أنان يوفد فريقه غداً وروسيا ترفض مؤتمر "أصدقاء سورية" في اسطنبول

17-03-2012

أنان يوفد فريقه غداً وروسيا ترفض مؤتمر "أصدقاء سورية" في اسطنبول

يوفد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان فريقا تابعا له الى دمشق غدا الاحد، بهدف بحث ارسال مراقبين الى سوريا، ما يمثل اختبارا جديدا لكيفية تعاطي المجتمع الدولي مع الازمة السورية، التي دعا انان، امس، الى توخي الحذر من «عواقبها الوخيمة التي يمكن ان تؤثر على المنطقة بأكملها، وتتعدى سوريا اذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح»، فيما اكدت دمشق ان «أنباء سارة» ستظهر غدا مشيرة الى عملية سياسية شاملة تجري ومؤكدة تعاونها مع مهمة الموفد الدولي وفي الوقت ذاته، استمرارها الى جانب الاصلاحات، في «حماية مواطنيها ونزع أسلحة الإرهاب ومحاسبة مرتكبيه».
في هذا الوقت، كررت موسكو دعمها لمهمة انان لوقف «العنف» لكنها حثت الدول الغربية على الضغط على المعارضة للقيام بالامر ذاته. وقال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام، بعد لقاء مع نظيريه المصري محمد كامل عمرو والليبي عاشور بن خيال في تونس، «نرفض التدخل الخارجي والخيار العسكري لحل المشكلة مقابل بدء حوار فوري بين جميع اطياف الشعب السوري»، داعيا الى «الاسراع في حل سياسي في اطار عربي»، مؤكدا انه «لا يمكن الرجوع الى المربع الاول لان هناك مطالب مشروعة للشعب السوري يجب اخذها في الاعتبار».
وقالت مصادر دبلوماسية في نيويورك ان انان سيعود الى دمشق الاسبوع المقبل لمواصلة مهمته، وهو أعرب، خلال جلسة مجلس الامن، عن امله في قيام روسيا بإقناع القيادة السورية بوقف إطلاق النار.
وأشارت المصادر الى ان دمشق ردت على النقاط الست التي قدمها انان لها ومنها وقف اطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الانسانية والحوار مع المعارضة، بالتشديد على 3 نقاط هي: التزام المجموعات المسلحة بوقف اطلاق النار، والتزام دول الجوار بمنع تهريب السلاح، والتزام الدول الممولة والتي تسلح مجموعات المعارضة بوقف ارسال المال والسلاح.
وأعلن انان، في مؤتمر صحافي في جنيف بعد عقده مؤتمرا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع أعضاء مجلس الأمن في نيويورك، «سأرسل فرقا مطلع الأسبوع (الى دمشق) لمتابعة المناقشات الخاصة بالمقترحات التي طرحناها، وفي الوقت المناسب عندما أرى أن تقدما كافيا قد تحقق سأكون مستعدا للعودة إلى المنطقة». وأضاف «آمل في ان يتم منح الوفد جميع التسهيلات اللازمة».
ولم يتحدث انان عن كيفية سير المحادثات التي اجراها مع الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق الاحد الماضي، واكتفى بالقول انه لقي استقبالا «ترحيبيا ولائقا». وأضاف انه التقى مسؤولين في السلطات السورية وأعضاء في المعارضة اضافة الى قادة اعمال وزعماء دينيين. وأوضح أن
محادثاته مستمرة مع الحكومة السورية بشأن وقف العنف، مشيرا إلى ان «اطراف المعارضة الغير مسلحة (الذين التقاهم) مهتمون بالسعي لتسوية هذه القضية سلميا وسياسيا».
وشدد على ضرورة «التعامل بعناية كبيرة وهدوء مع الوضع في سوريا فأي سوء تصرف سيقود الى عواقب وخيمة». وقال «نحن قلقون لأن الأزمة يمكن ان تؤثر على المنطقة بأكملها، وتتعدى سوريا إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح». وقال ان «الدعم القوي في مجلس الأمن للعمل معا أمر مشجع. وآمل في ان نسمع المجلس يتحدث بصوت واحد قريبا». وقال «ما أبذله من جهد مضن هو من أجل الشعب السوري».
وأعلن مندوب سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري ان الخبراء الذين قرر انان إيفادهم لبحث امكان تشكيل بعثة مراقبين في سوريا سيصلون الى دمشق غدا الاحد. وأضاف «أود ان أؤكد لكم من جانب حكومتي ان سوريا تأمل بنجاح مهمة انان». وتابع «انتظروا حتى الأحد وستسمعون أنباء سارة»، مضيفا «أن هناك عملية سياسية شاملة» تجري.
ونقل دبلوماسيون في نيويورك عن انان قوله لمجلس الامن انه «يواصل النقاش على الرغم من الردود (السورية) المخيبة للآمال حتى الآن» وأن «مقترحاته الواردة في ست نقاط» تبقى مطروحة على البحث. وأضاف إن «الضغط الموحد من قبل مجلس الأمن على سوريا نجح في السابق»، مشيرا الى ضغط المجلس على دمشق لسحب قواتها من لبنان في العام 2005.
وأعلن انان «انه لا يتوهم بشأن حجم المهمة التي تنتظره»، مقرا بأن هناك «امكانات لحصول مراوغة» من جانب النظام السوري، لكنه اشار الى «ان لديه عملا يقوم به ومسؤولية ليحاول وليظهر انه مبدع ومرن».

ووجهت وزارة الخارجية السورية رسالتين متطابقتين إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة وإلى كل من رئيسة مجلس حقوق الإنسان والمفوضة السامية لحقوق الإنسان حول «الجرائم التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية مؤخراً في محافظة حمص وغيرها من المحافظات السورية».
وقالت إن «الفتاوى التي أصدرها بعض رجال الدين في دول عربية، والتحريض على استدعاء التدخل العسكري الأجنبي في سوريا تقف بشكل مباشر خلف الأسباب التي قادت إلى هذه المجازر في حمص ومحافظات سورية أخرى».
وتابعت وزارة الخارجية إن «الحكومة السورية تؤكد أنها ماضية في أداء واجبها في حماية مواطنيها ونزع أسلحة الإرهاب ومحاسبة مرتكبيه، وأنها ماضية في سعيها لإيجاد حل سياسي للأزمة التي تمر بها سوريا بالتعاون مع المبعوث الخاص كوفي أنان، ومن خلال تعزيز الإنجازات الديموقراطية التي بدأتها منذ آذار من العام الماضي في مختلف المجالات، بما في ذلك إلغاء حالة الطوارئ وإصدار قوانين التعددية الحزبية والانتخابات المحلية وحرية الإعلام والاهتمام بالوضع الاقتصادي للمواطنين وإصدار الدستور الجديد وغيرها من التشريعات التي تهدف إلى تعزيز الحياة السياسية وتعميق التعددية والديموقراطية وتقود إلى إطلاق عملية إصلاح متكاملة».
وأضافت «من جانب آخر اختارت سوريا طريق الحوار الوطني نهجا لحل المشاكل التي تواجهها من خلال مشاركة أطراف المعارضة السورية والمستقلين في عملية تهدف إلى حل الإشكالات التي يجب التصدي لها وإعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا». وأكدت أن «سوريا تعبر عن أملها في أن تشاركها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وكذلك جميع أجهزة الأمم المتحدة ذات الصلة هذا التوجه، كطريق للخروج من الأزمة الحالية في سوريا، وعبر إنهاء العنف ووقف التمويل الخارجي للإرهاب، ومن خلال إعادة الأمن والاستقرار إليها».

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصربي فوك يريميتش في موسكو، «نعمل يوميا مع انان ونوجه رسائل إلى دمشق ليتعاون القادة السوريون بشكل كامل مع البعثة».
وأضاف لافروف إن «موسكو تنتظر أن يعبر أعضاء مجلس الأمن الدولي كافة عن تأييدهم لجهود انان»، مشيرا إلى أن «هذا يعني أن حث دمشق على الدخول في تعاون كامل مع كوفي أنان يجب ألا يكون مهمة روسيا والصين فقط، بل يجب على الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن أيضا أن يساهموا في إنجاز المهمة ويطالبوا المعارضة بألا تعمل على تفاقم الوضع بل تتعاون على النحو نفسه مع انان وتستجيب لمقترحاته». وتابع «كان غريبا أن يقول ممثلو المجلس الوطني السوري بعد يومين من زيارته (انان) الأولى إلى دمشق إن مهمته فشلت».
ومن جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن «روسيا تأمل في أن يتمكن انان من التوصل إلى اتفاق مع القيادة السورية والمعارضة على السواء، بشأن آلية تنفيذ الخطة التي اتفقت عليها روسيا والجامعة العربية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية».
وشدد بوغدانوف على «ضرورة تجنب تكرار السيناريو الليبي في سوريا»، مؤكدا أن بلاده «لن تضفي الشرعية على مثل هذا العمل في مجلس الأمن». وقال إن «ما تعلنه دول اخرى بشأن عدم شرعية الاسد والدعوات الى تنحيه أمور غير بناءة لانها تبعث بإشارة خاطئة الى المعارضة بانه ليس هناك منطق من وراء بدء الحوار»، مؤكدا أن «الشعب السوري وحده يحدد من يحكم بلاده». وأعلن ان «روسيا لا تعتزم المشاركة في اعمال اجتماع جديد لمجموعة اصدقاء سوريا» في اسطنبول.
وكرر رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان التهديد بإقامة «منطقة عازلة» لحماية اللاجئين السوريين الذين يتدفقون بأعداد متزايدة إلى تركيا. وأعلن أن انقرة قد تسحب سفيرها من دمشق بمجرد عودة الأتراك إلى بلادهم.
وبعد يوم من اعلان دول مجلس التعاون الخليجي الست إغلاق سفاراتها في سوريا، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون انها ستحافظ على تواجد دبلوماسي للاتحاد الاوروبي في دمشق برغم القرارات المنفردة التي تتخذها الدول الاعضاء بهذا الشأن.

وحض وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الداعين الى توجيه ضربة عسكرية الى سوريا على «التفكير في عواقب» هذا الامر. وقال، في مقابلة مع قناة «الحرة» الاميركية، «أعتقد أن أفضل عمل يمكن القيام به هو الحفاظ على الضغط الدولي على النظام السوري. ان المجتمع الدولي والجامعة العربية متفقان على فرض العقوبات على سوريا والتشديد على ضرورة تنحي الأسد والسماح للشعب السوري بتقرير مصيره».
وعن امكان توجيه ضربة عسكرية لوقف «القمع» الذي يمارسه النظام السوري بحق معارضيه، قال بانيتا «في أي وقت تعتزم فيه اتخاذ عمل عسكري عليك أخذ عواقبه بعين الاعتبار. ان لسوريا منظومة دفاع جوي قوية علينا تدميرها قبل أي شيء ولكن هذه المنظومة منتشرة في أماكن آهلة بالسكان وتدميرها سيسفر عن خسائر بشرية كبيرة». وأضاف «هذه هي الأشياء الواجب التفكير فيها بجدية، وعلى الناس الذين يدفعون باتجاه عمل عسكري أن يفهموا ذلك. من الأفضل أن يفهموا الى أين سيقودنا مثل هذا الإجراء».
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان قرارا لمجلس الامن حول سوريا يكتفي بالاشارة الى وقف لاطلاق النار وإلى الوضع الانساني من دون التطرق الى البعد السياسي الذي يشكل «خطا احمر» ينبغي عدم تجاوزه.
وقال جوبيه، في مقابلة مع صحيفة «لوموند» نشرت امس، ان «خطة الجامعة العربية لا تنص على تنحي بشار الاسد عن السلطة. الامر هو ان يقف جانبا، وبدقة اكثر تعيين نائبه للتفاوض والبدء بالعملية الانتقالية. انه الحد الادنى فعلا». وأعلن ان على المعارضة السورية الكف عن «التمزق ومعارضة بعضها البعض». وأضاف «نفعل ما بوسعنا لجمعهم حول المجلس الوطني السوري وإقناعهم بأن يكون اشمل، ويستقبل علويين ومسيحيين. انهم لا يحققون تقدما كافيا». 

وكما في كل يوم جمعة، تجمع عشرات الآلاف من الموالين للأسد في ساحة السبع بحرات في دمشق والكورنيش البحري في طرطوس للتعبير عن رفضهم التدخل الخارجي في شؤون بلادهم الداخلية.
وقال معارضون ان «تظاهرات حاشدة معارضة للنظام خرجت في انحاء عدة من سوريا، في ما اطلق عليه اسم جمعة التدخل العسكري الفوري». وأشاروا الى «تظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف في حلب وريفها وعدد من احياء دمشق وإدلب وريفها ومدينة عامودا في القامشلي ودرعا والحسكة والرقة وحمص».

                                                                                                            المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...