غونو يغمر مسقط ويتجه نحو الأمارات وإيران
تسبب الإعصار غونو الذي يجتاح سلطنة عمان بأضرار مادية كبيرة خاصة على السواحل الشرقية، وغمرت الفيضانات معظم المناطق بما فيها العاصمة مسقط جراء الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح عاتية بلغت سرعتها 170 كلم في الساعة، فيما أجلت السلطات عشرات الآلاف من المناطق المتضررة.
وقد تراجعت قوة الإعصار -الذي تشكل في المحيط الهندي- من الفئة الخامسة المدمرة إلى ما بين الفئة الأولى والثانية برياح تبلغ سرعتها بين 130 و170 كلم في الساعة متحركا نحو المناطق الشمالية الغربية من سلطنة عمان ومن ثم باتجاه مضيق هرمز والسواحل الجنوبية لإيران مع بعض التأثير على بعض مناطق الإمارات.
وقال بيان صادر عن المديرية العامة للطيران المدني والأرصاد الجوية العمانية إن تأثير الإعصار المداري غونو سوف يستمر على المنطقة الشرقية ومحافظة مسقط ومنطقتي الداخلية والباطنة.
ونقلت وكالة الأنباء العمانية عن البيان أن الإعصار يتحرك بمحاذاة سواحل خليج عُمان بسرعة 18 كلم في الساعة، مصحوبا بأمطار رعدية غزيرة جدا ورياح قوية وأمواج شديدة العلو على المناطق الساحلية.
وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تتأثر المناطق المذكورة ببعض الفيضانات بسبب الأمواج والأمطار الغزيرة.
وقد أجلت السلطات العمانية عشرات آلاف الأشخاص من المناطق الساحلية، حيث تسبب الإعصار بسقوط أمطار غزيرة على تلك المناطق إلى جانب العاصمة مسقط التي انقطع التيار الكهربائي والاتصالات عن بعض مناطقها وإغلاق مطار السيب الدولي، فيما خلت شوارعها سوى من بضع دوريات للأمن والدفاع المدني، حيث التزم السكان منازلهم ومراكز الإيواء.
و في مسقط هناك حالة مد بحري في بعض المناطق الشمالية من عمان، حيث اجتاحت مياه البحر قرابة كيلومتر واحد في عمق اليابسة، دون ورود معلومات عن إصابات و نسبة الأمطار بلغت 600 ملم، وهو ما يعد رقما قياسيا كبيرا جدا لم يكن معهودا لا في عمان ولا في منطقة الخليج بأكملها.
وقد أعلنت الشرطة مقتل شخص واحد جراء الإعصار في مدينة صور الساحلية شرقي البلاد ليكون بذلك أول ضحية يعلن عنه، كما تسبب الإعصار بإغلاق ميناء صحار، المتحدث باسم الميناء ديرك جان دي فينك قال إنه تم إجلاء نحو 11 ألف عامل في الميناء.
وأوضح أنه تم إيقاف كل العمليات عدا مصفاة نفط صور ومشروع البتروكيمياويات حيث واصلا العمل على مستويات منخفضة جدا. وأضاف المتحدث أن سكان مدينة صور الذين يقطنون قرب الشاطئ ويبلغ عددهم 60 ألفا غادروا منازلهم خوفا من أمواج المد المرتفعة.
ورغم إظهار الصور التلفزيونية المحدودة أضرارا مادية كبيرة جراء الإعصار في المناطق الساحلية الشرقية، ومن بينها اقتلاع الأشجار وبعض الدمار في المنازل، لم تتمكن السلطات حتى الآن من حصر تلك الأضرار.
في السياق قال على بن غفار -المسؤول في وزارة الصحة العمانية- إن عمال الإغاثة يواجهون صعوبة في الوصول إلى الأماكن المتضررة حتى إن المروحيات غير قادرة على التحليق.
وقد وصلت آثار الإعصار إلى الأمارات حيث أدى الارتفاع الشديد في الأمواج في إمارة الفجيرة شرقي البلاد إلى غمر شوارع بأكملها بالمياه.
وطافت سيارات الشرطة في عدد من الشوارع خاصة في مدينة كلباء تدعو عبر مكبرات الصوت سكان المنازل القريبة من البحر إلى إخلائها.
كما أخلت السلطات البحرية ميناء الفجيرة من السفن الراسية وأغلقته أمام كل السفن إلى إشعار آخر، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن يصل الإعصار غونو الخميس أو الجمعة إلى السواحل الجنوبية لإيران، ما يثير مخاوف من عرقلة حركة الشحن عبر مضيق هرمز، الممر الملاحي الرئيسي لتصدير النفط.
في هذا السياق أجلت السلطات الإيرانية مئات القاطنين على الساحل بمدينة تشاباهر. كما بدأت بوادر الإعصار بالوصول إلى ميناء بندر عباس حيث تشهد المدينة -التي تعتبر الميناء الرئيسي لإيران- عاصفة رملية كثيفة مع سقوط زخات من المطر وانقطاع التيار الكهربائي.
ونتيجة للإعصار واصلت أسعار النفط العالمية ارتفاعها القياسي لليوم الثالث على التوالي، فقد صعد سعر مزيج برنت مقتربا من مستوى 71 دولارا للبرميل بينما ارتفع سعر الخام الأميركي إلى نحو 66 دولارا
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد