يهوديته التي وسمه بها الوهابيون زمناً ولمّا يتمكنوا منه بعد؛ فمعركتنا هي معركة إسلام وعروبة وطن اسمه سوريا، ونحن نعرف الثمن الذي سندفعه من أجل النصر..
***
نحن السوريون نعترف بحقوق الغرب الثقافية والدينية في بلادنا منذ الاستقلال حرصاً على اعترافه بحقوقنا الثقافية والاقتصادية في بلدانه.. ولم نكن موافقين على شطبه من خريطتنا كما قال الوليد ابن المعلم الذي رأى في عقوبات الغرب الاقتصادية اعتداء صارخاً على السياق التاريخي للعلاقات بين دول حوض المتوسط، لأن في ذلك أذى متبادل بين شعوبه، يتحملها سياسيوه الخانعين لواشنطن؛ وقد صبرنا على العدوان حتى بدأ هؤلاء السياسيون يدركون أن سوريا بلد حر بقدر تنوعه، وأن كل محاولة للسيطرة على قرارها السياسي ،الثابت والدائم، سوف يشعل المنطقة المتروسة بمصالح الغرب والشرق، وأن هذا الحريق سيشعل أيديهم بدلاً من تدفئتها.. وها قد بدأ الغرب انطلاقاً من ألمانيا ـ مستعمرة واشنطن المستمرة ـ بتغيير لهجته إزاء دمشق، ولن يطول الأمر أكثر من شهرين حتى يتغير الموقف الغربي جزئياً تجاه سوريا.. وسوف يتفق الجميع أخيراً على حكومة وحدة (أممية) تضم سائر الأخوة الأعداء، بعدما ينهي الجيش عملياته ويعود إلى ثكناته تاركاً للجهات المختصة متابعة حرب الاستنزاف التي تغذيها منابع الوهابية، وسوف يصبر السوريون على صبرهم لأنهم الأبرع في لعبة عض الأصابع حيث يفوز الأقدر على تحمل الآلام كما فاز تيار المسيح بعد استشهاده على يد أعدائه..
***
تنبؤ: الجيش يعود إلى ثكناته في أيار وتركيا تنكفئ إلى داخلها بعدما يستعيد علمانيوها وعسكرها وقومياتها المبادرة لإنقاذ الجمهورية من العثمانية؛ وإسرائيل نتنياهو ستقدم على حرب محدودة مع المقاومة في سوريا ولبنان لترتيب معاهدة سلام ؛ باريس ستغرق في رمال مالي كما غرقت واشنطن في أفغانستان؛ وفي مصر سينشغل الإخونجيون بمقارعة الأحرار وسائر مناهضي الاستبداد؛ والسعودية سترتبك بعملية انقلاب أميريكية ـ أميرية لتجديد شكل الملكية المنقرضة من العالم، لاستيعاب الثورة التي يشتعل جمرها رويدا، وبالتالي ستنشغل عن تمويل وهابييها في سوريا؛ أما قطر الكشتبنجية فسوف تُلفظ من سائر القوى غير الإخونجية وفي مقدمتها عمان ودولة الإمارات العربية التي تنتمي إليها؛ بينما العراق ولبنان سيتماهيان أكثر مع سوريا في وحدة المصير؛ أما الأردن فمرشح ليحل محل سوريا اليوم في الصراع على السلطة: كذلك تنبأ أبو أحمد الفلكي السوري غير الشهير من دون نفاق أو تبهير، فادعوا له بالتوفيق والتحقيق في رمي المنجنيق ( والأخيرة لزوم مالا يلزم لضرورة السجع العربي اللا ديمقراطي )..
بشار بن برد: إذا غضبنا غضبة مضرية
هتكنا حجاب الشمس أو تقطر الدما
نبيل صالح
التعليقات
تعبنا
أنت رائع
تحية ل النبيل
أبو أحمد الفلكي السوري
هانيبعل واسقاط تاريخي
(بو أحمد الفلكي السوري)
اما ان للعرب ان يصبحو عربا ام
تحية إلى السوريين؟
كم تنكأ الجراح ايها الاسلام
أيها النبيل
صراحة مطلوبة
المتثورين الجدد و الزبالة المكررة
الى عبد الله نحن اسفون
أثقفوهم حيث وجدتموهم
الحلم السوري
نحن السوريين
ضياع القانون و العقوبات الرادعة
القافلة سائرة بنور الحق وخير النوايا...
مع عدم الموافقة!
إعادة تأهيل المجتمع السوري
إضافة تعليق جديد