مقتل جنديين لبنانيين وضابط إسرائيلي رفيع باشتباكات حدودية
أبلغ مصدر عسكري لبناني أن اثنين من جنود الجيش قتلا في المواجهات التي اندلعت جنوبي لبنان مع الجيش الإسرائيلي عند الحدود بين البلدين، مضيفاً أن الاشتباكات أدت أيضاَ لجرح عدد من الجنود، واصفاً الوضع الأمني حالياً بأنه "ما يزال حذراً، مع وجود إطلاق نار بشكل متقطع."
كما قال الجيش الإسرائيلي إن ضابطا برتبة رفيعة، وهو قائد كتيبة عسكرية قتل في الاشتباكات.
من جانبها حمّلت الحكومة الإسرائيلية نظيرتها في بيروت مسؤولية المواجهات التي وقعت على الحدود وتخللها اشتباكات عنيفة بالأسلحة النارية والقذائف بين جيشي البلدين، واعتبرت ما جرى "خرقا سافرا للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن،" وأشارت إلى الإيعاز لممثل تل أبيب تقديم شكوى بالقضية للأمم المتحدة.
وحذرت الخارجية الإسرائيلية الحكومة في لبنان من ما وصفته بـ"عواقب وخيمة" قد تترتب عن استمرار الخروقات، بينما أصدر الجيش اللبناني بياناً قال إن الجيش الإسرائيلي استخدم الدبابات في الاشتباكات، ما أدى لسقوط قتلى في صفوف المدنيين والعسكريين بالجانب اللبناني، دون تقديم أرقام رسمية، في حين تأكد مقتل صحفي لبناني.
وقال بيان الجيش اللبناني إن دورية إسرائيلية: " أقدمت على تجاوز الخط التقني في خراج بلدة العديسة، وضمن أراض متحفظ عنها لبنانيا، وعلى الرغم من تدخل قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان لمنعها، تابعت دورية العدو تجاوزها فتصدت لها قوى الجيش اللبناني بالأسلحة الفردية وقذائف آر.بي.جي."
وأشار بيان الجيش إلى أن الوضع في المنطقة "لا يزال حذراً،" وأن قوات الأمم المتحدة "تتولى الاتصالات لإعادة الوضع إلى طبيعته."
وشجب الرئيس اللبناني، العماد ميشال سليمان، ما وصفه بالخرق الإسرائيلي الجديد للقرار 1701 واجتياز الخط الحدودي المؤقت بين البلدين "والاعتداء على الممتلكات وقصف حاجز للجيش اللبناني في منطقة العديسة،" إثر تبادل لإطلاق نار بين قوة إسرائيلية ولبنانية جنوب البلاد.
ودعا سليمان أثناء مناقشة الوضع مع قائد الجيش اللبناني، العماد جان قهوجي، إلى "ضرورة التصدي لأي محاولة اعتداء إسرائيلية."
وتضاربت الأنباء بشأن التراشق بين الجانبين، فبعد أن أشارت أنباء إلى توقف الاشتباكات، نقلت وكالة الأنباء الرسمية أن مروحية إسرائيلية مقاتلة من طراز اباتشي أطلقت صاروخين على مشروع الطيبة الواقع بين بلدات العديسة - الطيبة - رب الثلاثين.
وفي وقت تكتمت فيه المصادر الإسرائيلية حول وقوع قتلى في جانبها من الحدود نقلت قناة "المنار" التابعة لحركة "حزب الله" اللبناني" في موقعها الإلكتروني، أن ضابطاً إسرائيلياً برتبة رفيعة لقي مصرعه إلى جانب مقتل 3 جنود لبنانيين بعد استهداف آليتهم ( ناقلة جند ) بصاروخ أطلقته مروحية الاباتشي.
ووقعت المناوشات المسلحة عند محاولة الإسرائيليين تركيب كاميرات مراقبة على الحدود بين بلدة العديسة ومستوطنة "مسكافعام."
وقامت قوة من الجيش اللبنانية بمنعهم من محاولة إزالة شجرة داخل الأراضي اللبنانية مما أدى لتوتر الوضع الذي تدخلت على إثره قوة من اليونيفيل.
إلا أن الأمر تطور إلى إطلاق نار متبادل، قامت خلاله دبابة إسرائيلية بإطلاق قذيفتين، على الأقل داخل الأراضي اللبنانية في بلدة العديسة، طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء اللبنانية.
وأشار شهود عيان إلى إصابة جندي لبناني وآخر مدني بجروح طفيفة وتشهد المنطقة حالة من الاستنفار، على ما أوردت الوكالة الرسمية.
وعلى صعيد مواز، أشارت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني، إلى إطلاق صاروخ "كاتيوشا" من لبنان على شمالي إسرائيل حيث سمع سكان المنطقة دوي انفجارات قوية.
ونفى متحدث باسم شرطة اللواء الشمالي الإسرائيلية تعرض منطقة الجليل لأي هجوم صاروخي، وعزا دوي الانفجارات إلى تبادل اطلاق النار مع القوات اللبنانية، وفق الإذاعة الإسرائيلية.
وحثت قيادة القوات الدولية المرابطة في جنوب لبنان- يونيفيل - الطرفين الإسرائيلي واللبناني على ضبط النفس لمنع تصاعد الموقف على الحدود.
ودعا المتحدث باسم قوات "اليونيفيل"، أندريا تينينتي، الطرفين إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس."
وقال تينينتي: "حدث تبادل لإطلاق النيران بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي على طول الخط الأزرق في منطقة العديسة".
ويأتي التوتر بعد أقل من أربعة وعشرين ساعة من إطلاق 5 خمسة صواريخ على مدينة "إيلات" الإسرائيلية و"العقبة" في الأردن، مما أدى لمقتل أردني، في الهجوم الذي لم تعلن أي جهة، حتى اللحظة، مسؤوليتها عنه.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد