الإبراهيمي لمجلـس الأمن: سـنجـد مخـرجاً لسـوريـا
اجتمع المبعوث المشترك إلى سوريا الأخضر الابراهيمي أمس، بأعضاء مجلس الأمن الدولي. الجلسة قد تبدو تقليدية حيث نقل إليهم أجواء مهمته وآفاقها. لكن المشهد قد يكون أكثر أهمية من ذلك بكثير، حيث يحمل الديبلوماسي الجزائري المخضرم، في هذه المرحلة المفصلية، في جعبته تبلور المسار الدولي السياسي الوحيد الفاعل حالياً في اتجاه حلّ الأزمة، والذي يشكل تقاطعاً بين الأدوار الروسية والايرانية والمصرية كمظلة إقليمية للابراهيمي وللرهان على معارضة الداخل وتكثيف جهودها، تمهيداً لإشراكها في حوار مع النظام.
إضافة إلى حديث الابراهيمي المتكرّر عن «تفاقم» الازمة وخطورتها على البلاد والعباد والمنطقة بأسرها، كان لافتاً في تصريحاته عنصران أساسيان: انتقاد صريح لمن يتمسكون بـ«سوريا الماضي» وهو موجه على الأرجح لاسترضاء الأصوات الغربية في مجلس الامن، وملاحظة «إشارات» الى توحيد المعارضة السورية قد يكون «مؤتمر الإنقاذ» في دمشق أمس الاول، قد مكّنه من تقديمها أمام المجتمع الدولي.
وقال الابراهيمي للصحافيين بعد اجتماعه بأعضاء مجلس الأمن في نيويورك، إنه «بدأ في مناقشة الطريق إلى الأمام» مع هؤلاء. وأضاف أن الاوضاع تراوح مكانها، «وهي بالغة الصعوبة»، معتبرا أنه لا يرى مجالا للحل «اليوم أو غداً». لكنه في الوقت نفسه قال إنه «بالرغم من التناقض الظاهري إلا أنني تعلمت المزيد حول ما يجري في سوريا والمنطقة، ما سمح لي بالاعتقاد بأننا سنجد مخرجا في المستقبل غير البعيد».
وتابع المبعوث المشترك إلى سوريا قائلا «أرفض أن أصدق بأن أناسا عقلاء لا يرون أنه ليس من الممكن العودة إلى الوراء. لا يمكن العودة إلى سوريا الماضي». وقال ان الاصلاحات في هذا البلد لم تعد كافية «وما يجب القيام به هو التغيير». وقال الابراهيمي إنه لا يملك «خطة كاملة» بعد، بل بعض الأفكار التي يأمل توسيعها خلال زيارة أخرى للمنطقة. كما أكد انه يرى «بعض الإشارات» الى أن المعارضة السورية تتوجه نحو الوحدة. أما عن خطة سلفه كوفي أنان واتفاق جنيف، فقال الابراهيمي إنها ما زالت «عناصر في حقيبة أدواته». ونقل الابراهيمي عن الأسد قوله إن خمسة آلاف أجنبي يقاتلون إلى جانب المعارضة المسلحة في سوريا، وان دمشق تزداد قناعة بأن الحرب الدائرة في البلاد هي «مؤامرة من الخارج»، بحسب ما نقل عنه سفراء حضروا الاجتماع.
وتأتي لقاءات الابراهيمي، بعدما دعا ممثلون عن نحو عشرين حزبا وهيئة سورية من معارضة الداخل خلال مؤتمر عقد في دمشق امس الاول، وحضره خصوصا سفيرا روسيا وايران، الى «وقف العنف فورا» من قبل طرفي النزاع وذلك «تحت رقابة عربية ودولية مناسبة»، بحسب بيان نشر الاثنين.
وجاء في البيان الختامي لـ«المؤتمر الوطني لإنقاذ سوريا» الذي ضم 20 حزبا وهيئة معارضة لنظام الرئيس بشار الاسد ان «المؤتمر يدعو الى وقف العنف فورا من قبل قوى النظام والتزام المعارضة المسلحة بذلك فورا وذلك تحت رقابة عربية ودولية مناسبة»، من دون أن يحدد طبيعة هذه المراقبة.
وأضاف البيان الختامي لمعارضة الداخل وأبرز أحزابها «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» ان «استراتيجية الحل الأمني العسكري التي انتهجها النظام للرد على ثورة الشعب المطالب بالحرية والكرامة والديموقراطية تسببت في تعميم العنف وخلقت بيئة ملائمة للعديد من الأجندات الخاصة».
ودعا المؤتمر المبعوث الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي الى «الدعوة الى عقد مؤتمر دولي حول سوريا تشارك فيه جميع الاطراف المعنية تكون مهمته البحث في أفضل السبل السياسية للبدء بمرحلة انتقالية تضمن الانتقال الى نظام ديموقراطي تعددي». كما دعا المؤتمرون «جميع أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج» المؤمنة بـ«وحدة سوريا وسلامة أرضها وشعبها للعمل المشترك في سبيل ذلك، إذ أن التغيير المنشود لا يمكن أن يتم إلا بإرادة السوريين أنفسهم وبأيديهم».
وأتى هذا المؤتمر، بشكليته وهوية مشاركيه، بعد جهود روسية لاءمتها «مباركة» مصر للدور الايراني في سوريا بعد انطلاق أعمال «اللجنة الرباعية».
من جهته، أكد رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي، أن «الجيش السوري حقق إنجازات كبيرة في تصديه للإرهاب واستئصال فلول الإرهابيين المدعومين من دول وقوى لا تزال تتآمر على أمن سوريا واستقرارها». ورأى أن «معركة الحسم والانتصار أصبحت قريبة جدا».
وأشار الحلقي، خلال لقائه نقيب الصيادلة وأعضاء مجلس النقابة فارس الشعار، إلى التحول والتعاطي الدولي إيجابياً تجاه ما يجري في سوريا، لافتا إلى الجهود والمبادرات الجارية حاليا لبلورة رؤية مشتركة لحل الأزمة، تقوم على تأكيد الحوار والمصالحة الوطنية ونبذ العنف ورفض التدخل الخارجي في شؤون سوريا.
كما أكد أن الوضع الاقتصادي مطمئن وأن الاقتصاد السوري متين ومتنوع الموارد، موضحاً أن «الحكومة تولي كل الاهتمام لتأمين السلع الأساسية والمشتقات النفطية وتأمين مخزون احتياطي واستراتيجي منها للاحتياجات الداخلية».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد