تفاهمات تركية ـ سعودية ضد سورية
الجمل: سعت دمشق لجهة القيام بحسم مصادر التوترات السياسية والعنف السياسي في مدينة اللاذقية، وبالمقابل لذلك سعت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية الغربية والتركية وبعض الوسائل الإعلامية العربية لجهة تصعيد شدة التقارير، فما هي طبيعة التصعيدات الجديدة وما مدى مصداقية المعلومات الخارجية التي تحدثت عن بعض المؤشرات التي تفيد لجهة أن شيئاً ما يجري من أجل التعامل مع الملف السوري؟
* تطورات الموقف التركي: توصيف المعلومات الجارية
تحدثت العديد من التقارير الإقليمية والدولية عن تزايد حرارة التصريحات الجارية والتي ظلت تحمل الرسائل التركية إلى دمشق، والرسائل السورية إلى أنقرا، وعلى خلفية ذلك، برزت المزيد من المعلومات التي تحدثت عن تصريحات وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الأخيرة، باعتبارها تندرج ضمن الجهود التركية الجارية منذ فترة طويلة من أجل تمهيد المسرح الدبلوماسي لتقبل سيناريو تركي جديد يتضمن استخدام العديد من الوسائل التدخلية النوعية الجديدة في المسرح السوري، وفي هذا الخصوص أشارت المعلومات إلى النقاط الآتية:
• تحدث وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، عن ما أسماه بـ(الفرصة التركية الأخيرة لدمشق). ولكن سونير كاغابتاي خبير الشؤون التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى التابع للوبي الإسرائيلي كشف عن أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، من خلال محادثتها التلفونية التي أجرتها مع الوزير داوود أوغلو عشية زيارته الأخيرة إلى دمشق، قد قامت بإخطاره صراحة بأن تكون زيارته هذه بمثابة الفرصة الأخيرة، لأن واشنطن لن توافق على قيام الوزير داوود أوغلو بزيارة أخرى لدمشق.
• لاحظ بعض المراقبين، تغيراً في لهجة وأسلوب بعض أجهزة الإعلام التركية، إزاء سورية، بما يضمن قيام الأطراف التركية المعارضة لأردوغان بتخفيف انتقاداتهم لتورط أنقرا في الملف السوري، الأمر الذي يعكس تلميحاً مفاده أن خصوم أردوغان هم في نفس الوقت حلفاء واشنطن، وبالتالي، فقد بدا الأمر وكأنما أوعزت لهم واشنطن بضرورة التزام الصمت حيال ملف دمشق.
• سعت بعض الأطراف التركية الوثيقة الصلة بواشنطن وإسرائيل، إضافة إلى بعض الأطراف المرتبطة بالزعيم أردوغان، لجهة اتهام دمشق بأنها بدأت تمضي باتجاه عدم التعاون مع أنقرا في ملف إرهاب حزب العمل الكردستاني التركي.
• تحدثت المصادر التركية عن قيام السلطات التركية بإجبار طائرتين إيرانيتين على النزول في مطار دياربكر التركي، والقيام بإخضاعهما للتفتيش الدقيق، وسمح لهم بعد ذلك بالإقلاع ومواصلة الرحلة إلى سورية.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الخبراء الأتراك، قد سعوا باهتمام بالغ لجهة رصد وتحليل أبعاد زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الأخيرة إلى دمشق، وفي هذا الخصوص، فقد وصف الخبير التركي حاسان كانبولات، الزيارة بأنها نقطة بداية النهاية في ملف علاقات تعاون خط دمشق ـ أنقرا.
* خارطة طريق أنقرا الجديدة: مع من وإلى أين؟
تقول المعلومات والتسريبات، بأن زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة إلى العاصمة السعودية الرياض، ولقاءه مع الملك، قد شكلت تطوراً دبلوماسياً هاماً في علاقات التعاون السعودي ـ التركي إزاء سورية، وما هو لافت للنظر تمثل في أن فعاليات هذه الزيارة جاءت متزامنة مع فعاليات سرية جمعت بين خبراء قيادة حلف الناتو وبعض كبار جنرالات الجيش التركي، وذلك لإجراء المزيد من التفاهم حول النقاط الآتية:
• بناء الفهم المشترك إزاء ما هو المطلوب القيام به بجهد مشترك من أجل التعامل مع ملف الحدث السوري.
• ما هي الوسائل المتاحة والممكن استخدامها لجهة التعامل مع ملف الحدث السوري.
وفي هذا الخصوص، أشارت المعلومات والتسريبات إلى أن جميع الخيارات قد تمت مناقشتها، وتم الاتفاق على أن يتم التعامل بشكل مندرج إزاء ملف الحدث السوري، وقياساً على ذلك، فإن الخيار الذي استقر عليه التفاهم تمثل في الأتي:
• استبعاد خيار التدخل العسكري المباشر المرتفع الشدة، وذلك تفادياً لمخاطر الوقوع في مواجهة المصاعب على غرار ما حدث في سيناريو التدخل العسكري الدولي المباشر الجاري حالياً في ليبيا.
• التأكيد على خيار القيام برفع قدرات المعارضة المسلحة السورية، وذلك عن طريق تزويدها ببعض القدرات العسكرية المتطورة والمتمثلة تحديداً: إمداد المعارضة المسلحة السورية بالمقذوفات الصاروخية المضادة للدبابات والدروع وطائرات الهيلكوبتر.
هذا وأضافت التسريبات بان خبراء حلف الناتو وكبار القادة العسكريين الأتراك برغم توافقهم على خيار تزويد المعارضة المسلحة السورية بهذه القدرات، فإن المشكلة التي مازالت قيد النظر بالنسبة لهم، تتمثل في تحديد الكيفية التي يمكن عن طريقها نقل وتوصيل هذه القدرات إلى الطرف المطلوب، وفي هذا الخصوص تقول التسريبات، بأن المفاضلة تجري حالياً ضمن الآتي:
• الخيار الأول: أن تسعى القوات التركية لجهة إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية الشمالية، بحيث يتم استخدام هذه المنطقة بشكل مزدوج يتضمن من ناحية استقبال النازحين، ومن الناحية الأخرى في نفس الوقت مكان لتزويد عناصر المعارضة المسلحة السورية بالقدرات الجديدة.
• الخيار الثاني: أن تقوم بعض وحدات القوات التركية بالتسلل إلى داخل الأراضي السورية، والقيام بتسليم عناصر المعارضة السورية القدرات الجديدة ضمن مناطق لقاء سرية يتم الاتفاق عليها وتحديدها سلفاً.
هذا، وتتحدث التسريبات عن تأكيدات أمريكية لجهة ضرورة اعتماد حملة ذرائع جديدة من أجل إفهام الرأي العام الأميركي والتركي والأوروبي والشرق أوسطي بأن قيام تركيا وحلفاء الناتو بتزويد المعارضة المسلحة السورية بالمزيد من القدرات العسكرية هو أمر يهدف إلى موازنة قيام دولة أخرى شرق أوسطية بتقديم الدعم العسكري لدمشق لمواجهة المعارضة المسلحة. وإضافة لذلك أكدت التسريبات بأن واشنطن قد أعدت العدة لجهة استغلال فرصة الحدث السوري بما يتيح لها إرسال الأعداد الكبيرة من العناصر الجهادية المسلحة، وذلك بالتنسيق مع العديد من المنظمات الدينية الوثيقة الصلة بواشنطن والتي سبق وأن تعاملت مع الأجهزة الأمريكية في عمليات تعبئة وتجنيد وإرسال المسلحين الجهاديين إلى مسرح الحرب الأفغانية للقتال ضد القوات السوفيتية التي كانت موجودة هناك في حقب سبعينات وثمانينات القرن الماضي.
الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة
التعليقات
مش تفاهمات .. هيدي تفاهات !!
رغم جهودهم البحثية الكبيرة وعلمائهم العظام لكنهم يبدون غباء كبير
المهم عندهم خراب سوريا
سقط القناع
إضافة تعليق جديد