موسكو: خطط خفيّة حول سوريا وتقارير عن تسليح تركي لمعارضين
أعلنت سوريا، أمس، أن العقوبات الأميركية والأوروبية ضد قطاعها النفطي أدت، منذ أيلول الماضي، إلى خسائر بلغت حوالى 4 مليارات دولار، مشيرة إلى أنها تحاول تغطية العجز في مادتي المازوت والغاز عبر الاستيراد من إيران والجزائر وروسيا، فيما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن لدى بعض الدول «خططا خفية، وترغب في الواقع في تغيير النظام» السوري.
ونقلت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية في تقرير لمراسلها مايكل وايس، خلال رحلته في محافظة هاتاي التركية، عن عناصر من «الجيش السوري الحر» قولهم إن «تركيا لا تسهم فحسب في اختيار قادة المعركة، بل في تدريب السوريين في اسطنبول. كما تمّ استدعاء البعض من قبل الاستخبارات التركية خلال الأيام الماضية، ونقلت شحنات كبيرة من رشاشات الكلاشينكوف من قبل الجيش التركي إلى الحدود التركية ـ السورية».
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الكلام يؤكد التقارير عن تسهيلات أميركية لنقل السلاح الخليجي إلى المعارضين، في ما يبدو «تحولاً في السياسة الأميركية التي تأمل في حلّ للأزمة السورية معترفة بأن الانزلاق إلى مواجهة عسكرية بات أمراً لا مفرّ منه».
وعشية أول اجتماع لمجلس الشعب السوري الجديد اليوم، اعتبرت وزارة الخارجية السورية، في وثيقة وجهتها إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان التابع لها، أن «الشعب السوري أكد عبر المشاركة الجماهيرية في الانتخابات (في 7 أيار الحالي) رفضه تهديدات المجموعات الإرهابية، والتي تولى داعموها وممولوها في الخارج التشويش الإعلامي والتضليل حول مجريات العملية الانتخابية».
في هذا الوقت، أعلن مدير إدارة شؤون مجلس الجامعة العربية محمد زايدي أنه سيتم عقد اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، برئاسة قطر، في القاهرة في 2 حزيران المقبل، لبحث آخر تطورات الأوضاع على الساحة السورية، بعد التقرير الذي سيقدمه مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان إلى مجلس الأمن نهاية أيار الحالي.
وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي أن بعثة الأمم المتحدة في سوريا ستقوم خلال اليومين المقبلين بتقديم أول تقرير رسمي إلى أعضاء مجلس الأمن بشأن مهمة المراقبين وما تم إنجازه حتى الآن من النقاط الست الواردة في خطة انان. وقال نائبه فرحان حق أن مجلس الأمن سيناقش التقرير الذي أعدته بعثة المراقبين الدوليين في جلسة خاصة الأربعاء المقبل.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وفودا من المراقبين زارت حماه وبلدة صوران في ريفها، وحمص والمعضمية في ريف دمشق ومستشفى تشرين العسكري بدمشق ودرعا وريفها.
وأعلن وزير النفط السوري سفيان العلاو، في مؤتمر صحافي في دمشق، أن «ناقلة فنزويلية محملة بـ35 ألف طن من المازوت وصلت إلى سوريا قبل يومين، وأن فنزويلا تجهز ناقلة جديدة ستتوجه إلى سوريا قريبا».
وقال العلاو إن «إنتاج سوريا من مادة الغاز المنزلي يغطي نحو 50 في المئة من حاجة البلاد، وهناك مناقشات لتأمين المادة من إيران والجزائر، ويتم بذل جهود كبيرة من كل الجهات المعنية في سوريا، وبكل الوسائل المتاحة لتعويض النقص وتأمين المادة للمواطنين».
وكشف عن أن «قطاع النفط السوري خسر نحو 4 مليارات دولار نتيجة العقوبات الأوروبية والأميركية الجائرة، والعقبات التي وضعت أمام تصدير واستيراد النفط والمشتقات البترولية منذ بداية أيلول الماضي حتى الآن». وأعلن أن «اللجنة السورية ـ الروسية المشتركة تبحث في موسكو إمكانية إبرام عقد طويل الأجل مع روسيا لتوريد المازوت والغاز المنزلي إلى سوريا».
وأعلن وزير الصحة السوري وائل الحلقي، خلال لقائه رئيسة قسم الصحة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر فاليري ساسين ورئيسة بعثة اللجنة في سوريا ماريان غاسر، أن «الحصيلة الإجمالية للأضرار التي تعرض لها القطاع الصحي منذ بدء الأحداث وصلت إلى 22 شهيدا و42 جريحا من أطباء وممرضين وطواقم منظومة الإسعاف وتخريب 24 مستشفى، و84 مركزا صحيا، إضافة لتدمير 199 سيارة إسعاف وإمداد».
واعتبرت وزارة الخارجية السورية، في وثيقة «حول الانتخابات التشريعية»، أودعتها لدى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، أن «تجربة الانتخابات هذا العام هي تجربة جديدة بالنسبة لسوريا رغم الدور المهم لعمل مجلس الشعب خلال سنوات».
وأوضحت الوزارة، في الوثيقة التي نشرت «سانا» نسخة منها، أن «الإرهابيين المتحالفين مع المجموعات المسلحة لم يريدوا لهذه العملية النجاح، ولم يريدوا لعملية التقدم والإصلاح أن تستمر في سوريا، وأرادوا فرض التطرف والسلفية والإرهاب على المجتمع السوري، كي يعطوا لأنفسهم ولداعميهم الذرائع باستمرار حمل السلاح وقتل السوريين وخطفهم وتعذيبهم وتدمير ممتلكاتهم وانتهاك حقوق الإنسان».
وأشارت إلى «انه بينما عملت بعض المجموعات الإرهابية المسلحة على التشويش على العملية الانتخابية في بعض المناطق، من خلال تهديد المواطنين لعدم المشاركة، تولى داعموها وممولوها في الخارج التشويش الإعلامي والتضليل حول مجريات العملية الانتخابية». وأكدت «رفض الشعب السوري التهديد»، و«استجابته لصوت الإصلاح واختبار العملية الديموقراطية الجديدة، فكانت المشاركة الجماهيرية في الانتخابات واسعة إذا ما تم النظر إليها في إطار الظروف التي رافقتها».
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي في موسكو، إن «هدف المجموعات المسلحة والأطراف الممولة لها واضح، وهو نسف خطة انان لحل الأزمة سلميا». وطالب «بالكف عن إتباع سياسة مزدوجة في الشأن السوري، ففي حين ينتظر من الحكومة تنفيذ بنود خطة انان، لا يتم لجم المعارضة، أو حتى مطالبتها بالمثل، وواقع الحال أن أطــرافا تشجع المعارضة على مواصلة الاستفزازات العسكرية».
وأضاف «ينبغي ألا يتحيز المرء إلى طرف، يتوقع تنفيذا غير مشروط للخطة من جانب الحكومة في حين أن المعارضة، ليست فقط مطلقة اليدين، وإنما في واقع الأمر يجري تحريضها لمواصلة الاستفزازات المسلحة». وعبر عن شكوكه في أن يكون لدى بعض الدول «خطط خفية وترغب في الواقع في تغيير النظام». وتابع «يتعين على هؤلاء أن يعلنوا صراحة ما يريدونه. يريدون حلا سياسيا في سوريا يستند إلى المبادئ التــــي وافــق عليها مجلس الأمن، أم أنهم يريدون تغيير النظام».
واقترح نائبه وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف عقد محادثات في موسكو بين النظام والمعارضة، برعاية الأمم المتحدة. وقال، في مقابلة مع مجلة «في آي بي ـ بروميير»، إن «روسيا اقترحت بدء هذا الحوار في موسكو، نظرا إلى تحفظات المعارضة (في الخارج) عن التوجه إلى سوريا والطابع غير المقبول في نظر السلطة لعــقد الاجتـــماع في القـاهرة برعــاية الجامعة العــربية».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد