حرب «آبل» و«سامسونغ» مستمرة
قبل وفاته، قال مؤسس «آبل» ستيف جوبز «سوف أنفق آخر دولار أملكه من أجل القضاء على «أندرويد». اليوم، وبعد أكثر من عام على رحيله، يبدو برنامج «أندرويد»، المتمثل بشركة «سامسونغ» بشكل رئيسي، أبعد ما يكون عن النهاية.
كلام جوبز لم يكن سوى انعكاس لصراع طويل ومستمر احتدم بين «آبل»، ببرنامج «آي أو أس»، و«سامسونغ» حول براءات الاختراع. وهو صراع «وجودي» طبع العام 2012، إذ لم يكن يمر أسبوع من دون خبر أو حكم جديد في هذه «الحرب الذكية».
صحيح أن الأسبوع الماضي شهد إسقاط هاتف «سامسونغ» من طراز «غالاكسي أس 3 ميني» من الدعوى القضائية الخاصة ببراءات الاختراع، في ما عكس تحسناً بسيطاً في القضية المفتوحة منذ العام 2010، إلا أن المتابعين يؤكدون أن المتصارعين سينقلون حلبة التنافس القتالي إلى العام 2013.
في الواقع، بدأت قصة الصراع بين كل من الشركة الأميركية ومنافستها الشركة الكورية الجنوبية، بعد أشهر من إطلاق «سامسونغ» لهاتفها الذكي «غالاكسي»، حينها سافر فريق من محامي آبل إلى كوريا الجنوبية للتفاوض. اعترض الكوريون الجنوبيون على اتهام «آبل» بعدم قانونية منتجاتهم... وبدأت الحرب. وفي سلسلة طويلة من القضايا المرفوعة، التي تجاوزت الـ50 قضية، صدر حكم هيئة المحلفين الأميركية القاضي بأن «سامسونغ» تخالف القانون، وتغريمها مبلغ قدره 1,05 مليار دولار، قابل للارتفاع إلى ثلاثة أضعاف. المحكمة رأت أن «سامسونغ» سرقت تصميمات «آي فون» واستخدمتها في هواتفها التي تبيعها بسعر أقل.
وكانت آبل أطلقت جهاز «آي فون» العام 2007 محدثة ثورة في سوق الهواتف المحمولة. وفي الواقع فإن مشكلتها ليست مع «سامسونغ» كشركة، بقدر ما هي مع نظام «أندرويد» ككل، والذي أسسه «غوغل» في العام ذاته معلناً عن «تحالف الأجهزة المفتوح» بهدف توزيع نظام اندرويد لتشغيل الهواتف الذكية على نطاق واسع.
ولم يتوقف الأمر على الغرامة المالية، بل طالبت «آبل» بضم أجهزة جديدة لـ«سامسونغ» إلى قائمة الأجهزة المرشح أن يتم إيقاف بيعها في الولايات المتحدة من 8 أجهزة إلى 21 جهازاً.
وفي السياق، تُذكر الإشاعة التي سرت عن دفع «سامسونغ» الغرامة بأموال من فئة 5 سنتات، حيث أرسلت 30 شاحنة إلى مقر «آبل»، لكن الشركة عادت وكذبت الخبر لأن دعوى الاستئناف ضدّ الحكم لم تكن قد انتهت بعد.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد