قلـق فـي إسرائيـل وأميركـا مـن تقـارب بكيـن وأنقـرة وطهـران
تتابع إسرائيل والولايات المتحدة بقلق، وفق صحيفة «هآرتس»، التحالفات العسكرية الجديدة بين كل من تركيا والصين وإيران. وقد تجلت العلاقات بين هذه الدول الثلاث في الأسبوع الماضي بمناورة عسكرية جوية شاركت فيها طائرات تركية وصينية.
ومما زاد من القلق الإسرائيلي والأميركي أن هذه المناورة هي المناورة السنوية الكبرى التي تجريها تركيا باسم «نسر الأناضول»، والتي كانت إسرائيل والولايات المتحدة شريكتين رئيسيتين فيها. وأعلن أمس أن سلاح الجو الإسرائيلي سيجري مناورة مع سلاح الجو اليوناني كنوع من التعويض عن خسارته المناورات التي كان يشارك فيها مع تركيا.
وكانت أنقرة قد وترت علاقاتها العسكرية مع إسرائيل في أعقاب العدوان على غزة، وترجمت ذلك بمنع سلاح الجو الإسرائيلي من المشاركة في مناورات «نسر الأناضول». وقد تضامنت أميركا وعدد من دول أوروبا مع إسرائيل، وامتنعت هي الأخرى عن المشاركة في هذه المناورة السنوية. ويبدو أن تركيا اتجهت نحو الصين لإنجاح مناوراتها الجوية السنوية، وطلبت منها المشاركة فيها.
وبالفعل وصلت الأسبوع الماضي طائرات حربية صينية إلى تركيا، لتكون بديلا قويا ومناسبا لعدم مشاركة إسرائيل. وأرسلت بكين طائرات من طراز «سوخوي 27» للتدرب مع طائرات «أف 16» التركية.
وأشارت «هآرتس» إلى أنه خلافا للمرات السابقة أجريت المناورة التركية هذه المرة تحت ستار من السرية، ولم تنشر عنها سوى تفاصيل محدودة في الصحافة التركية.
ويتابع الغرب باهتمام التغييرات التي تجري على بنية الجيش الصيني، وخصوصا في أعقاب المناورات الجوية والبحرية البعيدة المدى التي أجراها مؤخرا، والتي تظهر وجود قرار صيني بامتلاك قدرات للقتال بعيدا عن حدود الدولة. وتكثف الصين في هذه الأيام جهودها وتوفر لذلك موارد ضخمة من أجل امتلاك قدرات في الحرب السيبرنتيكية.
لكن «هآرتس» أشارت إلى مصدر قلق آخر لدى الدول الغربية، وهو المسار الجوي الذي اتخذته الطائرات الصينية للوصول إلى تركيا. فقد مرت فوق كل من باكستان وإيران وصولا إلى تركيا. وبحسب ما نشر في وسائل الإعلام التركية فإن الإدارة الأميركية وجهت رسالة احتجاج إلى الحكومة التركية لقيامها بالتعاون عسكريا مع إيران والصين، فيما هي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي. ويبدو أن المحور الذي يبنى بين الصين وإيران وتركيا يتجلى أيضا في صفقات سلاح، حيث ان طهران تعتمد بشكل أساسي على خبرات صينية في مجال صناعة الصواريخ.
واستذكرت «هآرتس» أن صاروخ «سي - 802، الذي أطلقه «حزب الله» في حرب لبنان الثانية نحو البارجة «حانيت»، أنتج في إيران على أساس تكنولوجيا صينية. وطورت أنقرة بالاشتراك مع بكين منظومة إطلاق صواريخ، كما تتشاركان في مشاريع لبناء خطوط أنابيب النفط في إيران، ما يجعل توثيق العلاقات بين هذه الدول أمرا ذا أهمية خاصة في ضوء عضوية الصين الدائمة في مجلس الأمن الدولي ومعارضتها فرض عقوبات أشد على إيران.
وفي هذه الأثناء، أعلن أن إسرائيل واليونان ستجريان مناورات جوية مشتركة في الفترة ما بين 11 و14 تشرين الأول الحالي فوق جزيرتي بيلوبونيز وكريت. وستشارك، وفق يبان وزارة الدفاع اليونانية، في المناورة 8 مروحيات هجومية من الدولتين ستتدرب على معارك جوية.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل شرعت بعد توتر علاقاتها مع تركيا في البحث عن بدائل لتدريب سلاحها الجوي في عدد من الدول الأوروبية. وكانت اليونان بين أولى هذه الدول إضافة إلى رومانيا وبولندا. غير أن القادة العسكريين الإسرائيليين يدركون أنه برغم تعاون بعض الدول الأوروبية، إلا أن أحدا لا يستطيع تعويض الموقع الذي كان لإسرائيل في تركيا. ويشددون على وجه الخصوص على حقيقة أن لتركيا حدودا مشتركة مع كل من سوريا وإيران، اللتين تصنفان على أنهما من أبرز «أعداء» إسرائيل، ما يعني أن التدرب في تركيا هو في الواقع تدرب على تضاريس مشابهة لتضاريس الدولتين العدوتين.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد