رحيل المفكر الكبير سيد القمني

07-02-2022

رحيل المفكر الكبير سيد القمني

توفي يوم أمس الأحد المفكر المصري الكبير سيد القمني..رجل الكلمة الصادقة والمواقف الجريئة من الموروث العفن،والواقع المرير.

وهذه بعض من محطات حياته:


- ولد سيد محمد القمني في 13 مارس 1947، في مدينة الواسطى في محافظة بني سويف في مصر، ولقب القمني نسبة إلى مسقط رأس العائلة. -ترعرع القمني في بيئة متدينة لأب أزهري يعمل بالتجارة.


- وبدأ اهتمامه بالفلسفة عند دراسته في المرحلة الثانوية، وحصل على شهادة الفلسفة من جامعة عين شمس في عام 1969.


- وعمل مدرساً لمادة الفلسفة في المرحلة الثانوية لقنا في صعيد مصر، ومن ثم سافر للكويت للعمل، واستكمل مشواره العلمي للدراسات العليا في الجامعة اليسوعية في بيروت.


-ويعد القمني واحدا من الذين اثاروا الجدل في المجتمع المصري، حيث عرف بالكتابات والأفكار التي أثارت حفيظة ما يسمى بالتيار الإسلامي في العالم العربي، مما دفع مجموعة من  قيادات هذا التيار لوصفه بـ المرتد.

والقمني من مواليد  مارس 1947 في مدينة الواسطى بمحافظة بني سويف، جنوب  العاصمة المصرية القاهرة.

وتناولت الكثير من أعماله البحثية منطقة شائكة في التاريخ الإسلامي اتسمت كتابته فيها بالجرأة، خاصة في تصديه للفكر الذي تؤمن به جماعات الإسلام السياسي. وكان يقول إنه تابع لفكر المعتزلة (وهي فرقة إسلامية قديمة تؤمن بإعمال العقل عن النقل).

وحاول القمني في كتبه مثل: "الحزب الهاشمي تأسيس الدولة الإسلامية" و"حروب دولة الرسول" إظهار دور العامل السياسي في اتخاذ القرار الديني في التاريخ الإسلامي المبكر.

بينما يظهر في كتابه "النبي إبراهيم والتاريخ المجهول" تحليلات علمانية لقصص الأنبياء الأولين. 

ويعد كتابه "رب هذا الزمان" الصادر عام 1997، من أشهر أعماله، خاصة بعد أن صادره مجمع البحوث الإسلامية التابع لمشيخة الأزهر، وأخضع بعدها القمني لاستجواب في نيابة أمن الدولة العليا، حول "معاني الارتداد المتضمَّنة في كتابه".

وتصاعدت لهجة مقالات القمني ضد الإسلام السياسي خاصة عقب تفجيرات طابا في أكتوبر ،2004 حيث هاجم قيادات في تيار الإسلام السياسي. وقال إنه تلقى بعدها العديد من الرسائل التهديدية، التي تطالبه فيها بالعودة عن أفكاره وإلا تعرّض للقتل.

وفاز القمني بجائزة الدولة المصرية التقديرية في العلوم الاجتماعية لعام 2009، الأمر الذي لم يلقى ترحاب الإسلاميين، فرفع الداعية الإسلامي يوسف البدري، دعوة قضائية ضد وزير الثقافة آنذاك، فاروق حسني، وشيخ الأزهر، معتبرًا أن الجائزة إهدار للمال العالم، وأنها منحت لشخصية تسيء للذات الإلهية والدين الإسلامي.

وفي عام 2016، حقق النائب العام المصري في بلاغ قدمه المحامي المصري خالد المصرى، ضد القمنى، يتهمه فيه بازدراء الدين الإسلامي وسب الصحابة، علي خلفية ما قاله في ندوة أقامتها منظمة أدهوك في العاصمة البلجيكية بروكسل حول الإسلام السياسي.


- كتب سيد القمني في عدة مجلات منها مجلة "روز اليوسف"، وكذلك في الصحف وبعض المواقع الإلكترونية.

اخترت لكم أصدقائي أجمل ما قرأت من كتابه "الفاشيون والوطن":


-العلم يحتاج إلى تربة يبذر فيها، ويروى لينمو بتدريب العقل على المنهج العلمي في التفكير، وليس منهج الانتظار البليد لحدوث المعجزات وعودة الأساطير المغرية.


- وكان كل نظام يجد لمؤسسته أسانيدها الشرعية والنصية، مع عدد غفير من فقهاء كبار يبررون للنظام وجهة نظره ومنهجه السياسي، ومظالمه وقمعه للعباد.


- لا ينمو العلم ولا يزدهر في مناخ القهر والاستبداد، بقدر ما ينمو في مناخ الحريات.


-فالحضارة تزدهر وتنفتح عندما تنفتح على الآخر وتسمح بالتعددية، وتسقط عندما نسقط في الواحدية والمطلقات اليقينية والذات النرجسية المتضخمة.


- إن غياب الحريات يؤدي إلى غياب مفهوم الوطن، وإن التميز العرقي والطائفي تصحبه بالضرورة قوة القهر السياسي والمذهبي، فلا يفرز في النهاية سوى النكبات والهزائم.


-الحرب الآن هي حرب الحضارة التي تبدأ بسلامة منهج التفكير وتحرير الإنسان في الداخل من كل ما يعوق حريته في التفكير والإبداع والكشف، لأن العلم اللازم للتقدم لا ينمو إلا في مناخ حر تماما.


-إن الخطوة الأولى لإصلاح الخلل الحادث في الهوية هي الاعتراف بالتعدد والثراء والتمايز في تاريخنا، وبحق التمايز داخل وحدة الوطن.


-يبقى أن نعي أن التوحد لا يأتي من فوق بل من تحت.


وأن أول ما يعطي معنى الأمة وجودها المادي على الأرض هو المواطن الحر الواعي..
- الوطن لا يكون وطنا بدون تاريخه الذي صنعه شعبه، ومن هنا نبدأ.

 أهم انجازته: 


- يرى القمني أن القرآن يجسد نصّا تاريخيّا ولا ضير من وضعه موضع مساءلة إصلاحية نقدية..و اعتبر القمني أن القرآن هو أكثر من مجرد كتاب ديني، وأنه يحق له دراسته من منظور تاريخي، باستخدام المعايير العلمية المستخدمة في اختصاصات أخرى. 


-يرى أن الشريعة الإسلامية لا يصلح أي عنصر فيها للتطبيق اليوم على الإطلاق، فكيف أقطع أيدي الناس وأرجلهم اليوم؟، مضيفا أن الفكر الإسلامي لا يصلح للآن بأى حال من الأحوال


-يرى أن الجانب التاريخي في القرأن   جانب روحي وميثولوجي إسطوري لم يحدث بصورة عملية فيزيائية وإنما يمكن اعتباره رموزاً وليس حقائق تأريخية


-ويورد القمني كمثال على هذا البعد نزول الملائكة للقتال إلى جانب المسلمين في معركة بدر ضد قريش وحادثة الإسراء والمعراج التي لا بد ان تكون رموزا وليست حقيقة


-يوضح القمني فكرته بان الاعتقاد بأن الملائكة نزلت بالفعل في غزوة بدر فيه إساءة غير مباشرة إلى الإسلام لكونها مناقضة لأفكار لحقائق أخرى


-يقول  القمني مثالا وهو لماذا يحتاج الرسول محمد ان يرسل أشخاصاً ليستطلعوا امور قريش قبل أو بعد المعركة بل ما الداعي لأن يسأل الرسول محمد بن مسلمة لأن يقتل الشاعر اليهودي كعب بن الأشرف إذا كان الرسول محاطا في أغلب الأوقات بالملاك جبريل لماذا لم يرسل الملائكة لهذه المهمات بدلا من أناس من البشر


- حلل القمني التأريخ الإسلامي على أساس كونها ظاهرة بشرية وليست كمسيرة دينية، تحركها إرادة الله دون تدخل من الماورائيات والفوق منطقيات. بل إن الإسلام يصبح أقرب إلى رسالة سياسية هدفها الأول في تكوين دولة الحزب الهاشمي (دولة بني هاشم)


- يقول  القمني أن كتاب البخاري يذكر فواحش ويورد أحاديث تسيء إلى النبي.


-عن الكعبة فيرى القمني إنها بنيت على يد العرب وهذا مخالف للقناعة السائدة بأن الكعبة أقدم من العرب


- تفسير القمني للآيات 6، 7، 8 من سورة الضحى والتي نصها "أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى، وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى" هذه الآيات حسب رأي القمني نزلت في فضل خديجة بنت خويلد على النبي محمد لأنها أغنته بمالها وهذا مناقض للتفاسير المعتمدة. شبه البعض 


-كانت أبرز آراءه المثيرة للجدل دعوته لإنشاء كعبة لكل الأديان في سيناء، حيث أوضح أن الهدف من اقتراحه هو توفير 30 مليار جنيه ينفقها المصريون في الحج والعمرة


- خلال أحداث سيدة المنيا تلك السيدة القبطية المسنة التي عراها نحو 30 رجلًا في المنيا ، دعا القمني السيدات المسلمات في مصر للتضامن وذلك بخلع الحجاب


- ويري القمني حول تنقيح المناهج، أن الإسلام كتاب مفتوح للكل وليس من حق أحد أن يعتبر منهجه الإسلامي صحيحًا ويعتبر الآخرين على خطأ ولا خلاص إلا بأخذ المناهج الغربية في التفكير على كل المستويات بدون انتقاء


- سخر سيد القمني في إحدة ندوات في حزب المصريين الاحرار من معجزات الأنبياء ومن معجزة الإسراء والمعراج وعصا النبي موسى، حيث قال إن معجزة عصا موسى سيرك ولو كان هذا لكان من الأفضل أن تلتهم العصا الفرعون نفسه ولماذا لم تفعل ذلك، وعند الإسراء والمعراج عندما قابل النبي محمد النبي موسى، لماذا لم يعطيه عصاه لصنع المعجزات ويشق الأنهار والينابيع في الصحراء


- حرية الإلحاد، طالب القمني بحرية الإلحاد لخلق مجتمع صحي،، وأن الشعب الهندي يضم العديد من الملل ، ولا أحد يتدخل في ديانة الأخر، ومع ذلك يعيشون في سلام


-قال القمني إن نصوص معينة في المناهج السعودية من وحي الفكر الوهّابي تشجع على الإرهاب وتكفير الطوائف والمذاهب الإسلامية الأخرى ويورد القمني هذه الأمثلة، في منهج التوحيد المقرر على ثاني متوسط في السعودية صفحة 105 وأولى ثانوي صفحة 12 وثاني ثانوي صفة 37


- موقفه من الحجاب، يرى أن المسلمين عادوا للوثنية بسبب تقديسهم لبعض الشخصيات الدينية، أن من يقول بأن الحجاب فريضة كذّاب أشر ، وأوضح أن من يتعامل مع العري على أنه عار فعليه أن ينشأ سوق رق للنساء


-قال إن الفقه الأزهري الذى يتلقاه طلاب الأزهر لا يخرج إلا مجرمين وقتلة


- إن الفتوحات الإسلامية فى عهد عمرو بن العاص، لم تكن بغرض الدعوة ونشر الإسلام، بل بغرض ما وصفه بـ"الاحتلال"، الذى فرض الجزية و القتل، تحت مسمى الفتح الإسلامي
-قال أن  القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي، زاعما بأنه ارتكب جرائم يندى لها الجبين ضد المصريين


-قام بانتقاد  الدين الإسلامي و بعض  الصحابة..خلال ندوة أقامتها منظمة أدهوك في العاصمة البلجيكية بروكسل...


كان جريئا في كل مقالاته و تحدى تهمة التكفير وازدراء الأديان ...رحل المفكر المصري سيد القمني الأحد  في 6-2 -2022عن عمر يناهز الـ 75 عامًا

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...