بان كي مون يحذر من إعادة النظر بمهمة المراقبين وأوباما يمدد عقوباته

10-05-2012

بان كي مون يحذر من إعادة النظر بمهمة المراقبين وأوباما يمدد عقوباته

تعرضت مهمة المراقبين الدوليين في سوريا، وبالتالي خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان الى ما يشبه محاولة اغتيال من خلال العبوة المتفجرة التي استهدفت موكب رئيس بعثة المراقبين الجنرال النروجي روبرت مود، وأدت الى جرح عشرة من الجنود السوريين الذين يواكبون قافلة المراقبين خلال مهمة الى مدينة درعا.
وظهرت تداعيات التفجير على الفور حيث أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن انفجار العبوة بعد لحظات من مرور موكب المراقبين في درعا، قد يؤدي إلى إعادة النظر بمهمة الأمم المتحدة في سوريا. وفي سياق آخر، تواصلت عملية فرز أوراق الاقتراع في الانتخابات التشريعية التي جرت الاثنين الماضي، من دون تحديد موعد نهائي لصدور النتائج. جندي سوري أصيب بانفجار عبوة استهدفت موكباً للمراقبين الدوليين على مدخل درعا خلال نقله إلى المستشفى أمس (أ ب)
وأصيب 10 جنود سوريين بانفجار عبوة عند مدخل مدينة درعا بعد ثوان من مرور موكب للمراقبين الدوليين، بينهم الجنرال روبرت مود والمتحدث باسم البعثة نيراج سينغ.
وقال مراسل لوكالة «اسوشييتد برس» الذي كان ضمن الموكب، ان انفجار العبوة هشم نوافذ الشاحنة العسكرية، لكنه لم يصب موكب المراقبين. وأوضح أن الانفجار وقع على بعد مئة متر من سيارات المراقبين. ونقل عن جندي في الجيش السوري قوله «كنا نقود خلف موكب مراقبي الامم المتحدة عندما انفجرت العبوة، ما ادى الى إصابة ملازم أول وخمسة جنود».
وأعلن بان كي مون، في بيان نشره المتحدث باسمه مارتن نيسيركي، ان تفجير العبوة قد يؤدي الى إعادة النظر بمهمة الامم المتحدة في هذا البلد. وقال إن «مثل هذه الحوادث التي تضاف الى أعمال العنف المتواصلة التي تبلغنا بحصولها في عدد كبير من المدن في سوريا، تعيد طرح مسألة التزام الأطراف بوقف العنف وقد يكون لها تأثير مباشر على مستقبل مهمة» الأمم المتحدة.
واعتبر بان كي مون ان تواصل العنف يزعزع خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان «التي ربما لا تزال الفرصة الاخيرة لاستقرار البلاد وإبعادها عن الحرب الاهلية». واشار الى اصابة 10 جنود في الانفجار، لكنه أوضح انه لا يوجد اي دليل على انه كان يستهدف المراقبين.
وقال مود انه لا يعرف ما اذا كان الانفجار يستهدف المراقبين او الجيش السوري. وأضاف «ليس مهما التكهن بمن كان الهدف أو ماذا كان الهدف، بل توضيح ان هذا هو ما يشهده السوريون كل يوم وان ذلك ينبغي ان يتوقف»، معتبرا انه «مثال حي على أعمال العنف التي لا يحتاجها السوريون». ونقل سينغ عن مود قوله «من الضروري أن تتوقف أشكال العنف كافة، ونحن سنبقى مركزين على مهمتنا».
ويعمل على مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا 70 مراقبا، على ان يرتفع عددهم الى 300 في الاسابيع المقبلة. وقال سينغ إن «أربعة مراقبين استقروا امس (الثلاثاء) في مدينة حلب»، مشيرا الى ان «عدد المراقبين سيرتفع الى أكثر من مئة في اليومين المقبلين».
وقال مود، في مؤتمر صحافي في درعا، إن «وفد المراقبين الدوليين الذي يضم مراقبين ورجال الحماية والأمن وصحافيين من مختلف وكالات الأنباء العالمية والصحف تعرض لانفجار عبوة وضعت في طريق الوفد، وكان هناك جرحى من رجال الحماية وأحد الصحافيين.
ونقلت وكالة (سانا) عن مود قوله إن «هذا الانفجار يدل على وجود العنف، ويعكس صورة العنف والتحدي للأحداث في سوريا». واعتبر أنه «حتى تخرج سوريا من الأزمة يجب أن يكون ذلك بناء على قرار السوريين أنفسهم، وان على مختلف الأطراف فيها أن تتواصل مع بعضها لحل الأزمة».
وتابع «اجتمعنا مع المراقبين الموجودين في درعا وأخبروني عن الوضع في المحافظة، وشعورهم بالترحيب من قبل الجميع»، مشيرا إلى أن «عدد المراقبين المتواجدين في سوريا الآن هو 70 مراقبا وسيصبحون 100 خلال اليومين المقبلين»، معتبرا انه «مهما كان عدد المراقبين فسنكون بمثابة شخص واحد، وسننقل ما نراه بأعيننا».
وحول التقرير الذي قدمه مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان إلى مجلس الأمن امس الاول، قال مود «لا نستطيع التعليق عليه لأننا نحن من قدم التقرير بناء على مشاهداتنا على أرض الواقع، وأعتقد أن المجتمع الدولي كان له رأي متوازن حول التقرير».
وأدانت باريس «بحزم» التفجير، محملة السلطات السورية «مسؤولية امن المراقبين» كما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو. واعتبر أن مداخلة انان أمام مجلس الأمن «تعكس الحاجة الملحة والعاجلة للتنفيذ الكامل لخطته بشأن سوريا».
وذكرت «سانا» ان محافظ حلب موفق خلوف قدم لوفد من بعثة المراقبين في مبنى المحافظة، «شرحا عن مدينة حلب وأهميتها الاقتصادية، الصناعية والتجارية والزراعية، وتوزعها السكاني والجغرافي». وأشار إلى أن «المحافظة بقيت هادئة منذ بداية الأزمة التي تمر بها سوريا، إلى أن دخلتها بعض المجموعات الإرهابية المسلحة من خارج المحافظة وقامت بالعديد من الأعمال الإجرامية». وأبدى «استعداده لتقديم كل ما من شأنه مساعدة البعثة في مهمتها».
ونقلت عن رئيس الوفد بلاس فرانكو اشارته الى ان «الاعلام الغربي يقدم رؤية مخالفة لما هو موجود على أرض الواقع، ويبالغ في الأحداث التي تمر بها سوريا»، موضحا ان «الوضع طبيعي في حلب، ولم ير فيها ما يشوب الأمن والهدوء».
وكان اعضاء الوفد، الذي ضم اربعة مراقبين برئاسة فرانكو، زار مناطق باب الحديد والقاطرجي والميسر وباب النيرب والمحلق وطريق المطار.
ودعا «رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر العميد» مصطفى الشيخ المجتمع الدولي إلى توجيه «ضربات نوعية ضد مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية، مثلما حدث في ليبيا». واعتبر أن «عمليات من هذا النوع ستختصر عمر النظام وستحول دون انزلاق البلاد إلى حرب أهلية».

وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات في سوريا القاضي خلف العزاوي، في تصريح لوكالة «سانا»، «تردنا بشكل متتال نتائج انتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الأول للعام 2012 من رؤساء اللجان القضائية الفرعية في المحافظات، ولم تكتمل بعد هذه النتائج لغايته».
وأكد العزاوي أن «اللجنة العليا للانتخابات ستعلن عن موعد إعلان النتائج النهائية للانتخاب قبل يوم واحد على الأقل من الموعد والمكان اللذين ستحددهما، وستتم دعوة وسائل الإعلام كافة لحضور إعلان النتائج النهائية».
وحول ما يتم تداوله من تسريبات عن نتائج الانتخابات في بعض الدوائر الانتخابية، قال العزاوي إن «هذه التسريبات غير دقيقة ولم نعلن أو يسرب من قبلنا أي نتائج للانتخاب».
وعن إعادة الانتخاب في مركزين في الحسكة، أوضح انه «نتيجة للاعتراضات التي قدمت للجنة القضائية الفرعية في الحسكة فقد تم إلغاء المركزين واعادة الانتخاب فيهما اليوم (أمس)».
وذكرت «سانا» ان اللجان القضائية الفرعية في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة والرقة وطرطوس وادلب انهت عمليات فرز الأصوات في المراكز الانتخابية، بينما تستمر في المحافظات الأخرى.
وقال رئيس «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» قدري جميل، في مؤتمر صحافي في دمشق، إن «الجبهة دخلت العملية الانتخابية بهدف أن تتحول هذه العملية لنقطة انطلاق واستكمال جدي للعملية السياسية المرجوة في البلاد، وأن تساعد على إطلاق الحوار الوطني المنشود». وأشار إلى أن «النتائج الأولية تبين تقدم مرشحين عديدين للجبهة، ونجاح بعضهم ومقاربة بعضهم الآخر للنجاح، رغم أن فرز الأصوات لم ينته في العديد من المناطق».
واعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الدول العربية والأفريقية حسين امير عبد اللهيان، في طهران، ان «اقامة الانتخابات البرلمانية في سوريا خطوة مهمة»، مضيفا ان «سوريا تخطو خطوات أساسية في مجال الإصلاحات». وتابع ان «الشعب السوري الواعي يعتبر دوما السبل السياسية بأنها انسب وانجع السبل، وانه من خلال الانتخابات البرلمانية رد بشكل حازم على التدخلات الأجنبية والعمليات الإرهابية الفاشلة». وقال ان «إيران تدعم بشكل حازم الشعب السوري المقاوم ومشروع الإصلاحات الذي ينتهجه الرئيس بشار الأسد».

ومدد الرئيس الأميركي باراك أوباما «حالة الطوارئ الوطنية» التي تفرض عقوبات على الحكومة السورية، مشددا على أن «الولايات المتحدة تدين استخدام نظام بشار الأسد للعنف الوحشي وانتهاكات حقوق الإنسان». ودعا «نظام الأسد إلى التنحي والبدء فورا في عملية انتقال سياسي تسير نحو مسار موثوق في مستقبل يحقق المزيد من الحرية والديموقراطية والعدالة للشعب السوري».
وأعلن أوباما، في قرار، أرسله إلى الكونغرس ومدد فيه العمل بالقانون الساري منذ العام 2004، أن «الولايات المتحدة ستنظر في ما يستجد من تغييرات في تشكيل وسياسات وإجراءات الحكومة السورية لتحديد ما إذا سيتم الاستمرار في مـــتابعة أو إنهاء حالة الطوارئ الوطنية في المستقبل».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...