الحدث السوري والاستقواء بالأطراف الثالثة (الخطة ب)
الجمل: تحدثت التقارير والتسريبات عن العديد من التحركات الخارجية الساعية لإنفاذ حملة ضغوط جديدة ضد سوريا، وما هو جدير بالملاحظة يتمثل في أن الحراك الخارجي التصعيدي قد تزامن مع حراك داخلي باتجاه التهدئة، فلماذا هذا التزامن، وهل المطلوب إدارة التصعيد من الخارج بعد أن فشل التصعيد في الداخل؟
* مسرح التصعيد الخارجي: توصيف المعلومات الجارية
أشارت التقارير والتسريبات إلى حدوث المزيد من التحركات الخارجية الساعية إلى التدخل في الشأن الداخلي السوري، وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
• تحدث وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبييه قائلاً بأن فرنسا وبريطانيا أصبحتا على وشك الحصول على تسعة أصوات لجهة دعم مشروع قرار دولي سوف تقدمانه داخل مجلس الأمن الدولي، ويرمي إلى استهداف دمشق.
• تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون قائلة بأن واشنطن سوف تسعى بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لجهة القيام باتخاذ المزيد من التحركات ضد سوريا.
• تحدثت كاترين أشتون مسؤولة الشؤون الخارجية بمفوضية الاتحاد الأوروبي عن تفاهمات أمريكية ـ أوروبية من أجل القيام بفرض المزيد من الإجراءات الضاغطة ضد دمشق.
• تحدثت بعض التقارير والتسريبات عن جهود حثيثة من أجل دفع وكالة الطاقة الذرية العالمية لجهة القيام برفع تقرير إلى مجلس الأمن الدولي يتهم سوريا بأنها سعت إلى إنفاذ فعاليات برنامج نووي سري.
• نشر المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي تقريرا طالب فيه واشنطن وحلفاءها بضرورة العمل من أجل تصعيد ما أطلق عليه التقرير تسمية "البرنامج النووي السري السوري".
• اتهم البيت الأبيض الأمريكي سوريا بأنها المسؤولة عن تحريض الفلسطينيين ودفعهم من أجل انتهاك الحدود الإسرائيلية.
• سوف تتقدم إسرائيل بشكوى لمجلس الأمن الدولي تتهم دمشق وبيروت بالمسؤولية عن انتهاك الحدود الإسرائيلية.
هذا، وتقول التسريبات وإفادات شهود العيون، بأن العديد من عناصر جماعات المعارضة السورية الخارجية درجت على القيام بحشد يومي أمام مبنى رئاسة حلف الناتو الموجود في العاصمة البلجيكية بروكسل، وتقول إفادات شهود العيان بأن عبد الحليم خدام قد وصل إلى بروكسل قبل ثلاثة أيام، وبأنه أجرى مقابلة تلفزيونية مع قناة التلفزيون الإسرائيلي الثانية، وبعد ذلك ظل يشارك يومياً في الاحتجاجات أمام مقر رئاسة حلف الناتوبمشاركة عناصرمن جماعة الإخوان المسلمين مطالببين دول الحلف بالتدخل لإسقاط النظام في سورية ، وما هو مثير للاهتمام تمثل في مشاركة العديد من عناصر الجماعات اليهودية الأوروبية فيها . ونفس هذه المشاركات اليهودية رصدها شهود عيان في احتجاجات المعارضة بباريس، مستخدمة شتى الطرق والأساليب، والتي تضمن أحدها قيام بعض اليهود المغاربة بتقديم أنفسهم على أنهم سوريين يطالبون بدعم الاحتجاجات الجارية في "بلدهم سوريا".
* الحدث السوري ولعبة "الأطراف الثالثة"
تعتبر لعبة استخدام الأطراف الثالثة من أكثر التحديات خطورة في إدارة الصراعات السياسية في بلدان العالم الثالث والبلدان النامية، وعلى وجه الخصوص الموجودة في منطقة الشرق الأوسط، والتي ظلت لفترة طويلة، تمثل مخبراً رئيسياً لعمليات صراعات وحروب الوكالة. وعمليات التدخل الدولي المباشرة وغير المباشرة، والمعلنة وغير المعلنة، ومن أبرز الشواهد على لعبة استخدام الأطراف الثالثة نشير إلى الآتي:
• سعت المعارضة العراقية إلى استخدام الأطراف الثالثة والاستقواء بها بما يتيح إسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين. وبالفعل جاءت الأطراف الثالثة ولم تطح بنظام صدام حسين وحسب، وإنما أطاحت باستقلال وسيادة العراق بأن وضعته تحت الاحتلال الأجنبي الذي ما زال مستمراً.
• سعت المعارضة الليبية إلى استخدام الأطراف الثالثة والاستقواء بها بما يتيح إسقاط نظام الزعيم معمر القذافي. وبالفعل جاءت الأطراف الثالثة، ولكن أداءها السلوكي الحالي يشير بوضوح إلى أنها لا تهدف إلى تمكين المعارضة الليبية من الإطاحة بنظام القذافي والحلول محله، وإنما إلى شيء مختلف وهو: الحفاظ على الصراع الليبي ـ الليبي مستمراً بما يؤدي إلى إيقاع الأعداد الكبيرة من الضحايا، ثم القيام لاحقاً باستغلال ذلك ذريعة لجهة القيام بغزو ليبيا ووضعها لسنوات طويلة تحت الاحتلال الأمريكي ـ الفرنسي ـ البريطاني.
• سعت بعض الحكومات العربية إلى استقدام الأطراف الثالثة لإقامة قواعدها العسكرية ونشر قواتها على أرضها من أجل حماية حكوماتها من خطر نظام صدام حسين العراقي، ولاحقاً من الخطر الإيراني المزعوم. والآن، أصبحت هذه القواعد العسكرية وسيلة تم بموجبها وضع البلدان المضيفة تحت الاحتلال غير المعلن والذي سوف يستمر لسنوات طويلة قادمة تحت غطاء مختلف المسميات، والتي منها على سبيل المثال لا الحصر: الشراكة الاستراتيجية ـ التعاون الأمني ـ الروابط المتبادلة.. وهلم جراً.
أما بالنسبة لسوريا، فإن لعبة استخدام الأطراف الثالثة، قد بدأت خطواتها الأولى، وقبل بضعة أيام، انتهت "الخطة أ" بالفشل الذريع، وبدأت "الخطة ب"، وعلى ما يبدو فإن أولى فعاليات خارطة طريق "الخطة ب" قد تمثلت في الأحداث والوقائع المتزامنة الجارية حالياً:
• قيام اليهودي الأمريكي السيناتور جو ليبرمان بإعداد مسودة مشروع قرار تمهيداً لتقديمه لمجلس النواب الأمريكي، لجهة المطالبة بفرض المزيد من العقوبات والضغوط ضد سوريا. وتقول المعلومات الجارية بأن عضوة مجلس النواب الأمريكي اليهودية الأمريكية روز ليتانين، وعضو مجلس النواب الأمريكي اليهودي الأمريكي إيليوت أنجيل، والمرشح الجمهوري الرئاسي السابق السيناتور جون ماكين من أبرز الموقعين على مسودة العريضة.
• تحركت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون بشكل متزامن مع إجراءات العريضة على عجل إلى العاصمة الأوروبية بروكسل، حيث التقت بمسؤولة الشؤون الخارجية الأوروبية أشتون، وتفاهمتا على التعاون الأمريكي ـ الأوروبي المشترك لجهة استهداف دمشق، وبكلمات أخرى، فقد أصبحت أشتون على علم بمحتويات عريضة السيناتور ليبرمان.
تشير التوقعات إلى أن المثير للاهتمام هذه المرة، هو أن قيام مفوضية الاتحاد الأوروبي باستهداف دمشق، سوف يأتي بشكل يسبق قيام الكونغرس الأمريكي بإجراءاته المماثلة، وأيضاً بشكل يسبق فرنسا وبريطانيا بتحريك الإجراءات داخل مجلس الأمن الدولي، والهدف من ذلك كما هو واضح يتمثل في الآتي:
• رفضت روسيا بشكل صريح الموافقة على أي إجراءات أمريكية داخل مجلس الأمن الدولي تستهدف دمشق، ولكن بسبب المصالح والروابط الاقتصادية الروسية ـ الأوروبية، فإن واشنطن قررت هذه المرة أن تجعل المبادرة بالاستهداف ثانية بواسطة الأطراف الأوروبية، وذلك على أساس اعتبارات أن تكون المواجهة روسية ـ أوروبية داخل المجلس، ويتوقع الأمريكيون بأن تلجأ موسكو إلى الامتناع عن التصويت تفادياً للدخول في توترات مع الاتحاد الأوروبي.
• توجد خلافات داخل الكونغرس الأمريكي حول ملف سوريا، وعلى النقيض من جهود اليهودي الأمريكي جو ليبرمان، هناك جهود السيناتور الجمهوري رون بول الساعية إلى دعم عريضة تطلب من واشنطن عدم التدخل في الشأن السوري، وبالتالي، إذا نجحت المفوضية الأوروبية في اتخاذ إجراءات معادية لدمشق، فإن عريضة جو ليبرمان سوف تحصل على الأغلبية داخل الكونغرس باعتبار أنها تتماشى مع توجهات حلفاء أمريكا الأوروبيين.
وتأسيساً على ذلك، فإن المطلوب من عبد الحليم خدام، وبقية نادي المعارضة الخارجية بأقصى ما يمكن، الضغط باتجاه بناء رأي عام أوروبي معادي لسوريا. وهي العملية التي بدأت بالفعل: فقد أجرى عبد الحليم خدام مقابلة مع قناة التلفزيون الإسرائيلي الثانية وتفرغ بعد ذلك، لجهة الوقوف أمام مبنى حلف الناتو، فهل يا ترى سوف تأتي طائرات حلف الناتو لإعادة عبد الحليم خدام إلى دمشق، أم أن أصحاب حلف الناتو سوف يستغلون جهوده. وبعد إكمال عملية فرض العقوبات الساعية لإضعاف سوريا سوف يتخلون عنه، وكما يقول المثل الإنجليزي: دعنا ننتظر ونرى.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
التعليقات
يا لطيف
انك موقع رائع للمثقفين الوطنيين
يبدو ان الكهرباء عندك ضاربة
الموقع يقوم بنشر تحليل من
فعلا يا لطيف
شوية مرونة ياشباب
جميل
السلام عليكم كم عودني ابي
هناك ماهو ادهى
الجمل تستحق رفع القبعات
ja ja ja ja
سورية الله حاميها ويحميها
الله يحمي بلدنا
إلى المدعو aj
روح يا اخي الله يقويك
انا برأيي كل يلي قاعدين عم
الله يحمي سوريا الأسد بعد ماشفنا بعيوننا المتظاهرين الذين يحملو
الله يستر سورية من هكذا معارضة مجرمة وعميلة
حكي بحكي
االأسلام سلاح الغرب
حرام .....حرام
يا اخي ليش تاعببين حالكم فالج
إضافة تعليق جديد