هل ينسحب مقاتلو «الكردستاني» إلى سوريا؟

عاد من جبال قنديل في العراق وفد «حزب السلام والديموقراطية» برئاسة صلاح الدين ديميرطاش بعدما اجتمع بقيادة «حزب العمال الكردستاني» هناك.
وقد نقل ديميرطاش إلى الحزب رسالة من زعيم «الكردستاني» المعتقل عبدالله أوجلان من أجل البدء بتنفيذ انسحاب المقاتلين الأكراد من الداخل التركي إلى شمال العراق، من حيث المبدأ. إذ إن معلومات أشارت الى أن قسما من المقاتلين الأكراد من أصل سوري سينسحبون مباشرة من الداخل التركي الى شمال سوريا، من دون الانتقال أولا الى العراق. ونقلت مصادر صحافية تركية ان بعض هؤلاء المقاتلين قد يكون انسحب فعلا.
وقال ديميرطاش، في حوار مع قناة «سي ان ان تورك» التركية، إن موعد بدء الانسحاب سيتحدد نهائيا خلال أسبوع أو 10 أيام.
وبعدما نقلت بعض الأوسط تردد قيادة «الكردستاني» في قنديل، بل ربما معارضتها انسحاب المقاتلين من دون سلاح، ومن دون ضمانات برلمانية أو حكومية لجهة تعديل القوانين أو الأوامر، فإن ديميرطاش نقل ان قيادة قنديل تثق بالكامل بقرارات أوجلان، وأنها بكل مستوياتها على رأي واحد يقف خلفه.
وذكرت صحيفة «حرييت» أنه «تبعا للقوانين فإن الجيش التركي يجب أن يدعو أي عنصر إرهابي مسلح، إذا رآه، الى الاستسلام، وإن لم يفعل ذلك وبادر الى المقاومة تطلق النار عليه. منذ ثلاثين عاما وهذا منطق سلوك القوات المسلحة الذي يستمر حتى الآن بحيث لا يتوقع أن أن تصدر تعليمات أو تشرّع قوانين مغايرة».
وأضافت الصحيفة «عندما سئل رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان كيف سينسحب المقاتلون الأكراد قال: يخرجون بالطريقة نفسها التي دخلوا فيها. لذلك ينتظر الجيش التركي لعدم إطلاق النار تلقيه أوامر مكتوبة من السلطة التنفيذية، وهذا على ما يبدو لن يصدر.
ووفقا لمكالمات لاسلكية بين المسؤول العسكري الكردي مراد قره يلان ومقاتليه فإن الأرجح، تقول الصحيفة، أن ينسحب المقاتلون ليلا، ويتجنبوا المرور قرب المراكز العسكرية، وربما هذا هو المخرج الضمني للطرفين. وكي لا تغرق الحكومة في تفاصيل قانونية قال اردوغان إن الجيش التركي يتلقى الأوامر مني شخصيا كضمانة لانسحاب المقاتلين لكن على ما يبدو من دون سلاح.
وقد أشار ديميرطاش الى أن أوجلان ربما يوجه نداء مباشرا قد يكون بالصوت الى المقاتلين للانسحاب، ومن دون أسلحة. وقال إن «رسالة أوجلان ستفصّل كل شيء. أما مسألة ترك السلاح نهائيا فمرتبطة بالعملية الديموقراطية والتوصل الى نتائج ملموسة على طريق الحل».
وفي إطار مطلب كردي، نجح البرلمان التركي في تشكيل لجنة برلمانية لمتابعة مسار حل المشكلة الكردية، لكن فقط بأصوات حزبي «العدالة والتنمية» و«السلام والديموقراطية» الكردي فيما انسحب نواب كل الأحزاب الأخرى.
وقال نائب رئيس الحكومة بشير أتالاي إن «الأمة التركية أمامها فرصة وأمل. استطلاعات الرأي تشير الى تأييد 58 في المئة لعملية الحل، ونحن في ذلك بادرنا بشجاعة وجازفنا». وأضاف ان «نسبة التأييد لحزب العدالة والتنمية ازدادت، وبلغت 52,2 في المئة. لم نساوم ولم نخدع أمتنا ومن دونها لا يمكن القيام بشيء». وحذّر «من انه إن لم نفعل ذلك اليوم فإن مستقبل تركيا في خطر».
الى ذلك، لفتت الأنظار الاشتباكات التي جرت في جامعة «دجلة» في ديار بكر، وامتدت لاحقا الى جامعة «الشرق الأوسط» التقنية في أنقرة بين طلاب أتراك وأكراد، ومن انتماءات مختلفة. وقد جرح من جرائها بعض النواب الأكراد من بينهم آيسيل توغلوق.
وقد اتهمت النائبة الكردية صباحات تونجيل قوى متضررة من عملية الحل باختلاق الإشكالات، والسعي لصراع كردي - تركي جديد. وأشارت بالاسم الى «حزب الله» التركي، محذرة الحكومة من عودة هذا الحزب للعمل ضد «حزب العمال الكردستاني» كما كان يفعل في التسعينيات. وقالت «إذا كانت الحكومة غير قادرة على منع الاعتداء على الطلاب الأكراد في الجامعات فليس من ضمان لاستمرار عملية الحل السليم».
واعتبرت صحيفة «اوزغور غونديم»، في عنوانها الرئيسي أمس، ان «اشتباكات جامعة دجلة عملية تحريض منظمة لإفشال عملية حل المشكلة الكردية».
ومن بروكسل، أعد البرلمان الأوروبي تقريرا بشأن المفاوضات لحل المشكلة الكردية في تركيا. ووجه التقرير نداء الى الجميع لدعم هذه العملية، ودعا الى أن تصل المفاوضات بين الحكومة واوجلان الى اتفاق تاريخي على طريق حل هذه المشكلة. وذكر ان البرلمان الأوروبي يشجع على أن تتحول اللقاءات بين الطرفين الى مفاوضات شاملة وبنّاءة.
وقال جون ناثان بويل، الذي قاد باسم رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير المفاوضات مع الجيش الجمهوري الايرلندي، انه إذا كان يُراد بالفعل السلام في تركيا فعلى كل الأطراف أن يكون لديهم هدف استراتيجي واضح، وان يمتلكوا «خريطة طريق» للوصول الى ذلك.

محمد نور الدين

المصدر: السفير