«انسحاب أميركي من سوريا»، هذا ليس مآلاً مفاجئاً إلا في ما يتعلّق بتوقيته، وكيفيته. هل هو تفضيل للحل الأقل تكلفة؟ أم هو مناورة؟ أم جزء من صفقة؟ سيلزم بعض الوقت لتظهير المعطيات في شكل أوضح وتقديم الإجابات. الثابت أنّ الخطوة تعدُ بتغيّرات جوهريّة في مستقبل الملف السوري، وتضع «قوات سوريا الديمقراطيّة» أمام الحقيقة العارية: «الرهان على الأميركي ليس خياراً حكيماً».
يُتقن دونالد ترامب لعبة شغل بال المراقبين. بالأمس أشغل كل دوائر القرار في العالم. أعلن ما لوّح به منذ أشهر: سحب القوات الأميركية من سوريا. لا تقديرات «البنتاغون» أو النصائح الإسرائيلية والأوروبية أثرّت بقرار الرجل. جملة «انسحاب القوات الأميركية رهن انسحاب الإيرانية» وُضعت في الأرشيف أيضاً.
انتهى اجتماع جنيف الرباعي أمس بلا «دخان أبيض» يبشّر بولادة «لجنة دستورية» مُتَفقٍ على كامل تفاصيلها؛ على رغم التقدم الكبير الذي أنجز على طريق تشكيلها، والآمال المعقودة على اجتماعها مطلع العام المقبل.
نشرت صحيفة “تايمز” البريطانية مقالاً للصحفي “ريتشارد سبنسر” يتحدث فيه عن زيارة الرئيس السوداني، عمر البشير إلى سوريا وما حمله من رسائل قد ترسم المستقبل القريب لعلاقات السورية مع الدول المحيطة.
وجاء في المقال:
خفّض طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية نشاطه في سوريا ، وهذا ما أعلنه نائب رئيس وزراء روسيا.
وكشف يوري بوريسوف، نائب رئيس الوزراء الروسي، في تصريحات أدلى بها في أعقاب زيارته إلى سوريا أن طيران التحالف الأمريكي اضطر إلى تقليص عدد الطلعات الجوية في سوريا بعدما تم نشر صواريخ روسية مضادة للطائرات هناك.
وأشار إلى أنه تم رصد تضاؤل كبير في نشاط طيران التحالف بعد أن باشرت إحدى بطاريات صواريخ “إس-300في4” مهمتها في سوريا.
قالت مصادر في وزارة النفط والثروة المعدنية إنه تم رفع كمية إنتاج الغاز المنزلي من 300 طن إلى 600 طن يومياً، في رقم يعادل نصف الاحتياج اليومي لسوريا من الغاز المنزلي والذي تقدر كميته بـ 1200 طن يومياً.
ما معنى أن تستمر إسرائيل في اللهاث وراء روسيا في ما يتعلق بالساحة السورية، في موازاة استمرار التجاهل الروسي المقابل؟ سؤال يعيد فرض نفسه على طاولة البحث والمتابعة مع كل «حادث» جديد بين الطرفين، يؤكد استمرار الأزمة والقيد على مناورة إسرائيل العسكرية في سوريا.
رغم التفاصيل القليلة التي خرجت عن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى العاصمة السورية دمشق، ولقائه الرئيس بشار الأسد، إلا أنها فتحت المجال أمام تكهنات واسعة تتقاطع في سياق عودة العلاقات السورية مع المحيط العربيّ، بعد قطيعة لم تطلبها دمشق.
شن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، هجوما حادا على السعودية إثر تقدمها بمشروع قرار حول حالة حقوق الإنسان في بلاده، متوعدا باتخاذ دمشق إجراءات ضد المملكة.
وقال الجعفري، خلال اجتماع اللجنة الثالثة في الجمعية العامة للأمم المتحدة: "إن سوريا ترفض مشروع القرار حول حالة حقوق الإنسان فيها وتؤكد أن النظام السعودي المقدم الرئيسي للمشروع لا يملك الأهلية القانونية ولا الأخلاقية لتقديم مثل هذا المشروع".
حذرت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، من أن أي عملية عسكرية تركية في سوريا من دون التنسيق مع دمشق ستؤثر على نتائج مباحثات أستانا بشأن السلام في سوريا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إن أي عملية عسكرية تركية في سوريا يجب أن تكون بطلب من الحكومة السورية وبتنسيق معها، مؤكدا أنه لا يمكن لأي دولة شن أية عملية على الأراضي السورية من دون استئذان الحكومة السورية.