لبنان يحمي أمريكا من "القاعدة"
حققت القوى الأمنية اللبنانية إنجازاً أمنياً تخطى بأبعاده الساحة اللبنانية، وذلك بإمساكها الخيوط الأولى لشبكة عالمية على صلة ب"القاعدة>، أطلق عليها الإعلام الاميركي تسمية "الذئب المتوحد"، وتبين أنها كانت تخطط لتنفيذ سلسلة أعمال تستهدف شبكة المواصلات في نيويورك عاصمة المال والبورصة الاميركية.
وأظهرت المعلومات أن ملاحقة الشبكة ومن ضمنها "الرأس المدبر" اللبناني عاصم محمد سامي حمود (31 سنة) الملقب ب"أمير أندلسي"، بدأت منذ الفصل الأول من العام الحالي، واستوجبت تعاوناً استخباراتياً من جانب سبعة أجهزة دولية أبرزها جهاز أل"أف بي آي" الذي قدم معلومات استخباراتية إلى أكثر من جهة عربية ودولية بينها لبنان.
وأدت الجهود الاستخباراتية الدولية إلى توقيف عدد من أعضاء الشبكة، وهم بالإضافة إلى اللبناني عاصم حمود، شاب سوري استدرج إلى ليبيا وأوقف هناك، بالإضافة إلى ثالث، فيما تجري ملاحقة آخرين يتوزعون بين الإمارات والبوسنة وبريطانيا والدنمارك وإيران، وبينهم سعودي ويمني وأردني وفلسطيني وكردي إيراني وسادس غير معروفة جنسيته.
وحسب المعلومات المتوافرة تبين أن من تم توقيفهم ينتمون إلى تنظيم "القاعدة" وهم يتبعون نظام حياة منفتحاً وصاخباً ومتحرراً لإبعاد الشبهات عنهم، وهو توجه يبدو أنه صار معتمداً على مستوى خلايا "القاعدة" عالمياً، وأشارت المعلومات إلى وجود صلة غير مباشرة بين هذه الشبكة وبين مجموعة "القاعدة" التي تم توقيفها في لبنان في نهاية العام .2005
وأكدت المصادر "أن محصلة محاضر التحقيق مع جميع أعضاء الشبكة صارت كلها في حوزة مكتب التحقيقات الفيدرالي بما في ذلك محاضر التحقيق مع اللبناني حمود التي قام وفد أمني لبناني بتسليمها في الأيام الأخيرة إلى مسؤولي أل"اف بي آي" وهو ما زال موجوداً هناك حتى الآن".
وقال مصدر قضائي في بيروت إن قاضي التحقيق العسكري الأول في بيروت رشيد مزهر تسلم الموقوف حمود في مطلع شهر أيار واستجوبه وأصدر مذكرة توقيف بحقه، ونفى المصدر وجود موقوفين آخرين في بيروت.
وقد صدرت الإشارة الأولى لتوقيف اللبناني عاصم حمود (مواليد عين المريسة في بيروت عام 1975)، من نيويورك، وتحديداً عبر صحيفة "ديلي نيوز" التي أعلنت أن جهاز أل"اف بي آي" كشف عن "مؤامرة خطيرة" لاستهداف شبكة المواصلات في نيويورك، وتحديداً عبر وضع شحنات ناسفة كبيرة جداً في مركبات آلية في نفق هولند أسفل نهر هدسون بين نيوجرسي ومانهاتن في نيويورك بهدف إغراق منطقة مانهاتن المالية.
ونقلت "ديلي نيوز" عن مصادر ان ال"أف.بي.آي" اكتشف مؤامرة "الذئب المتوحد" عبر مراقبة غرف الدردشة على شبكة الانترنت، حيث ناقش "الإرهابيون المزعومون" مهاجمة اقتصاد الولايات المتحدة، بدلاً من إيقاع أعداد كبيرة من الضحايا الاميركيين.
وحسب المعلومات المتوافرة فإن عاصم حمود كان موضوعاً تحت مراقبة شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، قبل شهر من توقيفه، وتبين أنه اتبع نظام حياة اجتماعياً معقداً للغاية سعياً منه إلى التمويه، وهو اقتنى
سيارة حمراء اللون مكشوفة من طراز حديث، وكان يرتاد المرابع الليلية بصورة شبه يومية ويقيم علاقات نسائية ويبذخ في مصاريفه.
ولدى التدقيق بالمعلومات التي تم تجميعها حول حركة حمود وسفراته الخارجية، تقرر توقيفه قبيل سفره بيومين إلى باكستان للانتقال الى مرحلة التحضير العملي لتنفيذ خطة "الذئب المتوحد" حيث كان مقرراً إجراء دورة تدريبية مدتها حوالى أربعة أشهر (تستمر حتى نهاية أيلول المقبل)، على أن تنفذ العملية في نهاية العام الحالي وتم إرسال الخرائط والاحتمالات عبر شبكة الانترنت.
وتضيف المعلومات أن حمود اعترف بأن أكثر من فكرة كانت مطروحة للبحث والتنفيذ هي الآتية:
أولا: تفجير جسر سان فرنسيسكو.
ثانيا: تفجير جسر بروكلين نيويورك.
ثالثا: تفجير نفق هولند.
رابعا: افتعال حريق ضخم جداً في إحدى غابات كاليفورنيا.
وأشارت المعلومات إلى أن الخرائط التي صودرت من مكتب حمود في إحدى الجامعات الخاصة في بيروت (حيث كان يتولى التدريس) ومن منزله أظهرت أن هذه الاحتمالات كانت قائمة، واعترف حمود بأن الخيار الذي استقر الرأي عليه هو تفجير نفق بين نيوجرسي ومانهاتن في نيويورك يبلغ طوله 4.2 كيلومترات وتستخدمه آلاف السيارات والشاحنات يوميا (34 مليون سيارة سنوياً)، وهو الأمر الذي كان سيؤدي إلى سقوط ما بين 15 إلى 20 ألف قتيل حسب الخطط والتوقعات التي وضعتها الشبكة.
وحسب المعلومات، فإن حمود الذي تبين أنه يحمل جواز سفر كندياً (خريج كندا ويحمل إجازة في إدارة الاعمال) كان على تواصل مع شبكة كبيرة كان بعض عناصرها في لبنان في العام الماضي وبينهم الكردي الإيراني الملقب "أمير قدامى" والسوري الملقب "أبو جميل".
وقد توارى هؤلاء عن الأنظار بعد اعتقال ثلاثة عشر شخصاً في نهاية العام 2005 يشتبه بانتمائهم الى القاعدة. كما اعترف بأنه قابل في نهاية العام 2005 شخصاً أجنبياً طلب منه تأمين شقق سكنية لاستضافة "المجاهدين" وتجنيد أشخاص آخرين وجمع أموال وأسلحة لصالح تنظيم "القاعدة"، واتباع نظام الحياة التمويهي لاحقاً، إلا أن ذلك كله تم تعديله في ضوء إلقاء القبض على شبكة ال.13
وقال مكتب التحقيقات الفدرالي في تصريح مشترك مع وزارة الأمن القومي "لقد اكتشفنا شبكة إرهابية كانت في مرحلة التخطيط لهجوم ضد شبكة المواصلات في منطقة نيويورك نيوجيرسي".
وأكد مساعد مدير مكتب "اف بي آي" في نيويورك مارك ميرشون، أمس، انه تم تحديد هويات ثمانية مدبرين رئيسيين في إطار المخطط الإرهابي الذي أحبط ضد شبكة المواصلات النيويوركية بينهم ثلاثة معتقلون في الخارج، وقال إن اللبناني حمود هو "العقل المدبر" للمؤامرة ووجهت إليه التهم رسمياً في لبنان، بينما لم توجه التهم إلى الاثنين الآخرين.
وأشار ميرشون إلى أن السلطات الاميركية عملت مع أجهزة مخابرات في ست دول أجنبية لإحباط الهجوم على خط السكك الحديدية الذي يربط بين مانهاتن ونيوجرسي أسفل نهر هدسون. وقال إن الخطة "كانت ستشمل الاستشهاد وتفجير بعض الأنفاق".
وقالت "ديلي نيوز" نقلاً عن مسؤولين أميركيين إن المؤامرة كانت في مرحلة التخطيط وإن المتورطين لم يقوموا بأي أعمال استطلاع ولم يحصلوا على أية مواد لتنفيذ هجومهم وإن أياً من المشتبه فيهم لم يطأ أرض الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة النيويوركية عن مصدر في مكتب مكافحة الارهاب ان المسؤولين الاميركيين انتابهم القلق لان المتآمرين حصلوا على تعهد بدعم مالي وتكتيكي من أنصار الاردني ابي مصعب الزرقاوي زعيم "القاعدة" السابق الذي قتل مؤخراً في العراق. وان الاميركيين طلبوا من الحكومة اللبنانية عدم الاعلان عن توقيف حمود لان عملية إجهاض مؤامرة "الذئب المتوحد" مستمرة. وتردد أن المسؤولين الاميركيين عبروا عن انزعاجهم لإقدام "ديلي نيوز" على تسريب الخبر لأنه لم يتم توقيف جميع أعضاء الشبكة حتى الآن.
وأشارت الصحيفة الى ان مسؤولين في "اف بي آي" شاركوا في استجواب عاصم حمود في العاصمة اللبنانية.
من جهة ثانية، قال مصدر قضائي لبناني ان لبنان قرر تسليم السلطات الاسترالية صالح الجمل الذي يحمل جنسيتين أردنية واسترالية لمحاكمته بتهم تتعلق بالإرهاب بينها استهداف جسر مرفأ مدينة سيدني.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد