أحلام الشيطان و العصر الاسرائيلي

علي عبد الرسول  بدران :

النشوة الاسرائيلية مستحقة لكنها لن تمنح اسرائيل شرق اوسط تحلم به تحت سيطرتها. و ما كان قبل ٢٧ ايلول من خطر اعداء اسرائيل على وجودها لم يتغير منه شيء بل زاد الخطر بفعل الحافزية النفسية وبفعل سقوط محاذير الضرب دون حساب على مواطن ضعف الصهاينة وبفعل توسع جمهور الم ق اومة ليشمل كل الاحرار والوطنيين اللبنانيين.
فالقول ان الصهاينة يريدون التراجع عن الترسيم البحري وعن الخط الازرق يفترض ان اللبنانيين استسلموا وهذا لن يحصل.
هؤلاء في لبنان ليسوا جيش ابو تنورة ان قتلت اسرائيل او اميركا قائدهم  استسلموا.
هؤلاء قوة منظمة على مستوى خلية  وعلى مستوى فصيل وكتيبة ولواء وفرقة لكن يمكنهم القتال بشكل مستقل وفق ترتيب منفصل تماما من الخلية لوحدها الى الفرق.
خسارة ٢٠٠٠ مقاتل وجرح عشرة الاف وفقدان أمين عام و اركان حربه الستين وضرب مخازن فرعية للصواريخ لا يزد ما تحويه عن الفي صاروخ بحسب الاعترافات الاسرائيلية التي زعمت انها ضربت نصف مخزون الصواريخ ثم تراجعت لعشرة الاف صاروخ ثم اعترفت انها  لم تضرب سوى مخازن فرعية بعضها يحتوي ١٢ صاروخ غراد او خيبر.
اغتيال أمين عام قصة كبيرة جدا وقد تنهي جيشا عاديا لكن في لبنان، ووسط الشيعة  الجهاديين، اغتيال القائد له مفعول عكسي، فبدل احباط المقاتلين سوف ينضم اليهم عشرات الالاف ممن لا ينتمون اصلا اليهم ليشاركوا في الانتقام.
 انجازات سفاح غزة في سبعة ايام من الحرب الشاملة وما سبقها من مناوشات منذ الثامن من تشرين كبيرة جدا لكنه لن تبدل الشرق الاوسط انما ستبدل فقط ستين من قادة الصف الاول في الحزب الذي هزم اسرائيل بحرب ٢٠٠٦ ب ٣٠٠٠ صاروخ كورنيت فقط استعمل منها المئات لا غير.
ما حصل في لبنان يماثل ما قد يحصل في اسرائيل اذا اصيب مقر الحكومة الصهيونية و قتل نتنياهو ووزراء حكومته ورئيس الاركان وضباطه  وقادة الاجهزة الامنية.
لو حصل ذلك بضربة صاروخية على مقرات اسرائيلية وقتل فيها كل من سبق ومعهم خمسة الاف جندي وضابط اسرائيلي فهل يمكن للحزب دخول تل أبيب وفرض الاستسلام على الكيان؟؟
انتشوا... وافرحوا، ثم اهربوا من فكرة  غزو لبنان كي تحفظوا نصركم على أشخاص قتلتموهم لكن ما قيمة ذلك عسكريا وتنظيميا بوجود مئة الف مقاتل من الواضح انهم لن يرفعوا الراية البيضاء؟

آسيا نيوز