أنقرة تستدعي سفيرها وتلغي مناورات عسكرية وأردوغان لن يسكت
بدا امس ان كل العوامل قد تجمعت لحدوث انفجار في العلاقات التركية الاسرائيلية هو الاسوأ في تاريخ الطرفين. فمن الاعتداء الاسرائيلي المباشر على السفينة التركية «مرمرة» في البحر المتوسط، وسقوط العدد الاكبر من الشهداء في صفوف المتضامنين الدوليين مع غزة، بين الناشطين الاتراك، وتظاهرات السخط التركي الشعبي التي كانت اول من خرج الى الشوارع في العالم بعد ورود انباء مذبحة البحر، وتصريحات الغضب من الزعماء الاتراك كافة، تجمعت كلها لا لتضع العلاقات بين انقرة وتل ابيب في منعطف خطر وحسب، وانما ربما لتغير المشهد الاقليمي بقوة.
وبدأت بوادر محاولات تركيا جعل إسرائيل تدفع ثمنا باهظا لعدوانها على السفن، باستدعاء أنقرة لسفيرها من الدولة العبرية، وإلغاء 3 مناورات عسكرية، في مؤشر على ان الغضب التركي سيكون اكثر قوة في التعبير عن ذاته مقارنة بالازمات التي شهدتها العلاقات في السنوات الاخيرة. كما وحدت بين أحزاب المعارضة والحكومة في إدانة العدوان. وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار اوغلو انه أمر غير مقبول وغير مبرر مهما كانت الأعذار.
واعلن رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان، الذي قطع زيارته إلى تشيلي، أن بلاده لن تسكت، قائلا ان «هذا العمل يتعارض تماماً مع مبادئ القانون الدولي وهو عمل غير إنساني من أعمال إرهاب الدولة. فلا يظن احد أننا سنسكت على هذا». وأضاف «هذا الهجوم يثبت من جديد أن حكومة إسرائيل الحالية لا تريد السلام في المنطقة». وردا على مزاعم الجيش الإسرائيلي بوجود أسلحة على متن السفن، أكد اردوغان انه تم تفتيش الأسطول «بشكل صارم» ولا يتضمن أي شيء آخر غير «المساعدة الإنسانية ومتطوعين مدنيين».
ولا يستبعد مراقبون أن تتخذ قرارات في اتجاه معاقبة إسرائيل على أكثر من صعيد، ومنها إبطال العديد من الاتفاقيات والمناقصات مع شركات إسرائيلية رسمية، وخاصة على الصعد الاقتصادية والعسكرية، من دون الجزم في ما قد تؤول إليه مسألة العلاقات الدبلوماسية تخفيضاً أو قطعاً، أم أن الأمر سيقتصر على استدعاء السفير أو سحبه. ولن تكون المؤسسة العسكرية خارج أي قرار «كبير» قد تتخذه الحكومة التركية فضلا عن البرلمان.
وسارع وزير الدفاع وجدي غونيل إلى قطع زيارته إلى مقدونيا ورئيس الأركان ايلكير باشبوغ إلى القاهرة. وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو شدد على ضرورة أن تتحمل إسرائيل عواقب عملها، فيما ابلغ السفير الإسرائيلي لدى أنقرة غابي ليفي أن هذه العملية الدامية قد «تؤدي إلى عواقب لا يمكن تداركها في علاقاتنا الثنائية». وذكرت صحيفة «ميللييت» إن أكثر من 15 ألف سائح إسرائيلي الغوا حجوزاتهم، فيما دعت الدولة العبرية الإسرائيليين إلى عدم التوجه إلى تركيا باعتبارها بلداً خطراً.
وقال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، لصحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية، «لا اعتزم سحب السفير غابي ليفي رغم القرارالتركي. ليس لدي نية لزيادة العلاقات توتراً. من المتوقع ان تستمر تداعيات الحدث لفترة طويلة، وهدفنا التوصل الى ارضية مشتركة مع تركيا».
المصدر: وكالات
إقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد