ميدفيديف:الفيتو الروسي منع التدخل والمعارضة السورية ترد بطلب دعم عسكري خارجي
أكد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد والملك السعودي عبد الله ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أن استخدام موسكو لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار «يدعم المبادرة العربية» التي تدعو الى تنحي الرئيس بشار الأسد، كان يستهدف منع استغلاله «لتنفيذ سيناريو التدخل الخارجي في العمليات السورية الداخلية»، مكررا التحذير من أن أي تحريض على رفض الحوار الشامل بين الأطراف السورية «يفتح الطريق أمام الحرب الاهلية».
وفي حين رد الملك عبد الله بحدة على الطرح الروسي معتبرا أن «أي حوار الآن حول ما يجري لا يجدي»، أكد نجاد من جهته معارضته اي تدخل في الشؤون السورية، فيما اعتبر المالكي وميدفيديف ان «الحل السياسي» في سوريا يحقق «أهداف شعبها»، وأن التدخل الخارجي «يعقد» الامور فيها.
وعشية اجتماع «أصدقاء سوريا» في تونس غدا، أعلن «المجلس الوطني السوري» ان التدخل العسكري هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة، مشيرا الى انه سيطالب الدول المشاركة في المؤتمر بـ«ألا يمنعوا أية دول منفردة من مساعدة المعارضة من خلال توفير المستشارين العسكريين والتدريب وتوفير الأسلحة للدفاع عن النفس»، متحدثا عن 3 «ممرات آمنة» لنقل المساعدات الى سوريا أحدها يشمل مدينة حمص من لبنان، الذي لن يشارك في المؤتمر. وسارعت موسكو الى رفض فكرة «الممرات الآمنة»، على الرغم من ترحيبها بدعوة الصليب الاحمر الدولي الى «هدنة» لمدة ساعتين يوميا.
وقال المكتب الاعلامي للرئيس الروسي، في بيان، إن ميدفيديف اجرى اتصالات هاتفية بملك السعودية ونجاد والمالكي شرح فيها أسباب استخدام روسيا حق النقض أثناء التصويت حول مشروع القرار بشأن سوريا في مجلس الأمن.
وأشار ميدفيديف إلى أن روسيا «استخدمت الفيتو لضرورة منع محاولات بعض الدول الإقليمية وغير الإقليمية من استغلال المشروع الذي اقترحته لتنفيذ سيناريو التدخل الخارجي في العمليات السورية الداخلية». وشدد على «ضرورة المساعدة في تنظيم الحوار الشامل بين الأطراف السورية»، محذرا من أن «أي تحريض على رفض مثل هذا الحوار يفتح الطريق أمام الحرب الأهلية وسقوط المزيد من الضحايا».
وأوضح المكتب الصحافي للرئيس الروسي أن الحديثين مع المالكي ونجاد تركزا على ضرورة «استخدام الصيغ الثنائية والدولية من أجل إحلال السلام والاستقرار على الأرض السورية في أقرب وقت ممكن».
وتحدث ميدفيديف ونجاد بعد يوم من فتح الولايات المتحدة الباب في ما يبدو لتسليح المعارضين السوريين في نهاية الأمر.
وقال الكرملين، في بيان، «أعلن ميدفيديف ونجاد أنهما يشجعان السوريين على تجاوز الأزمة بأنفسهم في أسرع وقت ممكن بوسائل سلمية حصرا من دون تدخل خارجي». وأوضح «تمحور الحديث خصوصا حول الوضع المأساوي الذي تطور حول سوريا». وتابع ان «مدفيديف ونجاد شددا على ضرورة السعي الى وقف العنف وإجراء حوار بناء بين السلطة والمعارضة من دون شروط مسبقة».
وذكر الكرملين أن «الرئيسين شددا على ضرورة متابعة الإصلاحات السياسية والاجتماعية - الاقتصادية في هذا البلد في مناخ هادئ ولما فيه مصلحة جميع السوريين». وتابع «اتفق الرئيسان على ان الهدف الاساسي اليوم، بما في ذلك العمل في إطار المنظمات الدولية وقبل كل شيء في اطار الامم المتحدة، هو منع اندلاع حرب اهلية في البلاد يمكن ان تقوض الوضع في المنطقة بأكملها». وأشار الى انه «من المهم في هذا الاطار استنفاد جهود جميع الذين يرغبون في وقف إراقة الدماء والمواجهة وإعادة السلام والاستقرار في سوريا».
واعتبر المالكي وميدفيديف ان «الحل السياسي» في سوريا يحقق «اهداف شعبها»، وأن التدخل الخارجي «يعقد» الأمور فيها.
وذكر بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي ان «وجهات النظر كانت متفقة على ضرورة وقف العنف بصورة شاملة وإقامة حوار من شأنه التوصل الى حل سياسي يحقق الأهداف المشروعة للشعب السوري». وأضاف ان الجانبين شددا ايضا على ضرورة «منع التدخل الخارجي الذي سيدفع الامور الى المزيد من التعقيد والمعاناة».
وذكر البيان ان ميدفيديف ابلغ المالكي «انه سيرسل وفدا خلال الايام المقبلة الى بغداد لمتابعة ملف العلاقات بين البلدين والعمل على تطويرها على كل المستويات».
ورفض الملك السعودي بحدة طلب ميدفيديف التحاور بشأن سوريا. وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الملك عبد الله استعرض مع ميدفيديف «العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع في المنطقة وخاصة ما يجري في سوريا».
