الحريري يغادر دمشق بعدالا تفاق على التنسيق والتواصل
اختتم رئيس وزراء لبنان سعد الحريري زيارته لسورية، بابتسامة عريضة، آملا في أن تشهد علاقات البلدين «سما زرقا»، مؤكداً أن نتائج زيارته ستترجم على الأرض، وأنه والرئيس بشار الأسد بحثا كل موضوع يهم اللبنانيين مثنيا على انفتاح الرئيس الأسد على بحث أي موضوع مشترك.
وكان الحريري اجتمع بالرئيس الأسد للمرة الثالثة صباح أمس، ليصبح مجموع جلساتهما ثلاثاً، بينها خلوة طويلة يوم أمس الأول تجاوزت الساعات الثلاث، وأخرى بعد عشاء أقامه الرئيس الأسد على شرفه مع مسؤولين سوريين بارزين، وثالثة على مائدة الإفطار وقاربت الساعتين. وفي ختام اجتماعهما أكد الجانبان ضرورة البناء على ما اتفق عليه خلال هذه الزيارة التي تشكل نقطة انطلاق لاستعادة التعاون بين حكومتي البلدين ومتابعة المواضيع التي نوقشت من قبل الجهات المختصة للارتقاء بالعلاقات السورية اللبنانية إلى ما يطمح إليه الشعبان الشقيقان.
كما تم الاتفاق على قيام مؤسسات ووزارات البلدين بالتنسيق والتواصل مباشرة لإزالة العقبات التي تعترض علاقات التعاون على جميع الصعد.
وكان الحريري الذي بدت حركته أكثر خفة اليوم اختتم زيارته بزيارة رمزية للسفارة اللبنانية في دمشق، في مقرها الكائن مؤقتاً في أبو رمانة، فالتقى بطاقمها كما عقد مؤتمراً صحفياً قبيل مغادرته. وأكد الحريري في مؤتمره الصحفي في مقر السفارة اللبنانية في دمشق أنه والرئيس الأسد خاضا في أحاديث ودية ودافئة. مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية ستستفيد من هذه الأجواء، وموضحاً أن أي علاقات مميزة بين البلدين يجب أن تكون مبنية على الصراحة والصدق.
وأضاف الحريري: إن «العلاقة بين سورية ولبنان صادقة وودية، وقد بحثت مع الرئيس الأسد كل ما يهم الشعبين وتطرقنا لكل المواضيع بشكل إيجابي».
وتابع الحريري: «نريد علاقات جديدة بين البلدين ترى الأمور الإيجابية.. علاقات تحل الأمور بشكل هادئ وصريح وغير استفزازي».
وشدد الحريري أكثر من مرة خلال المؤتمر الصحفي على أن مباحثاته مع الرئيس الأسد كانت «جيدة وممتازة وصريحة» مشيراً إلى أن الرهان سيكون «على مستقبل أفضل بين البلدين في كل المجالات» وقال: «نحن نريد علاقات مميزة مع سورية، والعلاقات المميزة تكون قائمة على الصراحة والصدق، ومن هذا المنطلق بحثنا مصلحة البلدين وكيف يمكن لنا أن نقدم العلاقات بشكل إيجابي» مشدداً على أن تسجيل النقاط بشكل سلبي لا يفيد البلدين.
وقال الحريري: «اتفقت والرئيس الأسد على مجموعة خطوات حتى تكون هناك خطوات عملية ليست مبنية فقط على العلاقات الشخصية بل على أسس تفيد البلدين والشعبين».
وفي رده على سؤال حول كيف سيستقبل حلفاؤه في بيروت زيارته لدمشق أوضح الحريري «أنا جئت إلى هنا كرئيس حكومة كل لبنان، ولم آت كرئيس حكومة فريق سياسي لبناني، ومن هذا المنطلق فإن الحرص من كل الأصدقاء السياسيين والأصدقاء بالحكومة اللبنانية، هو من أجل بناء علاقة ودية بين الدولتين والشعبين، وهذا الكلام قلناه في البيان الوزاري، وأقررناه في مجلس النواب الذي منحنا الثقة على أساسه لذلك هناك الكثير من الأمور التي ناقشناها تهم اللبنانيين، ومن الممكن أن تكون طريقتي مختلفة بمعالجة هذه الأشياء»، مشيراً «إلى أن الإعلام خلال تناوله بعض الأمور يمكن أن يساهم بتعقيدها بدلاً من معالجتها.. ونحن اتفقنا على كثير من الأمور التي تكلمت عنها الدكتورة بثينة شعبان أمس ومن بينها ترسيم الحدود».. وقال الحريري «إن أهم شيء هو أنه لا أحد هنا ليسجل نقطة على الآخر ونحن نريد أن نبني علاقات صادقة وحقيقية وإذا أراد كل واحد أن ينطلق من أن هذا الفريق سجل نقطة على الفريق الآخر فإننا في هذه الحالة نكون لم نحقق شيئاً لبناء العلاقات أي إذا كنا صادقين في هذه العلاقات فيجب علينا أن نبنيها على أسس صادقة وواضحة وأن تراعى مصلحة البلدين والشعبين».
وأضاف الحريري: لا شك في أنه كان هناك تباعد في مرحلة سابقة، والآن نحن تكلمنا كلاماً واضحاً وصريحاً وكان الرئيس بشار الأسد أيضاً واضحاً وصريحاً حيث إن مصلحة سورية أيضاً تقتضي أن يكون هناك وضوح وصراحة بين الدولتين والشعبين».
ورداً على سؤال عن كيفية ترجمة الحكومة اللبنانية هذه الأجواء الإيجابية للزيارة على البعدين السياسي والاقتصادي واجتماعات الحكومة قال الحريري: «هذا الشيء يجب أن يكون له عدة خطوات اتفقنا عليها مع الرئيس الأسد، وبالنسبة لما نريد القيام به معاً حتى تكون هناك خطوات عملية على الأرض ويرى الناس أن هذه العلاقات ليست علاقات شخصية فقط بل هي علاقات مبنية على أسس تفيد البلدين والشعبين».
وأضاف الحريري: «أنا رئيس حكومة كل لبنان وكان الرئيس الأسد حريصاً على أن تكون هذه الحكومة حكومة وحدة وطنية، وأن تجمع اللبنانيين دائماً وقد شكلت حكومة الوحدة الوطنية على أساس أننا سنجمع الحلفاء وغيرهم، والآن الكل مشاركون بالحكومة وكل وزير في حكومة الوحدة هذه هو وزير لكل لبنان مثل رئيس الحكومة هو رئيس حكومة لكل لبنان».
ورداً على سؤال عن الطابع الشخصي الذي خص به الرئيس الأسد زيارة الحريري وإن كانت تبدلت النظرة إلى العلاقات بين الجانبين قال الحريري «إن طابع الزيارة إن كان شخصياً أو عبر الاجتماعات التي دامت أمس أربع ساعات ومأدبة العشاء واليوم الإفطار، يدل على علاقة تبنى لمصلحة البلدين ولمصلحة الانفتاح على المستقبل موضحاً أن النقاش الذي جرى كان صريحاً وودياً ونحن نتطلع إلى أن نتعلم من الماضي ونبني للمستقبل».
وفيما يخص المحكمة الدولية أكد سعد الحريري أنه لم يتم التطرق للموضوع، مشيراً إلى ما سبق أن أكده الرئيس الأسد من أن المحكمة في المجتمع الدولي وهي تقوم بعملها وكلنا يريد الحقيقة».
وفيما يخص الدور السعودي في زيارة الحريري أوضح أن «الزيارة هي ضمن عدة لقاءات في سياق المصالحة العربية التي بدأها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد اللـه بن عبد العزيز في الكويت ثم في الرياض وقطر وهذه نتائجها» مشيراً إلى أن هناك مصالحات لتوحيد الصف العربي لمواجهة التعنت الإسرائيلي بالخروج من الأراضي الفلسطينية واللبنانية ومن الجولان، لافتاً إلى أن لبنان مهتم بأن يعود الجولان إلى سورية وأن هناك تشاوراً دائماً في هذا الموضوع.
وحول طرح موضوع قرية الغجر ونية إسرائيل الانسحاب منها قال الحريري: إن هذه القضية هي شأن لبناني ونحن شرحنا ما الذي يمكن أن يحدث ولكن هذا الموضوع سيطرح في مجلس الوزراء اللبناني وسيتخذ فيه قرار.
وحول الاستنابات أو الدعاوى القضائية المقدمة من القضاء السوري أوضح الحريري أن هذا الموضوع يتم حله من قبل الأجهزة المختصة في البلدين. ورداً على سؤال لـ«الوطن» عما ذكر عن لسانه أن زيارته إلى دمشق ستكون من أصعب الأمور عليه قال الحريري حازما «هذا هو الكلام الذي لا يفيد، ما يفيد هو البناء على الإيجابي، وألا نعمل على تسجيل نقاط على بعضنا» وأضاف موجها كلامه للإعلاميين «أنتم إعلاميين عندكم واجب أن تكونوا إيجابيين بالنسبة لهذه الزيارة، لأن الذي جرى من قبل الرئيس الأسد، والاستقبال الذي استقبلني به، ومجيئي إلى هنا، وفتح السفارات، والعلاقات التي في المستقبل ستبنى، والخطوات التي ستقوم بها الدولتان، ستترجم على الأرض».
زياد حيدر
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد