خارطة التحالفات السياسية العراقية ومستقبل إياد علاوي

20-07-2010

خارطة التحالفات السياسية العراقية ومستقبل إياد علاوي

الجمل: شهدت العاصمة السورية دمشق خلال اليوميين الماضيين زيارات قام بها اثنان من كبار الزعماء العراقيين, وذلك لجهة عقد اللقاءات والتفاهم مع القيادة السورية حول مجريات ومصائر الأزمة السياسية العراقية الجارية حالياً: ماهي احتمالات تجاوز الأزمة السياسية العراقية, وماهي تداعيات استمرار هذه الأزمة على العراق والمنطقة؟

 

- الأزمة السياسية العراقية: الوقائع الجارية
تشير تطورات الأحداث والوقائع الجارية إلى أن الأزمة السياسية العراقية, لم تعد مجرد أزمة بين الكتل السياسية البرلمانية العراقية الثلاثة (ائتلاف دولة القانون – القائمة العراقية – التحالف الوطني العراقي), وإنما تحولت مفاعيلها وانتقلت من مستوى علاقات ما بين الكتل الرئيسية الثلاثة إلى مستوى علاقات المكونات الموجودة داخل كل كتلة, وعلى سبيل المثال لا الحصر نشير إلى الآتي:
        - كتلة ائتلاف دولة القانون (89 نائباً): برزت الخلافات بين زعماء ائتلاف دولة القانون, وبرغم وجود أغلبية تدعم الزعيم نوري المالكي, فقد برزت بعض الأصوات الخافتة الساعية لرفع أسماء مثل: علي الأديب وثيق الصلة بإيران – حيدر العبادي الوثيق الصلة بزعيم الكتلة نوري المالكي – حسين الشهرستاني الذي يتميز بقدراته البيروقراطية العالية.
وتقول التسريبات بأن هذه الأسماء الثلاثة أصبحت متداولة داخل الكتلة باعتبارها لا تختلف كثيراً عن الزعيم نوري المالكي, فهم جميعاً من كبار قادة حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي، إضافة إلى أنهم صالحون للقيام بدور البديل لنوري المالكي, طالما أن الكتل الأخرى ماتزال أكثر إصراراً لجهة رفض إعطاء الزعيم نوري المالكي فترة ولاية جديدة في العمل كرئيس لمجلس الوزراء العراقي.
        - كتلة التحالف الوطني العراقي (70 نائباً): ينظر الخبراء لهذا التكتل باعتباره تحالف الـ(ملالي), وذلك لجهة غلبة التيار الديني الشيعي الصرف عليه, وفي هذا الخصوص نشير إلى أن التيار الشيعي الصدري الذي يقوده الزعيم الديني الشيعي مقتدى الصدر يسيطر على (40 نائباً), أما التيار الشيعي الآخر الذي يتمثل في حركة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق, والذي يقوده الزعيم الديني الشيعي عمار الحكيم, فيسيطر على 20 نائباً, وأما بقية الـ 10 نواب الأخرى, فهي تتوزع بين شخصيات شيعية دينية متنوعة تتمتع بقدر من النفوذ والدعم في بعض الأوساط العشائرية الشيعية الأخرى..
تقول المعلومات بأن الموقف داخل هذا التكتل يتمثل في الآتي:
     - تيار المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق (عمار الحكيم) ارتبطو بتحالف سابق مع الزعيم نوري المالكي, ولكنهم حالياً أكثر إصرارا على ضرورة عدم إعطاء نوري المالكي ولاية جديدة, مع إمكانية الموافقة على أي بديل آخر لنوري المالكي داخل أو خارج كتلة المالكي.
     - التيار الصدري (مقتدى الصدر), يعتبر الأكثر رفضاًَ لتجديد ولاية نوري المالكي, وتعود الأسباب إلى قيام المالكي بإرسال قوات الأمن العراقية وشن المزيد من العمليات العسكرية ضد قواعد التيار الصدري (جيش المهدي) في مناطق جنوب العراق.
حتى الآن لا يوجد اتفاق واضح بين الزعيم مقتدى الصدر والزعيم عمار الحكيم, وكما هو واضح, فإن مقتدى الصدر هو الأكثر قوة و نفوذاً داخل التكتل (40 من جملة 70 نائباً). وكما هو معروف أيضاً فقد ظل الزعيم مقتدى الصدر أكثر حرصاً على ممارسة حق الفيتو الإستباقي داخل التكتل لجهة إغلاق الأبواب ووضع العراقيل أمام أي احتمالات لتجديد ولاية المالكي لفترة جديدة.
       - تكتل القائمة العراقية (91 نائبا): يضم هذا التكتل "18" تنظيماً سياسياً عراقياً, من أبرزها: حركة الوفاق الوطني العراقي – تجمع الديمقراطيين المستقل – حركة اتحاد الشعب – الحزب الشيوعي العراقي – الحزب الإسلامي العراقي، إضافة إلى حركات أخرى.. وتشير المعلومات إلى أن العراقيين ينظرون إلى أن هذا التكتل باعتباره يمثل العلمانيين العراقيين والسنة العراقيين, أما زعيمه إياد علاوي, فهو و إن كان شيعياً فإنه يتميز بالنزعة العلمانية والرغبة المتزايدة في ربط السياسة العراقية بالسياسة الغربية..
حصل تكتل القائمة العراقية على (91 نائباً) من مجمل (325 نائباً) في البرلمان الجديد, وتقول الحسابات بأن على إياد علاوي أن يحصل على دعم التيار الصدري "40" نائباً , و الكتلتين الكرديتين (التحالف الكردستاني 23 نائباً, حركة التغيير 8 نواب, بما يتيح لإياد علاوي الحصول داخل البرلمان العراقي الجديد على مساندة كتلة برلمانية قوامها "182" نائباً, وهو عدد يفوق أغلبية الـ(50% + 1) الميكانيكية العادية المطلوبة, والتي هي في حدود "163"من إجمالي العدد البرلماني الكلي البالغ "325" نائباً..
من المتوقع أن تستمر التفاهمات والمناورات بين الزعماء العراقيين, وحتى الآن من الصعب الحصول على تأكيد يقول, بأن التحالف والائتلاف بين الكتل العراقية قد أصبح قريباً, برغم أنه ائتلاف و وفاق ممكن, ولكن حصراً إذا توافرت الرغبة والإرادة الواحدة إزاء مستقبل وحدة واستقرار العراق.

- سيناريو المناورات السياسية العراقية: لعبة الدائرة الخبيثة إلى أين؟

شهدت خارطة التحالفات السياسية المزيد من التحولات والتغييرات البينية ( أي بين الكتل السياسية) والداخلية (أي داخل الكتل السياسية), وفي هذا الخصوص نشير إلى التطورات والوقائع الأتية:
       - بعد إعلان نتيجة الإنتخابات سعى الزعيم نوري المالكي إلى بناء تحالف شيعي كبير يجمع بين ائتلاف دولة القانون والتحالف الوطني العراقي.
        - لاحقاً سعى الزعيم نوري المالكي إلى بناء تحالف شيعي – سني – علماني, يجمع بين ائتلاف دولة القانون وتحالف القائمة العراقية..
رغبة الزعيم نوري المالكي في الإحتفاظ بمنصب رئيس الوزراء العراقي لفترة ولاية جديدة لم تتحقق, فالمالكي لم يحصل لا على دعم التحالف الوطني العراقي.. ولا على دعم تحالف القائمة العراقية.
على أساس اعتبارات الروابط الجهوية, نشير إلى المعطيات الأتية:
      - الولايات المتحدة الأمريكية هي الأكثر دعماً للزعيم نوري المالكي.
     - المملكة العربية السعودية هي الأكثر دعماً للزعيم إياد علاوي.
     - الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الأكثر دعماً لـ(مقتدى الصدر – عمار الحكيم).
وعلى خليفة ذلك, عندما برزت محاولة الزعيم نوري المالكي للتحالف مع الزعيم إياد علاوي, كان اللافت للنظر أن السيناتور جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي جاء بسرعة البرق إلى العراق, وسعى للالتقاء بالزعيم و إعلان مباركة واشنطن لمساعي ائتلاف خط المالكي – علاوي..
حالياً من الصعب التأكيد بأن ساعة جلوس المالكي على طاولة المعارضة في البرلمان الجديد قد اقتربت.. ولكن, إذا حدث وتمت الصفقة بين إياد علاوي ومقتدى الصدر والزعماء الأكراد, بحيث:
    - تولي إياد علاوي منصب رئيس الوزراء.
    - تولي الزعيم جلال الطالباني منصب الرئيس العراقي.
    - حصل مقتدى الصدر على حصته المحددة من الحقائب الوزارية.
    - حصلت الكتلة الكردية على حصصها المحددة من الحقائب الوزارية.
فإن جلسة البرلمان العراقي الجديد القادمة سوف تشهد الإنقلاب.. والذي وأن كان يؤدي من جهة إلى بناء الحكومة الجديدة، فإنه من الجهة الأخرى سيؤدي إلى تفكيك التحالف الوطني العراقي، والذي سوف لن تبقى فيه سوى مجموعة عمار الحكيم المؤلفة من "20" نائباً إضافة إلى "10" نواب أخرين. وعلى الأغلب أن تسارع المجموعتان إلى اللحاق بقطار الحكومة الإئتلافية الجديدة..

                                                                                                                              الجمل قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...