وأضافت «أبدى الرئيس الروسي وجهة نظر الحكومة الروسية تجاه ذلك، فأجابه خادم الحرمين الشريفين بأن السعودية لا يمكن اطلاقا أن تتخلى عن موقفها الديني والأخلاقي تجاه الأحداث الجارية في سوريا، وكان من الأولى من الأصدقاء الروس أن يقوموا بتنسيق روسي - عربي قبل استعمال روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، أما الآن فإن أي حوار حول ما يجري لا يجدي» في اشارة الى اعتباره ان عرض الحوار خطوة متأخرة من جانب موسكو.
وكان الكرملين اعلن ان ميدفيديف والملك عبد الله «تبادلا وجهات النظر حول الوضع في الشرق الاوسط في ضوء الاحداث الجارية في سوريا». وأضاف أنهما بحثا تنسيق الجهود على الصعيدين الثنائي والدولي من أجل إرساء الاستقرار في المنطقة.
وأعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة ان «اللجنة تجري محادثات مع السلطات ومع أعضاء في المعارضة، وأن رئيس اللجنة الدولية التقى ممثلين عن المجلس الوطني السوري في جنيف». وأضاف «اننا نبحث في ما يمكن القيام به من اجل التوصل الى وقف لإطلاق النار».
وأعلن متحدث باسم الأمم المتحدة ان مسؤولة الشؤون الانسانية فاليري اموس ستتوجه الى سوريا قريبا في محاولة لتأمين دخول عمال المساعدات لإيصال مساعدة عاجلة للمحاصرين في مناطق الصراع في البلاد.
وأعلنت موسكو دعمها طلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر هدنة يومية لمدة ساعتين في سوريا لنقل المساعدة الإنسانية الى السكان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الكسندر لوكاشيفيتش «نحن قلقون جدا إزاء التقارير عن الوضع الانساني الصعب في سوريا. نحن ندعم بقوة جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر. من المفترض أن تستخدم هذه الهدنة لتقديم مساعدة إنسانية للشعب».
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن بلاده تعارض الاقتراح الفرنسي بإقامة «ممرات انسانية» في سوريا معتبرا أن هذا لن يؤدي سوى الى «تفاقم النزاع والذهاب إلى مواجهات عسكرية خطيرة».
وقال غاتيلوف «من غير المرجح أن يكون لإقامة هذه الممرات الانسانية أي فعالية». وأضاف «انها مسألة معقدة جدا، وبحسب علمنا فإن الامر سيتطلب آلية خاصة وقوات، ومنطقيا فإن ذلك قد يؤدي الى استخدام القوة». وقال ان الفكرة التي تؤيدها موسكو والصليب الأحمر هي ضمان «هدنة إنسانية، وليس ممرات إنسانية».
ورداً على تصريحات للسيناتور الأميركي جون ماكين وموقف بعض السياسيين الأميركيين، قال غاتيلوف إن «دعوات الولايات المتحدة الى تشكيل منطقة حظر للطيران فوق سوريا هي تحريض مباشر على تطبيق السيناريو العسكري». وأضاف «نسمع باستمرار تصريحات تفيد بأن السيناريو الأمني مستحيل. لكننا نعرف أنه تتم دراسة مثل هذه السيناريوهات».
وأعلن غاتيلوف أن القلق يتزايد في روسيا بشأن أنباء عن تلقي المعارضة المسلحة في سوريا مساعدات عسكرية من الخارج. وقال «إن تلقي المعارضة المسلحة الدعم من الخارج هو حقيقة مثبتة». وأضاف ان «الشحنات التي تعبر الحدود من لبنان تدعم المعارضة المسلحة. ونشعر بأن ذلك لا يؤدي سوى الى إشعال وتصعيد الوضع».
وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية زيارة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون السبت الى الجزائر مشيرة الى انها ستتناول خصوصا الإصلاحات السياسية الجارية في الجزائر والتغيرات في العالم العربي ومكافحة «الإرهاب». وتشارك كلينتون في مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس غدا قبل أن تزور الجزائر والمغرب.
وأعلن «المجلس الوطني السوري» أنه «سيتقدم بمطلب إقامة مناطق آمنة في مؤتمر أصدقاء سوريا». وقالت المتحدثة باسمه بسمة قضماني، في باريس، إنه توجد ثلاث مناطق يمكن تأمينها واحدة محاذية للبنان لمساعدة منطقة حمص، وواحدة بالقرب من تركيا لمساعدة مدينة إدلب، وأخرى مجاورة للحدود الأردنية لمساعدة مدينة درعا.
وأضافت أنه «بعد اخفاق خطة السلام التي وضعتها الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا، فقد حان الوقت لكي يفكر المجتمع الدولي في التدخل العسكري في سوريا كما فعل في ليبيا».
وقالت قضماني ان المجلس سيقدم بيانا الى مؤتمر تونس يؤكد انه «يجب على أصدقاء سوريا ألا يمنعوا أية دول منفردة من مساعدة المعارضة السورية من خلال توفير المستشارين العسكريين والتدريب وتوفير الأسلحة للدفاع عن النفس». وأضاف البيان ان «الشعب السوري يرفض جميع محاولات استغلال الانتفاضة من قبل الجهاديين الاجانب او المقاتلين الطائفيين».
وذكرت «سانا» «استشهد ضابطان أحدهما برتبة نقيب والآخر ملازم أول جراء استهداف سيارة مدنية كانا يستقلانها بالقرب من جسر الزارة بريف حمص من قبل مجموعة إرهابية مسلحة». وأضافت «استشهد عنصر من حفظ النظام وأصيب 3 بانفجار عبوتين في حمص».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد