لقاء داود أوغلو ـ بن أليعزر: تـركيـا تتمسّـك بمطالبـها
فاجأ اللقاء بين وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ووزير الصناعة والتجارة الاسرائيلي بنيامين بن اليعزر كافة المراقبين، في كونه قد أتى في وقت يستمر فيه التوتر بين الدولتين، لا سيما بعد إعلان تركيا منع مرور الطائرات العسكرية الاسرائيلية في مجالها الجوي.
أما سرية اللقاء فجاءت لتضيف غموضا على ظروف انعقاده، مثيرة تساؤلات حول الجهة التي بادرت إلى طلبه، وفيما سعت كل من أنقرة وتل أبيب إلى إلقاء الكرة في ملعب الطرف الآخر، أجمع المعلقون الأتراك والإسرائيليون على أنّ الاجتماع قد جاء بضغط مباشر مارسته الإدارة الأميركية على الجانبين.
وما كادت تمضي ساعات على إعلان إسرائيل أن اللقاء بين داود أوغلو وبن أليعزر قد حصل بناء لطلب الجانب التركي، خرج وزير الخارجية التركي لينفي ذلك، مشدداً على أنّ «الجانب الإسرائيلي هو من طلب إجراء اللقاء». وهو ما سبق للمتحدث باسم الخارجية التركية بوراك براق اوزوغرغين أن أكده، مشيراً إلى أنّ الوزيرين ناقشا الوضع الحالي للعلاقات التركية ـ الإسرائيلية إثر الهجوم الإسرائيلي على سفن «أسطول الحرية».
وأشارت صحيفة «حرييت» الى أن أساس اللقاء بين داود أوغلو وبن اليعزر قد وضعت لبناته الأولى خلال لقاء رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان مع الرئيس الاميركي باراك اوباما يوم الأحد الماضي في تورونتو في كندا. وقد عبر اوباما خلال اللقاء عن قلقه من استمرار التوتر بين الحليفين تركيا وإسرائيل. وبناء على الاتفاق غادر احمد داود اوغلو تركيا على متن طائرة خاصة وبصورة سرية الى زيوريخ، حيث التقى بن اليعزر لمدة ساعتين ونصف الساعة.
وبحسب صحيفة «زمان» فإنه ما إن نزل داود اوغلو من الطائرة في اسطنبول عائدا من اللقاء حتى سمع بخبر الاعلان الإسرائيلي عن حصول اللقاء. واعتصمت الخارجية التركية بالصمت لمدة ساعتين قبل ان تؤكد حصول اللقاء. ووفقا لمعلومات الصحيفة، استنادا لمصادر في الخارجية التركية، فإن الوزير التركي جدد امام مقابله الاسرائيلي مطالب انقرة في الاعتذار عن الاعتداء البحري والتعويض وتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ورفع الحصار عن غزة.
وفي هذا الإطار، أشار أوزوغيرغين إلى أنّ الوزيرين عرضا في محادثاتهما النقطة التي وصلت اليها العلاقات التركية الاسرائيلية بعد الهجوم على قافلة المساعدات الانسانية الى غزة. وقال اوزوغيرغين ان الجانب اسرائيلي وعد بنقل المطالب التركية الى الحكومة الاسرائيلية لدراستها وتقييمها. وأضاف أن «النقطة التي وصلت اليها العلاقات بين البلدين ليست النقطة التي نريدها»، موضحاً: «نحن نتوقع خطوات من الجانب الاسرائيلي خصوصا ان مطالبنا لتصحيح العلاقات قد ابلغناها اليهم قبل عشرة ايام وقد كرر الوزير داود اوغلو ابلاغها الى بن اليعزر».
أما في إسرائيل، فقد أثار اللقاء عاصفة سياسية قوية في إسرائيل، خاصة بعدما احتج وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان على عدم إطلاعه مسبقاً على هذه الخطوة. وفيما حاول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ادعاء أن عدم إبلاغ ليبرمان نجم عن «خطأ فني»، شدد أنصار الأخير على أن حزب العــمل يحاول طرد «إسرائيل بيتــنا» من الحكومة.
وتبادلت القوى السياسية الاتهامات بشأن المسؤول عن تسريب أمر اللقاء السري للصحافة، فيما حملت الصحف الإسرائيلية عناوين رئيسية تظهر مقدار التوتر بين نتنياهو وليبرمان.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنّ اللقاء بين بن أليعزر وداود أوغلو تم بوساطة رجال أعمال إسرائيليين، إلا أن إذاعة الجيش الإسرائيلي تحدثت عن ضغط أميركي لعقد اللقاء. وكانت الإذاعة قد أشارت إلى أن لديها معلومات تفيد بإبلاغ إسرائيل الإدارة الأميركية بأمر اللقاء مع داود أوغلو.
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد