وزير النقل يشرف على حركة الباصات الجديدة وأنظمة استخدامها

بعيداً عن الأضواء والكاميرات.. رحلة لم تكن طويلة بالمعنى العام لها..
ولكن كانت مليئة بالمفاجآت للحد الذي يعكس أهميتها.. مشوار أعادنا لعام 2001 حين كانت الاحاديث تقول بأن باصات النقل الداخلي ستدخل الخدمة قريباً في دمشق وبدأت الروايات فبعضها يقول بأنها ذو منشأ ماليزي والبعض ذو منشأ ياباني وو..
ومرت الايام والسنوات وتأخر مجيىء هذه الباصات للحد الذي جعل الناس يفقدون الأمل.
ومالبث أن وضعت وزارة النقل نصب عينها هدف استيراد باصات النقل الداخلي ووضعها في الخدمة.
لتكون المفاجأة هي الاعلان عن منشئها الصيني ما جعل بعض الاشخاص يشككون في هذا الموضوع وفعلاً اتت الباصات الصينية وتم تدشين أول رحلة بها أمس بحضور وزير النقل د. يعرب بدر.
وزير النقل لم يمنع الناس من الصعود والاستفادة من الباص في نقلهم وانما طلب ان تكون الامور على طبيعتها وهذا مالانراه كثيراً هذه الايام.
- البعض رفض الصعود بسبب  عدم معرفته بالباص الجديد والبعض صعد حتى من دون ان يقطع تذكرة صعود.
باصات صفراء وخضراء مزركشة دارت انحاء دمشق أمس، باصات تمتعت ولأول مرة بصباح دمشق المزهر وشمسها الساطعة ولكن نأمل بأن تتمتع بذلك بنفس الصورة التي كانت عليها أمس.
- وزير النقل لم يكن راضياً بالمعنى الكامل عن خطوط باصات النقل الداخلية فبعد صعودنا بخط السومرية متجهين باتجاه المزة وصولاً إلى البرامكة اتضح لسيادة الوزير ان اعادة تنظيم خطوط النقل أمر ضروري...
كما وجدت خلال الجولة بعض الملاحظات التي حاول الوزير ان يعالجها مباشرة وكذلك بعض المسائل التي تحتاج الى حلول من جهات مختلفة.
- ما عن التسهيلات المرتقب تقديمها للمواطنين ذكر الوزير بأن مديرية النقل ستقوم باصدار بطاقة شهرية بقيمة 100 ل.س يستخدمها المواطن في كل خطوط النقل كما يتم العمل حالياً على اصدار كروت خاصة تتمثل بالعشرة وبعرض خاص بـ 45 ليرة سورية واذا توقفنا عند 45 ل.س فإنه يتضح من ذلك بان الباصات الجديدة وفرت أعباء عديدة على المواطن فالموظف على سبيل المثال يعمل طيلة اسبوع كامل بـ 45 ل.س مثلاً من خلال 10 كروت.
- ن التسهيلات الاخرى التي ذكرها الوزير هي دراسة اصدار بطاقة ركوب خاصة بالطلاب وبتخفيض قيمته 50٪ عن البطاقة العادية التي تتمثل بـ 10٪.
كما شدد الوزير على اللباس الرسمي للسائق مركزاً على اهمية الهندام والتقيد به وخاصة البطاقة الشخصية للسائق ووضعها في مكان بارز.
- أما موضوع الحصالات فهو الموضوع الاهم الذي يشغل العديد حالياً.. فكما لاحظنا منذ فترة وجيزة كثر الحديث عن موضوع الحصالات وسوء استخدامها من قبل العديد فكما لاحظنا بعضهم صعد ولم يكترث او يهتم بقطع بطاقة صعود والبعض الاخر تحجج بالقول بأنها لاتعمل بزعمها انها قديمة متسائلاً لماذا كل المحتويات جديدة الا الحصالة؟!
استوقفتنا هذه العبارة لنعرف بان الحصالات الجديدة في طريقها الى الباصات.
- أمر آخر لم يلفت انتباهنا بالقدر الذي لفت انتباه الوزير واوعز بحله فوراً هو موضوع «الميكروفون» وفجأة اخذ السائق «الميكروفون» وبدأ بالنداء من يرغب بالنزول.
فعلاً فمن الملاحظ بان هذه الطريقة لاتناسب حضارة الباصات وشكلها المميز ومن هنا فقد طلب الوزير فوراً مراسلة الشركة الصينية للاتفاق معها والطلب منها بامداد وزارة النقل بأجهزة صوتية خاصة يتم تسجيل عليها المواقف المحددة والطلب من الركاب النزول في الموقف المحدد قبل ثوان داخلياً وخارجياً.
- موعد بقاء الباصات في الخدمة والتعرفة بخمس ليرات هذا ما أكده المدير العام لشركة النقل الداخلي المهندس كميل عساف خلال الجولة مشيراً الى توزع الباصات على خمسة خطوط وهي القصاع بفرعين، تجارة وباب توما حيث تم وضع 22 باصاً بالخدمة من باب توما لجسر الرئيس و/7/ باصات من التجارة لجسر الرئيس ومن السومرية باتجاه البرامكة 30 باصاً ومن ركن الدين لابن النفيس باتجاه جسر الرئيس 15 باصاً ومن مزة جبل باتجاه البولمان 12 باصاً ومن مساكن برزة 20 باصاً.
مضيفاً عساف بان هذا التوزيع لخطوط الباصات لايعتبر توزيعاً نهائياً حيث تقوم شركة النقل الداخلي حالياً بمراقبة الخطوط وخلال ايام ستتم اضافة بعض الباصات على بعض الخطوط وتخفيف البعض الاخر اي اعادة دراسة لتشغيل الخطوط  في ضوء تجربة غداً وذلك حسب الحاجة المطلوبة.
- أما الشاغل الاكبر الذي شغل وزير النقل فهو صوت المحرك القوي الذي بدأ بالصراخ منذ لحظة صعودنا حتى نزولنا مطالباً الوزير مراسلة الشركة فوراً ومعرفة سبب صوت المحرك القوي.
- أما وسط الحلقة الدائرية فكانت للسائق الذي رافقنا في الجولة حيث ذكر السائق نذير السلكة بان اي تصرف غير لائق من البعض فقد يحال به الى المخالفة ودفع غرامة مالية طالباً من وسائل الاعلام زيادة دوره في مجال التوعية ولاسيما توعية المواطنين بعدم رمي الاوساخ وعدم التدخين وما الى ذلك.
- مهمة اكبر تواجهنا الان فعلى الرغم من تأخر قدوم هذه الباصات لكن يمكننا القول بان الموضوع انحسم أمس فبعد مباشرة 118 باصاً عملها ووضعها بالخدمة نحن ننتظر الان قدوم الدفعة الثانية 270 باصاً التي تم شحنها منذ فترة وجيزة والتي سيوزع منها 170 لمحافظة حلب و50 باصاً لمحافظة حمص و50 باصاً لمحافظة اللاذقية والدفعة الثالثة في الصين ودراسة استيراد المزيد.
نحن لسنا ضد استيراد المزيد والمزيد ولكن نأمل فعلاً بان تتم المحافظة عليها بالشكل المطلوب ومتابعتها بالشكل الاكثر من المطلوب لان اهم مايميز هذه الباصات هو حجمها الكبير الذي يتسع لـ 80 راكباً والمتوسط لـ 60 راكباً جلوساً ووقوفاً ومراعاتها لذوي الاحتياجات الخاصة من حيث انخفاضها فلتكن البداية لا النهاية ولننتظر المزيد والمزيد.
- وزير النقل لم يحسم موضوع السرافيس بقوله ان الباصات الصينية اهم من السرافيس حالياً وسيتم العمل خلال الايام القادمة لتنظيم عمل السرافيس ليترك سيادة الوزير المجال مفتوحاً  امام وضع الجرذان البيضاء.

رنا داود

المصدر: البعث